أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - هل يمكننا تغيير الماضي؟














المزيد.....

هل يمكننا تغيير الماضي؟


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7772 - 2023 / 10 / 22 - 01:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكننا تغيير الماضي

ما هو الدليل التاريخي؟
غالبا ما تكون المواد التي يستخدمها المؤرخون مجزأة للغاية، مثل المذكرات، ومجموعة من ملصقات الكتب، ومجموعة من سندات الملكية. ما يحول هذه إلى أدلة موثوقة هو المهارة الأساسية المتمثلة في وضع العديد من أجزاء المعلومات في سياقها من خلال وزنها ومقارنتها. هل هي نموذجية لبيئة أكبر أم أنها فريدة من نوعها في حد ذاتها؟ هل تمثل لحظة معينة أم أنها جزء من نمط أطول؟

إن المؤرخين مثل المحققين، فقد تم تدريبهم على التفكير في أنواع المصادر التي قد تسد الفجوات في ما يعرفونه. يبحثون في السجلات والتحف الموجودة في الأرشيفات والمكتبات والمتاحف. كما أنهم يستكشفون المناظر الطبيعية ويستفيدون من معرفة الأفراد والمجتمعات التي لها مصلحة في التاريخ الذي يقدمونه. غالبا ما تجعل المقابلات وطرق البحث التشاركية الأخرى هذه الأنواع من الأدلة أكثر تعاونية وديناميكية، خاصة بالنسبة للمؤرخين الذين يدرسون الماضي القريب ويعملون مع المجتمعات الحالية.

بمجرد أن يقوم المؤرخون بصياغة النتائج التي توصلوا إليها، سواء في شكل كتب أو معروضات أو أفلام وثائقية أو تقارير أو غيرها من المنتجات، يتم تقييم أدلتهم وتفسيراتهم من قبل مؤرخين آخرين في أشكال مختلفة من "مراجعة النظراء"، وهذا يعني أنه يتم فحصهم عادة من قبل الآخرين الذين لديهم معرفة متخصصة بالموضوع. هذه هي إحدى الطرق التي تختلف بها تفسيرات المؤرخين للماضي عن تفسيرات معظم غير المؤرخين: فهي يتم إنشاؤها ضمن مجتمع من المعرفة والممارسة بناء على معايير مشتركة معينة للأدلة والنظر المتأني للدراسات السابقة.

لماذا تستمر روايات المؤرخين عن الماضي في التغير؟
===============================

يفترض الأشخاص الذين ليسوا مؤرخين محترفين أحيانا أن البحث التاريخي هو عملية نهائية ستنتج في النهاية نسخة واحدة نهائية لما حدث في الماضي. كثيرا ما نسمع اتهامات بـ "التحريفية" عندما يبدو أن تاريخًا مألوفًا قد تم تحديه أو تغييره. لكن إعادة النظر ومراجعة التفسيرات السابقة في كثير من الأحيان هو في الواقع جوهر ما يفعله المؤرخون. وذلك لأن الحاضر يتغير باستمرار.

إن أنواع الأشخاص الذين "يصنعون التاريخ"، وأنواع الأسئلة التي يطرحونها، والأدوات والمواد المتاحة لهم ليست ثابتة على الإطلاق. لا يقتصر الأمر على ظهور حقائق جديدة فحسب، بل إن شكل الأحداث التاريخية ومعناها يبدو مختلفا تماما باختلاف وجهات النظر والفترات الزمنية.

يدرك المؤرخون أن الحقائق والقصص الفردية لا تقدم لنا سوى جزء من الصورة. وبالاعتماد على معرفتهم الحالية بفترة زمنية ما وعلى الدراسات السابقة حولها، فإنهم يعيدون تقييم الحقائق باستمرار ويزنونها فيما يتعلق بأنواع أخرى من المعلومات والأسئلة والمصادر. وهذه مهمة لا مفر منها لتفسير البيانات وليس مجرد جمعها. و كما هو الحال مع أي مجموعة معرفية مشتركة مهمة، فإن التاريخ يخضع دائمًا لإعادة النظر وإعادة النظر.

