|
كيف يمكن للعمال أن يوقفوا آلة الحرب الإمبريالية؟
شون هودجز
الحوار المتمدن-العدد: 7771 - 2023 / 10 / 21 - 18:39
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
شون هودجز وديلان كوب
ينظر العديد من العمال إلى الأحداث الكارثية التي تقع في الشرق الأوسط، ويتساءلون عما يمكنهم فعله لوقف المذبحة الإمبريالية. إن الطبقة العاملة، عندما تنظم صفوفها وتتحرك، تصير قادرة على وقف دعاة الحرب.
المقال التالي كتبه رفاقنا في الفرع البريطاني للتيار الماركسي الأممي، يعرضون فيه نموذجا لتوصية لأجل تمريرها في النقابات العمالية ويشرحون ما الذي يمكن أن يقوم به العمال لمواجهة آلة الحرب الإمبريالية.
كيف يمكن للعمال أن يوقفوا آلة الحرب الإمبريالية؟ يراقب العمال في جميع أنحاء العالم بفزع الدولة الإسرائيلية وهي تشن حملة عقاب جماعي على الفلسطينيين المحاصرين في غزة.
فبعد أن فوجئت بالطبيعة المنسقة لهجمات حماس، تعمل الطبقة السائدة الصهيونية الإسرائيلية الآن على شن انتقام وحشي.
ومع رؤية هذا القصف والقتل ضد المدنيين، لا بد أن الكثيرين في بريطانيا يطرحون على أنفسهم السؤال التالي: ماذا يمكننا أن نفعل لمساعدة هؤلاء الضحايا؟
بادئ ذي بدء، يجب علينا أن ندرك أن قوتنا تكمن في تنظيمنا الجماعي وتعبئتنا، وخاصة داخل النقابات العمالية.
إذا كنت عضوا في نقابة عمالية، فعليك بالتالي أن تحاول إقناع فرعك بتمرير هذه التوصية: إعلان التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني؛ وإدانة هجمات الدولة الإسرائيلية؛ وإدانة تواطؤ الإمبريالية البريطانية معها.
تحركات العمال تشير هذه التوصية إلى السبب الحقيقي للصراع. ليس السؤال هو: من أطلق النار أولا، بل من هو المضطهِد، ومن يساعده في حملة القمع التي يشنها؟
لكن التوصية لا تكتفي بمجرد إدانة الإمبرياليين، بل تدعو إلى القيام بالتحرك. يتعين علينا أن نفهم قوتنا الحقيقية: قدرتنا على التعبئة والتظاهر؛ والأهم من ذلك كله: الإضراب.
هذا لا يعني التحرك بشكل فردي -عدم الحضور إلى العمل صباح يوم الاثنين؛ أو رفض شراء هذا المنتج أو ذاك– بل التحرك بشكل جماعي.
إن قوة الطبقة العاملة لا تأتي من قراراتنا باعتبارنا مستهلكين، بل من دورنا باعتبارنا منتجين. نحن لسنا زبناء، نحن عمال.
وسواء كان ذلك من خلال النقابات العمالية أو غير ذلك، فإن العمل الجماهيري من جانب الطبقة العاملة المنظمة -وخاصة في الصناعات التي يعتمد عليها الرأسماليون للحفاظ على استمرار آلة الحرب- يمكن أن يكون له تأثير مباشر.
يمكن لمثل هذه التحركات الجماهيرية الكفاحية أن تضرب الإمبرياليين مباشرة عن طريق وقف الإنتاج. لا يستطيع الجيش الإسرائيلي إسقاط قنابل لا يملكها!
وبهذه الطريقة، يمكن للعمال أن يدركوا الإمكانات الكاملة للقوة التي يمتلكونها في المجتمع. فإذا تم اتخاذ إجراء من هذا القبيل ولو في مكان عمل واحد، فمن الممكن أن يكون له تأثير هائل على الأحداث، ويلهم العمال الآخرين ليحذوا حذوه.
دروس من التاريخ لنأخذ مثالا بطوليا واحدا: في عام 1974، في أعقاب انقلاب بينوشيه في تشيلي، تحرك العمال في مصنع رولز رويس في شرق كيلبرايد باسكتلندا، بهذه الطريقة بالضبط.
فبعد أن علموا أن المحركات النفاثة التي كانوا يقومون بإصلاحها مملوكة للمجلس العسكري التشيلي، رفضوا لمس تلك المكونات الحيوية للطائرة.
