أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - أرأيت الذي يُكَذِ بُ بالوطن !!؟















المزيد.....

أرأيت الذي يُكَذِ بُ بالوطن !!؟


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


:يعتقد الكثير من الناس أن التكذيب قد يكون بالدين فقط , وان الكفر يتعلق بالأديان لاغير , وأن حياة الإنسان مرتبطة بالإيمان بالأديان وأن الأوطان أمر لاحق علي الأديان , في حين أن الأمر علي غير ذلك فالأوطان مرتبطة بالأديان إرتباط وثيق الصلة حال كون الأوطان وجدت قبل الإنسان , والإنسان وجد قبل الأديان فالعلاقة بين الإنسان والأوطان والأديان علاقة وثيقة الصلة والأوطان فيها تمثل همزة الوصل بين الإنسان والدين لأن الوطن وجد قبل الإنسان وقبل الأديان , فإذا لم يكن هناك وطن , فلا إنسان ولا أديان !!
والتكذيب بالدين أمر من الأمور التي يمكن أن تتعلق بحرية العقيدة وحرية الإيمان والكفر , فكل إنسان له مطلق الحرية في إختيار العقيدة التي يعتنقها أو الدين الذي يؤمن به ويتبع تعاليمه وأحكامه , وفي نفس الوقت له الحرية في الكفر بالأديان والعقائد السماوية التي هي مقدسة لدي الملايين من البشر بل المليارات , بل والأديان ذاتها تعطي الإنسان هذا الحق في الإيمان بها أو الكفربها سواء بسواء من باب حرية الإعتقاد الديني , لأن جميع الأديان لا تبغي لمن يعتنقها أن يكون واقعاً تحت الضغط والإكراه النفسي والبدني أو التغرير المعنوي , فمن يدخل حظيرة الإيمان بأي دين لابد أن يكون صاحب إرادة حرة مستنيرة وعلي علم كاف بما تستلزمه أمور إتباع دين من الأديان والإلتزام بتعاليمه وأحكامه , وكذا التكاليف الدينية تقوم في الأساس علي البنية العقلية السليمة الراشدة , فلا تكليف لمن لاعقل له !!
ومن هنا فإن التكذيب بالدين بل والكفر به أمر من الأمور التي سوف يتحملها كل إنسان في الحياة الآخرة وأن المجازي والمحاسب والمعاقب هو الله سبحانه وتعالي وليس من حق أي إنسان أن يتألي علي إنسان آخر بالنسبة لأمور الدين تجاه الإيمان أو الكفر به , بالرغم من أن الدين أعطي للأوطان منزلة عالية ومكانة سامية في الحيز والوجدان الديني علي السواء بل عظم من أمر الأوطان والدفاع عنها من أعداء الأوطان من المحتلين والمغتصبين لها بل والمواثيق والمعاهدات الدولية سارت علي هذا النهج للحفاظ علي حرية الأوطان وإستقلالها وشرعت حق الدفاع عنها بالوسائل العسكرية والحربية حتي تعيش الأوطان في أمن وأمان !!
بل وهناك من القوانين والتشريعات تعاقب من يسعي للإضرار بالأوطان وتعاقبه بجريمة الخيانة العظمي وتكدير الأمن العام والإضرار بمصالح الوطن الكبري .
فإذا كان الدين قد جعل الذي لايحافظ علي الأيتام ويشملهم بالرعاية والحفظ والكفالة لهم من الفقر والمرض التعليم والصحة والسكني وأطعامهم وتوفير كل وسائل وسبل الراحة لهم ,قد جعله ممن يكذب بالدين !!
وإذا كان الدين قد جعل من لايساعد ولا يأمر بإطعام المساكين والفقراء والمعوزين من المرضي وذوي العاهات والظروف الخاصة من أصحاب الأمراض المزمنة الذين لايستطيعون طولاً ولا حولاً ولايقدرون علي توفير ثمن العلاج والدواء بل وثمن الطعام , فقد جعلهم الدين ممن يكذبون بالدين !!
والنص الديني واضح ( أرأيت الذي يكذب بالدين , فذلك الذي يدع اليتيم , ولايحض علي طعام المسكين )
هذا ماقاله الدين ووضحه النص الديني الذي لايحتاج إلي تأويل أو تفسير أو بحث في ظاهر النص أو باطنه , لأن النص الديني المقدس أقر بأن من يكذب بالدين في صياغة تشد الإنتباه وتستوجب الغرابة في نفس الوقت وتطالب بالإستفهام عن أمر متوجب معرفته ومقرر للناس جميعاً وإن إختص به المؤمنين بالنص إلا أن عمومية ماينادي به النص تشمل كل من يتصل بالإنسانية بصلة , من أن الذي يكذب بالدين هو من لايرعي الأيتام ومن لايتولي أمرهم , ومن لايطعم المساكين ولايجبر كسرهم , والمقام في التفسير يتسع لكل ذي حاجة من مريض أو فقير أو جائع أو فاقد للمأوي والسكن , أو غير قادر علي الكسب والعمل , أو متعطل ومتعثر في الحصول علي فرصة عمل , أو مهان في وطنه بين أهله وعشيرته , وأليس هذا تكذيب بالدين ؟!!
ولكن التساؤل المر كالعلقم والصبر في حلقي وحلق كل من يؤمن بالأوطان كإيمانه بالأديان , هل مسؤلية دع اليتيم , وعدم الحض علي طعام المسكين مسؤلية فردية يقوم بها القادر من أبناء الوطن فقط وغير القادر بالطبع ليس عليه أي ملامة أو ذنب , أم أنها مسؤلية جماعية يقوم عليها المجتمع ككل ويتمثل القيام بهذا الأمر في سلطة قانونية دستورية منتخبة يقوم بينها وبين المواطنين عقد إجتماعي لرعاية الوطن وأبناء الوطن ككل من أقصاه إلي أقصاه علي أن توزع الثروة القومية للوطن التوزيع العادل بين المواطنين وتراعي العدالة الإجتماعية في توزيع هذه الثروة القومية وتحقق هذه السلطة الأمن الداخلي والخارجي علي قدم المساواة دون تمييز فئة علي فئة أو طبقة علي طبقة بل وتنعدم كل صور وألوان التمييز بين المواطنين ؟!!
وإذا لم تحقق السلطة المنتخبة هذه الأمور للمواطنين فهل تعتبر تكذب بالدين ؟!!
أم أنها تكذب بالوطن ؟!!