على سبيل المثال، من غير المرجح أن يشكك أحد في حقيقة وصول كريستوفر كولومبوس إلى منطقة البحر الكاريبي في عام 1492. ولكن في العقود الأخيرة شهدنا تساؤلا شاملا للغاية حول معنى هذا الحدث. هل كان عمله اكتشافا أم غزوا؟ كيف عاشها السكان الأصليون الذين "تم اكتشافهم" وكذلك البحارة الأوروبيون الذين كانوا في يوم من الأيام أبطال القصة؟

ما هي النسخة التاريخية الصحيحة؟

إن الادعاءات المتعلقة بالماضي، ومجموعة الأصوات التي تطلق هذه الادعاءات، تتغير باستمرار في أي مجتمع، وربما بشكل خاص في الأنظمة الديمقراطية. كانت العقود القليلة الماضية - وهي الفترة التي ظهر فيها التاريخ العام كمجال مهني - فترة نقاش عام قوي بشكل خاص حول معاني الماضي في العديد من الأماكن. على الرغم من أن بعض الناس يشعرون بالقلق من أن هذا علامة على انهيار التماسك الاجتماعي، إلا أن المؤرخين يميلون إلى اتخاذ وجهة نظر أكثر تفاؤلاً لهذه المناقشات العامة الأكثر شمولاً - وإن كانت أكثر إثارة للجدل - حول التاريخ.
لكن ما يجعل الأمر صعبًا هو تحقيق التوازن بين تلك الأصوات المختلفة، بما في ذلك أصوات المؤرخين أنفسهم. إذا لم يكن هناك حساب موثوق ومستقر واحد للماضي، أليست نسخة الجميع جيدة مثل نسخة أي شخص آخر؟
هذا هو المكان الذي يطرح فيه المؤرخون قيمة ممارساتهم الخاصة في تقييم الأدلة وإجراء مراجعة النظراء كجزء مهم من أي مناقشة عامة حول الماضي. إذا تم التفسير التاريخي بشكل جيد، فإنه يمكن أن يكمل - وفي بعض الأحيان يتحدى - التواريخ المتجذرة في الذاكرة الشخصية والمجتمعية أو في الجهود المبذولة في العمل في الوقت الحاضر.
هذا لا يعني أن المؤرخين المحترفين لديهم الكلمة الأخيرة. ولكن يمكنهم المساعدة في خلق بعض الضوابط والتوازنات في الحوار العام حول الماضي. إن المعرفة المدروسة بعناية للمؤرخين تجعل الماضي يبدو أقل وضوحًا دائما، مما يشكل تحديا للقصص البسيطة للغاية. كما يمكن أن تكون بمثابة منصة للطعن في الادعاءات الكاذبة بشكل واضح - على سبيل المثال، فكرة أن المحرقة لم تحدث قط. يمكن أن يساعد في إلقاء نظرة أوسع على العديد من الإصدارات التاريخية المتنافسة والمتناقضة أحيانا والتي يتم تداولها دائما في المجال العام.

النص الأصلي:
========
https://ncph.org/what-is-public-history/how-historians-work/the-contested-past/



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء ما عن الممثل، جون فوس
- على أعتاب الغزو.. شاعر من غزة يتأمل الصدمة، مصعب ابو توحة
- إنما نعرف فقط ،جون فوس
- خلاصة مؤلمة ، مارك كيرتس
- معضلة التناقض البريطانية في دعم الإرهاب و إدانته، مارك كيرتس
- عالم حسي ، لويز غلوك
- أحبك ، إيلا ويلر ويلكوكس
- كيف يمكن لفلسفة نيتشه أن تحسن حياتنا العاطفية؟دانييل ليهويش
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
- قبلني في الصباح، إيفانجلين كينج
- كيف ستنتهي الإنسانية؟ مجلة الفلسفة الأن
- الحب الذي أشعر به الشاعرة ليندا مورو
- جون فوس وجائزة نوبل
- كيف اختطف النازيون نيتشه، وكيف يمكن أن يحدث ذلك لأي شخص؟ سكو ...
- آراء أفلاطون ونيتشه في العلاقة الرومانسية
- ماذا يحدث بين الكيان الإسرائيلي وقطاع غزة، وغيره من الأسئلة ...
- الفرق بين -التاريخ- و -الماضي- ، محمد عبد الكريم يوسف
- أنا فيلسوفة أمريكية: تريسي لانيرا
- فريدريك نيتشه: عن الحب والكراهية
- العذرية و الاختلاط: قضايا الفلسفية مع الجنس، جوني تومسون


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - هل يمكننا تغيير الماضي؟