استمرت مقاطعة العمال هذه لفترة طويلة، حتى أن المحركات نفسها صدأت، مما جعلها غير صالحة، ومنع استخدامها في قتل العمال التشيليين على بعد آلاف الأميال.
وبالمثل، فقد أضرب عمال الرصيف، الذي نظمته نقابة CGiL في جنوة بإيطاليا، عام 2019، لمنع سفينة مملوكة للسعودية من شحن حمولتها من الأسلحة، المخصصة للاستخدام في الحرب الرجعية التي يشنها النظام السعودي على اليمن.
وفي العام الماضي فقط، حاول عمال السكك الحديدية اليونانيون أيضا منع نقل الدبابات إلى أوكرانيا لاستخدامها في الصراع الدائر هناك.
وهناك أيضا سابقة فيما يتعلق بتحرك العمال لوقف الأسلحة المتجهة إلى إسرائيل: وأبرزها رفض نقابة عمال الموانئ في جنوب إفريقيا، “SATAWU”، تفريغ حمولة سفينة إسرائيلية خلال ذروة القصف الاسرائيلي على غزة، في عام 2021.
وفي سياق العدوان الأخير من جانب الدولة الإسرائيلية، تقدم هذه الأمثلة الملهمة دروسا حيوية لكيف يمكن للعمال، بل وينبغي عليهم، أن يناضلوا ضد اضطهاد الفلسطينيين اليوم، من خلال استخدام موقعهم في الإنتاج والتوزيع لوقف دعاة الحرب الإمبرياليين.
العدو في الداخل هذه التحركات يجب أن تستهدف أيضا الطبقة السائدة “الخاصة بنا”. إن نظام نتنياهو قادر على الإفلات من العقاب لأن الإمبريالية الأمريكية والبريطانية تريان أن وجود إسرائيل قوية أمر حيوي لمصالحهما في الشرق الأوسط.
لمحاربة مثل هذه القوة، علينا أن نفكر بشكل أعم. ليست حملة النضال العمالي ضد إنتاج ونقل الأسلحة سوى البداية.
إن الإطاحة بحكوماتنا الإمبريالية، العدو الموجود في الداخل، وكذلك النظام الرأسمالي الذي تمثله وتدافع عنه، هو في نهاية المطاف ما سيمنع العدوان الإسرائيلي ويوقف الحرب إلى الأبد.
لا يمكننا الاعتماد على الدبلوماسية البرجوازية والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة -وغيرها من أدوات الإمبريالية- لتحقيق السلام الحقيقي. إن الأصدقاء الحقيقيين الوحيدين للجماهير الفلسطينية هم عمال العالم.
من خلال تحطيم الدول الإمبريالية السائدة في بلدانهم، يستطيع العمال في الغرب تقديم تضامن طبقي حقيقي للقضية الفلسطينية. وهذه هي الطريقة التي يمكننا بها المساعدة في كسب الحرية، بعد طول انتظار، لملايين المضطهَدين في الشرق الأوسط وخارجه.
الرقابة العمالية وبالإضافة إلى النضال من أجل وقف إنتاج وتوزيع الأسلحة، يجب على العمال في قطاع صناعة الأسلحة أن يناضلوا أيضا من أجل ملكية وسائل الإنتاج وممارسة الرقابة على الصناعة.
وبهذه الطريقة، واستلهاما لخطة لوكاس في السبعينيات، يمكن إعادة استخدام مصانع وآلات إنتاج الأسلحة لصناعة منتجات مفيدة اجتماعيا، مثل التقنيات الخضراء ومعدات الرعاية الصحية.
على هذا الأساس، وكجزء من خطة إنتاج اشتراكية، يمكن استخدام موارد المجتمع ومهارات العمال لصالح الشعوب والكوكب، بدلا من خدمة أرباح شركات تصنيع الأسلحة الخاصة.
إن دورنا، نحن الشيوعيون، داخل النقابات العمالية هو جمع كل هذه الخيوط معا؛ لرفع مستوى الوعي، وتزويد العمال بالثقة والشعور بقوتهم؛ وأن نكون أكثر المناضلين الطبقيين والأمميين تصميما.
إذا كنتم تريدون أن تنتظموا شيوعيين داخل الحركة العمالية، انضموا إلينا اليوم.
شون هودجز وديلان كوب 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023
مصدر وعنوان المقال الأصلي: How workers can halt the imperialist war machine
#شون_هودجز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يمكن للعمال أن يوقفوا آلة الحرب الإمبريالية؟
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|