ياسر قطيشات
باحث وخبير في السياسة والعلاقات الدولية
(Yasser Qtaishat)
الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 09:14
المحور:
القضية الفلسطينية
إن تداعيات ما بعد طوفان غزة والأقصى ستكون أخطر مما يتصور الجميع، نتوقع حربا إقليمية وشيكة بسبب عسكرة المنطقة بعد تعبئة سواحل الشرق الأوسط بحاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية، والهدف هو القوى الإقليمية إيران وحزب الله والكيانات المعارضة للهيمنة الصهيوأمريكية في آسيا .
روسيا قريبة ومستفيدة من كل ما يجري، وستجد لها موطئ قدم من خلال محور سوريا وإيران وتركيا، وكذلك كوريا الشمالية والصين، هناك إصطفافات عربية وإقليمية ودولية لم تعلن عن نفسها بعد، وفي حال اندلعت معركة برية، ستتّضح الكثير من المواقف، ولكن التعبير عنها، أي المواقف، سيكون من خلال ردود فعل وتهديدات متوالية ومتتالية .
الوضع الإقليمي والدولي القادم يذكرنا بما جرى للاتحاد السوفيتي عندما جرى استدراجه لحرب أفغانستان، وهي مرحلة إعادة تعريف النظام الجديد القادم، نظام متعددّ الأقطاب .. لننتظر ونرى .
بسبب الفشل الاستخباراتي الذريع وإنفاق المليارات على شبكات الرصد والتجسسّ والتنسيق الأمني، يبدو أن التصريحات الأمريكية المتشنجة تعبّر بصورة جليّة عن مدى غضب الإدارة الأمريكية من هشاشة جيش واستخبارات الكيان الصهيوني ومن ضعف استخبارات وكلائها في المنطقة !
التصريحات الأمريكية هذه المرة ، وان كانت في سياقها العام من دبلوماسية الدعم التام للكيان الصهيوني، إلا أنها تصاعدت تدريجيا مع تصاعد المشهد وكشف حجم الخسائر "الإسرائيلية"، حتى أشارت مصادر صحفية وأمنية عن فتح "اتصال ساخن" بين الطرفين، يذكّر الجميع بما جرى في حرب أكتوبر 1973م !!
الفشل الأمني "الإسرائيلي، يعكس بالضرورة فشل أمني أمريكي في المنطقة، وهو فشل يندرج تحت مؤشرات عديدة تعكس تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط ..
وعلينا أن لا نخفى عن الدور الإيراني عبر "حزب الله" في هذه الحرب، كما تطلق عليها حكومة الاحتلال، ويتصور خبراء غربيين أن إيران تقف خلف التطور العسكري النوعي الذي وصلت إليه حماس وكتائب القسّام !!
حماس .. أعدت العدّة للمعركة منذ أكثر من عامين، اختفت عن الساحة العسكرية حتى تصوّر البعض أنها خرجت من معادلة المقاومة المسلّحة، وعودتها بهذا الشكل والنهج الجديد في معركة "طوفان الأقصى" شكل ضربة صادمة لجميع أجهزة الاستخبارات الإقليمية والعالمية!! في زمن تصورّ فيه المستضعفين في الأرض، أو غسلوا عقولهم ووعيهم، أن أقمار "أمريكا وإسرائيل" الصناعية ترصد "دبيب النمل" وغرف نومهم !!
غزة نقلت لأول مرة المعركة من حالة الدفاع إلى الهجوم، ومن قلب غزة إلى عمق المستوطنات من الشمال والجنوب حتى "تل أبيب" و"القدس".
نتصوّر أن تداعيات ما بعد (صدمة السابع من أكتوبر) "وطوفان الأقصى" تختلف كثيرا عما بعدها، لن نستغرب أن يشبّه البعض ما جرى بأحداث "11 سبتمبر الأمريكية 2001! ونتوقع تداعيات مؤثرة على حكومة الاحتلال وأخرى في السلطة الفلسطينية، ومحاور وأجندات عربية، وصفقات إقليمية ستغيّر معادلة "اتفاقيات التطبيع الإبراهيمية".
#ياسر_قطيشات (هاشتاغ)
Yasser_Qtaishat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