أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - في عالم يخلو من القيم والمبادئ، ما هي المعايير لكي نصبح -بلدان متحضرة-!














المزيد.....

في عالم يخلو من القيم والمبادئ، ما هي المعايير لكي نصبح -بلدان متحضرة-!


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 13:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب م. علي أبو صعيليك

منذ بداية الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة الفلسطيني، ترددت كلمة "العالم المتحضر" على لسان رئيس أكثر من دولة غربية وكذلك مسؤولون كبار في المؤسسات الأوروبية وقيادات كيان الاحتلال الصهيوني، ونتساءل: أين يقع هذا العالم وما هي معايير تقسيم البلدان؟ وهل الديانات واللون والعرق هي أحد المعايير؟ مثلاً فرنسي مسيحي أسود يعتبر مواطن دولة متحضرة بينما مواطن صومالي مسلم أسود يعتبر مواطنا من بلد غير متحضرة أو بكلمة أقسى بلد متخلف؟

من الواضح أن العالم ما قبل "طوفان الأقصى" ليس كالعالم بعده، وصحيح أننا مقتنعون تماماً بأن الشعب الفلسطيني مظلوم في عدم حصوله على حقة في تحرير وطنه، لكن أيضا علينا التفكير بهذا المفهوم الذي برز كثيراً خلال الأيام الماضية وهو مفهوم "العالم المتحضر" وربط ذلك بما يحدث من إبادة جماعية يتعرض لها الشعب الفلسطيني بكل الوسائل، نتحدث عن منع وصول الكهرباء والماء والغذاء والوقود لقرابة مليونين ونص إنسان مدني ومن ثم قذف القنابل الفتاكة على البيوت والمساجد والمستشفيات وغيرها من الأماكن التي يستخدمها المدنيون الفلسطينيون وثبت تماماً أنها لا تحتوي أي شيء يتعلق بالمقاومة الفلسطينية.

وفق تصنيف الغرب والنتن-ياهو فإن الشعب الفلسطيني غير المنتمي للعالم المتحضر ليس فقط من هم في قطاع غزة، بل والمدنيين في الضفة الغربية الذين يتعرضون للقتل المتعمد من قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال ولا يدافع عنهم أحد مع الأخذ بعين الاعتبار أنهم لا يمتلكون السلاح، وحتى السلاح الذي يتواجد مع موظفي "ٍسلطة أوسلو" فإن تم استخدامه يتم توجيهه في وجهة المتظاهرين الفلسطينيين المتسلحين فقط بالهتافات، ما هذا الهوان الذي وصلنا له.

ومن هنا نتساءل: هل تم تصنيف الشعب الفلسطيني من "العالم غير المتحضر" لأنه عربي أو لأنه في غالبيته مسلم أو ما هي معايير التصنيف؟ هل دعم غالبية الشعب الفلسطيني لحقه في تحرير وكأنه أحد هذه المعايير؟ هل دعم التنظيمات الفلسطينية التي تعمل على تحرير وطنها وشعبها مخالفا للتحضر؟ هل دعم العملاء بائعي وطنهم يعتبر من مظاهر التحضر؟

قرار العقوبة الجماعية بإبادة شعب كامل محاصر في منطقة جغرافية صغيرة منذ أن فازت حركة المقاومة الفلسطينية حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006 هو أحد القرارات غير الإنسانية التي تدعمه وتنفذه الدول المتحضرة، نحن لا نتحدث عن معايير مزدوجة فحسب، لا أجد التعبير المناسب ولا الكلمات التي توصل رسالتي، قد تكون هنالك كلمات غير لائقة توصل الرسالة ولكن شخصياً أصنف نفسي كما أصنف الشعب الذي أنتمي له بأننا أصل وأهل الحضارة الإنسانية في الماضي والحاضر ولذلك أترفع ليس عن دعم إبادة الشعوب، بل وأترفع حتى عن إستخدام كلمة غير لائقه، من بالله عليكم "غير المتحضر" ؟! طبعا معايير تصنيفي تختلف جذريا عن معايير تصنيف الدول المتحضرة!

