عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7777 - 2023 / 10 / 27 - 00:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المؤمنون بإله أو بدين معين والذين لا يؤمنون هم أولا وأخيرا بشر لهم عقل وأحاسيس وثقافة وأخلاق وسلوك نابع من ذواتهم ومحيطهم وتجاربهم ولا علاقة هذا بوجود دين أو إله خاصة في غياب الدليل الموضوعي عن وجود إله خالق . فالإنسان سلوكه الموروث اجتماعيا وجينيا يتراوح بين الخير والشر حسب الظروف ويتحمل مسؤوليته في ذلك. وإذا ذهبنا للنصوص الدينية نجد عكس ذلك فالإنسان مسير من قوة غيبية "يضل من يشاء ويهدي من يشاء" و " وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما" وهذا منطقيا لا يحمل الإنسان أي مسؤولية ويجعله دمية متحركة لا غير كما إن السردية الدينية تقول بأن الشيطان هو المسؤول عن الشر وكأن إبليس له إرادة حاصة به ومستقلة عن خالقه وصانعه وهذا مخالف للمنطق فمصدر الشر هو الإله نفسه أو علينا اعتبار الشيطان في منزلة الإله أي إلاه الشر كما كان في بعض الديانات التعددية. وعند توحيد تعدد الآلهة في إله واحد وقع صانعو الديانة في مأزق جمع الخير والشر معا في إله واحد يريدونه أن يكون مختصا بالخير فقط فتفتقت قريحتهم على صناعة كائن سموه بالشيطان أو إبليس لكنهم تناسوا أن الشر الذي اختص به هذا الكائن الخرافي ليس سوى مصنوعا وتابعا وكل ما يقوم به من أفعال شريرة مقدرة من إله كلي القدرة والمعرفة وبالتالي الشر يعود حتما للفاعل الأصلي وليس للتابع والواسطة. فلا علاقة للأديان بإنسانية الإنسان والتي تبقى دائمة ومستقلة عن فرضية وجود إله من عدمه ومن المؤكد أن هذا الإنسان العبقري هو من صنع الإله وليس العكس.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