أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد رباص - لماذا الأساتذة في المغرب مضربون؟














المزيد.....

لماذا الأساتذة في المغرب مضربون؟


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 09:14
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


صادقت النقابات الأكثر "تمثيلية" ووزارة بنموسى وبعدهم الحكومة على النظام الأساسي الجديد الذي كان منتظرا منه تصحيح التغرات التي اعتورت النظام الأساسي القديم الصادر سنة 2003. وهذا معطى طبيعي بحكم أن بعض البنود مع مرور الوقت يتم إعادة النظر فيها نظرا لما اكتشف فيها من أخطاء وثغرات.
لكن وزارة بنموسى قدمت لنا نظاما أساسيا اكثر ظلما وإجحافا من النظام الأساسي السابق عليه. لذلك يخوض الأساتذة إضرابا لمدة ثلاثة أيام سعيا وراء كرامتهم التي مرغها النظام الاساسي الجديد في التراب.
أول ما يلاحظ عليه أن مهامه لفها الغموض ولم يعد المدرسون "يقشعون" فيها شيئا. قبل استلام مهامهم كمدرسين، يتلقى الأساتذة تكوينا على أساس أنهم سيقدمون دروسا للتلاميذ داخل الحجرات الدراسية، وهذا ما جرى التعارف عليه والاعتراف به على مستوى العالم. لكن الدولة أبت إلا أن تضيف إلى المدرسين مهاما أخرى بالأضافة إلى مهام التدريس. واصبحوا، بموجب هذا النظام الأساسي الجديد، ملزمين بإنجاز مهام التنشيط والدعم. فعوض توظيف موارد بشرية لتقوم بهذه المهام، اختارت الدولة في شخص بنموسى ان تفرض على نساء ورجال التعليم كل هذه المهام عساها تقتصد في المصاريف على حساب راحتهم ووقتهم وتربح على ظهورهم وظائف تؤدى بصفر درهم.
ليس رجال ونساء التعليم بمثابة حائط قصير، بل هم يرفضون أن يتم التعامل معهم بهذه الطريقة.
الملاحظة الثانية تخص ساعات العمل حيث كان المدرسون، سواء في الابتدائي أو الثانوي بسلكيه، يعملون خلال عدد محدد من الساعات خلال الأسبوع الواحد، لكن أضيفت ساعات أخرى على كاهل أساتذة الإعدادي والثانوي في عهد المرحوم الحسن الثاني. لم يصدر عنهم ما يفيد الرفض، لكن الوزارة الوصية وجدت أن الساعات الإضافية غير كافية وقررت أن تحدد بنفسها ساعات العمل الملزمة لكل أستاذ، ويصبح بالتالي من صلاحيات المدير الجهوي أو المدير الإقليمي أن يفرض على الأستاذ الاشتغال خلال أسبوع واحد ما مقداره 40 ساعة، علما أن المدرس لا يعمل فقط داخل القسم، بل يقوم بمهام تصحيح إنجازات التلاميذ والإعداد القبلي للدروس والفروض في بيته، وهذا يعني أن جزء كبيرا من عمله يقوم به خارج القسم. بيد أن الدولة رأت أن كل ذلك غير كاف وارتأت إضافة ساعات أخرى على الزمن الذي يقضيه الأستاذ داخل القسم. وهذا غير معقول، لأن الدولة مطالبة بتحديد وقت عمل المدرسين داخل الحجرات الدراسية بشكل مضبوط وموحد.
وبينما المدرسون يتطلعون إلى سحب تلك الساعات التطوعية المضافة سابقا نظرا لتبخر دواعيها، قررت الدولة تأبيدها والإبقاء عليها وحكمت على الأستاذ بأن يبقى رهن إشارة السلطة الحكومية التي تعود إلى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وهذا الاختيار نابع من عقلية صاحب "الشكارة". فبدلا من توظيف ناس آخرين في مجال التعليم، قررت الوزارة إثقال كاهل رجال ونساء التعليم بمهام جديدة وساعات عمل إضافية. لكنهم يرفضون هذا الأمر الذي يراد منه فقط تقليص كتلة الأجور على حساب كرامتهم، في لامبالاة بالعمل الشاق في أقسام مكتظة بالمتعلمين.
الملاحظة الثالثة هي أن النظام الأساسي المثير لكل هذا الجدل ولكل هذا الغضب لم يحتو على أي التفاتة من شأنها أن تؤول كزيادة في أجور مربي الأجيال، رغم ما عرفته سومات كراء السكن وأسعار المواد الأساسية من ارتفاع والتهاب. وهكذا ظهر أن الدولة لا تفكر في كرامة الأستاذ ولا تريد أن يكون باله مرتاحا وهو يقدم دروسه لتلاميذه ويقوم برسالته التربوية على أحسن وجه. ربما لهذا السبب لم ينص النظام الأساسي على زيادة ولو درهم واحد في أجرة الأستاذ، فيما أنظمة أساسية أخرى حفلت بزبادات مهمة لمواردها البشرية وموظفيها.
أما حديث رئيس الحكومة، وسط تصفيقات متحزبيه وأنصاره، عن فرص الترقي الذي جاء بها النظام الأساسي المرفوض فليس الغرض منه سوى ذر الرماد في العيون. ذلك أن الترقي في الرتبة، على تقتيره وشحه، لا يتحقق إلا بعد بضعة سنوات عجاف، وأن الترقي في الدرجة لا يطل هلاله إلا بعد عشر سنوات أو أكثر. إوا تسنى الجن حتى يطيب اللحم.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات العدوان الصهيوني على غزة: أهم الأخبار المتداولة في ال ...
- يوميات العدوان الإسرائيلي على غزة: أهم الأخبار التي ميزت الي ...
- يوميات العدوان الصهيوني على غزة: أحداث ووقائع اليوم السابع ع ...
- آخر تطورات عدوان الكيان الصهيوني على غزة وأهم ردود الأفعال
- رفاق يونس فراشين بجهة بني ملال خنيفرة يلتحقون بركب دينامية ا ...
- الحزب الاشتراكي الموحد يعقد مؤتمره الوطني الخامس ببوزنيقة
- يوميات العدوان الإسرائيلي على غزة: أهم وقائع وأحداث اليوم ال ...
- مترجم/ فلسفة الفن (الجزء الثامن)
- قطاع الجامعيين الديمقراطيين يدعو إلى إيقاف حرب إسرائيل على غ ...
- يوميات حرب إسرائيل على غزة: أهم الأحداث والتطورات في اليوم ا ...
- أخبار وحوادث اليوم الحادي عشر من يوميات العدوان الإسرائلي ال ...
- وقائع وأحداث اليوم العاشر من يوميات العدوان الإسرائلي على غز ...
- حتى لا ننسى.. إسرائيل منزعجة من تقديم الجزائر لمساعدة مالية ...
- أهم الأحداث التي ميزت اليوم التاسع من يوميات الاعتداء الإسرا ...
- جدل فيسبوكي: أين غابت المؤسسات المفترض فيها احتضان المبادرات ...
- آخر الأخبار والتطورات التي شهدها اليوم الثامن من يوميات العد ...
- اليوم السابع من يوميات العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين
- المدافعون عن إسرائيل متهافتون
- قصاصات وتفاصيل عن أحداث اليوم السادس من حرب إسرائيل على غزة
- من كلف جمال براوي بالإساءة إلى نساء ورجال التعليم؟


المزيد.....




- العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
- -إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح ...
- في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في ...
- أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
- ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
- نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي ...
- ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
- الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع ...
- رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ ...
- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد رباص - لماذا الأساتذة في المغرب مضربون؟