خلال الإبادة الجماعية التي لا يرتكبها جنود الصهاينة فحسب، بل ترتكبها أمريكا والدول الغربية، ليس هم فحسب بل الكثير الكثير من العالم المتخاذل الموصوف بالمتحضر، خلال هذه الإبادة قدمت حركة المقاومة الإسلامية بل قدمت المقاومة الفلسطينية دروساً في التحضر وشرف القتال، أطلقت سراح بعض من تم أسرهم بالخطأ، ليس ذلك فحسب، بل وصفتهم بالضيوف ولم تنعتهم بالأسرى، هذا والشعب الفلسطيني يتعرض للإبادة، ألم يكن بإمكان المقاومة أن تضع جميع من سقطوا بين بيديها في السابع من أكتوبر مكبلين على أسطح المباني والمساجد والمستشفيات لكي يحرجوا قوات الدول المتحضرة؟

فعلاً نحن شعوب غير متحضرة، كان يجب أن نقدم فلسطين على طبق من ذهب لقطعان المستوطنين، ليس بلدنا جغرافياً فحسب، في العالم الغربي أصبح "الشذوذ" سلوكاً قانونياً، كان علينا أن نكون "شاذين" جسديا وفكريا لكي ترضى علينا دول الشذوذ، أقصد الدول المتحضرة، لعلها تضعنا في معاييرها ونصبح في الطريق الصحيح للحضارة، حضارة إبادة للأطفال والنساء.

أشعر بالاشمئزاز عندما أستمع مضطراً لشخص مثل بايدن أو ماكرون على قناة الجزيرة وهم يتحدثون عن بذل الجهود لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وبنفس الوقت تتم إبادة هؤلاء "غير المتحضرين" بأسلحة صنعت في عواصمهم، مشاعر مقززة تتملكني، قرأت كثيراً عن هولاكو أو دراكولا أو غيرهما من المجرمين لكن لا أعلم إذا كان هنالك في تاريخ البشرية من هم أقذر من هؤلاء المتحضرين الغربيين الذين يرتكبون إبادة جماعية لشعب يعلم البشرية جمعاء معنى الحضارة، وقد أحسن وزير الخارجية الأردني في دقة توصيفه للموضوع عندما تحدث في الأمم المتحدة عن الإبادة قائلاً: أننا نشعر بأن هذه حرب بين الغرب والعرب والإسلام.

كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفشلت قمة القاهرة للسلام: أوروبا تمارس دورها في إبادة الشعب ...
- عشرون شاحنة مساعدات لتلبية حاجات أكثر من مليوني إنسان، هذه ه ...
- مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني وصمة عار في جبين العالم‎
- شمس الحرية ستشرق على فلسطين رغم غطرسة الصهيونية العالمية
- العويل والبكاء ثقافة صهيونية قديمة وعميقة من أجل تحقيق المكت ...
- أسلحة الدمار الشامل العراقية وقطع رؤوس أطفال اليهود أكاذيب ل ...
- الجهاز الإعلامي يوثق أخلاقيات المقاومة الفلسطينية في -طوفان ...
- بعد أن عجز عن ضرب المقاومة الفلسطينية الاحتلال يقتل المدنيين ...
- أعظم يوماً في تاريخ فلسطين الحديث: -طوفان الأقصى- وبداية معر ...
- لماذا نؤمن بسقوط التطبيع المجاني مع سرطان الصهيونية
- صمت العالم عن جرائم الكيان الصهيوني في جنين إحدى أدوات الجري ...
- لن تخدعنا حضارة الغرب، فهي قائمة على العدائية ونهب ثروات الش ...
- معركتنا مع الصهاينة ستبقى معركة وجود لا معركة حدود ‎‎
- الكيان الصهيوني يتآكل، والشواهد على ذلك تتزايد.
- -في مآسي الآخرين وانكسارهم،،، كن إنسانا أو مت وأنت تحاول-
- خطورة التطبيع مع الصهاينة على المطبعين أضعاف خطورتها على فلس ...
- جيل التحرير الفلسطيني يذيق الاحتلال العلقم ويبث الروح في الأ ...
- حرق القرآن الكريم بحماية أمنية جريمة سويدية رسمية وليست فعلا ...
- التغطية على معاناة الشعوب بقضايا ساذجة، أسلوب ناجح في إغراق ...
- من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ سوري: لابد أن تشرق شمس الحرية


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - في عالم يخلو من القيم والمبادئ، ما هي المعايير لكي نصبح -بلدان متحضرة-!