عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7775 - 2023 / 10 / 25 - 02:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإله كلي القدرة والمعرفة فلا يمكن لإنس أو جان أو ملائكة رفض أوامره أبدا ومن يدعي عصيان إبليس هو بشر يعيد الأسطورة القديمة بدون تفكير وتمحيص ولا يتكلم عن إله قادر أبدا. الشيء الأخطر من ذلك هو خلق الشيطان ككائن مستقل بذاته ليعيث فسادا في الأرض وينشر الشرور في كل مكان فيكون مسؤولا عن الخراب والحروب والجرائم والدسائس والفتن بأمر من الإله فهل الشيطان يتصرف بقدرة خاصة ومستقلة عن إرادة الإله أي هو إله الشر أم مجرد تابع ووسيط؟ فعصيان الشيطان لأوامر الإله يعني استنقاص من قدرته وألوهيته المطلقة جملة وتفصيلا. والحكاية نابعة من الأسطورة والديانات القديمة فقد كان في عصر التعدد هناك إله للخير وإلاه للشر وعندما جاء التوحيد وقع صانعو الدين والإله الواحد في مأزق فكيف يجمعون في كائن واحد يريدونه رحيما صفتي الخير والشر فكان انتاج كائن خرافي سموه الشيطان أو إبليس يستحوذ حصريا على ملكة الشر مما يبرئ الإله من الفعل المشين والمنبوذ وهي حيلة لا معنى لها لأن الشيطان مصدره الإله الخالق والصانع ومنبع وجوده ويأتمر بأوامره المطلقة وبالتالي أفعال الشر تعود في الأصل للإله الخالق وليس للفرع المخلوق لأنه لو فرضنا أن للشيطان إرادة حرة ومستقلة عن إرادة الإله فمن الحتمي والضروري عندئذ أن نعتبر الشيطان إلاها للشر على نفس قاعدة إلاها للخير وهذا لا يستقيم.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