أعتقد أن الإجابة شائكة ومن يحاول الإجابة علي هذه التساؤلات كمن يمشي في حقل أشواك !!
ومع ذلك ..
فالمكذب بالوطن هو من يخون الدستور والقانون ولا يعرف خطوط حمراء للأمن القومي لوطنه.
والمكذب بالوطن هو من يخون العقد الإجتماعي المبرم بينه وبين المواطنين .
والمكذب بالوطن هو من ينتهك الدستور والقانون ولايراعي حدود الحق والواجب في الدستور والقانون .
والمكذب بالوطن هو من يزور إرادة المواطنين ويسرق أصواتهم في الإنتخابات والإستفتاءات ويرعب ويرهب المواطنين بالبلطجة والإرهاب لتمرير إرادته وتخذيل إرادة المواطنين .
والمكذب بالوطن هو من ينتهك حرمات المواطنين ويهتك أعراضهم ويسجنهم ويسحلهم بل ويقتلهم وينتهك حقهم في الحياة ويحرمهم من الأمن والأمان .
والمكذب بالوطن هو من يجوع المواطنين ويمنعهم من كوب ماء نظيفة خالية من الشوائب والميكروبات والجراثيم والأمراض .
والمكذب بالوطن هو من ترتفع ديون وطنه الداخلية وتتضخم ديون وطنه الخارجية ويعجز عن السداد .
والمكذب بالوطن هو من يرضي لوطنه أن يعيش علي المعونات والإعانات الدوليه والقروض دون خجل أو حياء .
والمكذب بالوطن هو من يستورد غذاء وطنه ولا يقدر أن يستغني عن الإستيراد بالإستكفاء من ناتجه الوطني المحلي .
والمكذب بالوطن هو من ترتفع في وطنه نسبة الفقر والبطالة والأمراض .
والمكذب بالوطن هو من يستبد بالحكم والسلطة ويغتصب السلطات جميعها لتكون في يده وحده دون منازع أو شريك له في الحكم والسلطة وكأنه إله لايقبل الشرك في ملكه وحكمه .
والمكذب بالوطن هو من يتدهور التعليم والصحة في وطنه وتذداد نسبة الأمية ونسبة المرضي ونسبة العاطلين عن العمل .
والمكذب بالوطن هو من يستورد طعامه وغذاؤه ودواؤه وسلاحه وكساؤه وأسباب معيشة وطنه وحياته .
والمكذب بالوطن هو من يفتح أبواب السجون والمعتقلات لعشاق الوطن ويترك اللصوص والخونة أعداء الوطن أحرار دون رقيب أو حسيب .
والمكذب بالوطن هو من ينصب من نفسه رئيس لعصابة أعداء الوطن .
فما الفرق بين المكذب بالدين والمكذب بالوطن ؟!!
أين رجال الدين ليجيبوا عن هذا التساؤل بعيداً عن فتاوي النقاب والخمار والحجاب والحيض والنفاس والطهارة والنجاسة ؟!!
فهل علمنا من هم المكذبين بالدين والمكذبين بالأوطان ؟!!
إنهم غالبية الحكام العرب وصناع القرارات الخائنة !!
أعتقد أن المسافة بين العقل والوعي مازالت شاسعة !!
محمود الزهيري
عضو اللجنة التنسيقية للحركة المصرية من أجل التغيير . كفاية .
ومنسق حركة كفاية بالقليوبية
وعضو لجنة التنسيق بين الأحزاب والنقابات والقوي السياسية بالقليوبية



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- مفهوم الأزمة : الخطاب الديني يتحدي الخطاب السياسي
- الأنا والآخر : هل من علاقة بين السلطةالمطلقة و الفساد ورفض ا ...
- من وحي تعديل الدستور : مبارك في غار شرم الشيخ ينتظر الوحي
- خيانات رجال الدين : عن الدين المختزل في الذاكرة
- الطب : الدين والعلم : أيهما حاكم ؟
- الفياجرا : بين السياسية والجنسية
- !!ماذا يعني التجديد في الخطاب الديني ؟
- لمن العيد ؟ عن السجون والمعتقلات : ماذا يعني العيد ؟
- !!والعار ليس إمرأة
- عن أزمة توريث الحكم في مصر : ماهو موقف الإخوان المسلمين ؟
- !!بعد بيع مبارك لمصر : ماذا تبقي للمصريين من مصر ؟
- عن المرأة والوصاية : حجاب العقل وحجاب الجسد
- السلفية : ماذا تعني ؟ وماذا تريد ؟
- !!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟
- عن الفرعون : من يحكم مصر ؟
- !!?عن الحزب الوطني ولجنة السياسات : ماذا لو غيرا مبارك الأب ...
- مبارك مصر ونجاد إيران : عن المشروع النووي المصري
- حركة كفاية بين القوي الوطنية والدينية : هل من إنفراجة ؟
- !!عن ضرورة وجود الجماعات الدينية : ماهي الغاية ؟


المزيد.....




- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - أرأيت الذي يُكَذِ بُ بالوطن !!؟