أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - بالمحبة والتسامح نبدأ حياتنا العراقية الجديدة














المزيد.....

بالمحبة والتسامح نبدأ حياتنا العراقية الجديدة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 516 - 2003 / 6 / 12 - 20:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                        


يقينا في صدر كل عراقي لوعة أثر جريمة  أقترفها النظام البائد وتشظت روحه بسببها ،  التقارير المرفوعة والأخباريات المكتوبة  والهمس الذي يدور في الظلام ، الكثير من القيم الرديئة التي أدخلتها السلطة لتشتيت قيم الخير والمحبة والأصالة في العراق .
العديد من العراقيين غادر العراق مرغماً ، خوفاً من قطع اللسان أو الرقبة ، خشية من تقرير أو وشاية أو حديث عابر في جلسة يشكو فيها الأخوان همومهم للبعض ، ويشكون ماصار اليه الحال في العراق ، ويشكون من قسوة السلطة والوقت المنهوب من أعمارنا والضائع بين تدريبات الجيش الشعبي أو جيش القدس أو حراسة الوطن المنزوع منه كل شيء .
بل دفع العديد حياتهم جراء عدم الأخبار عن حديث تحدث به غيرهم أمامهم ، فأضحى عدم الأخبار عن كل ماتسمع أو تشاهد  جريمة تؤدي بصاحبها الى المشنقة .
في صدر كل عراقي قصة تصلح لكتابة رواية كجزء من محنة العراق ، وفي داخل عظام  كل شهيد قصة أيضاً ، تبدلت قيم كثيرة ، وتردت قيم أخرى وأرتفعت قيم منحطة  .
أصبح من يستمع الى نقد السلطة ويحجم عن الأخبار متهم بالخيانة العظمى ويستحق الرجم والموت ، أصبح من ينتقد أي شيء يعاقب وفق نصوص قانون العقوبات العراقي الجديد الذي يعاقب من يشتم الذات الألهية بالغرامة المالية ، ومن يشتم الرئيس بالأعدام وبقطع اللسان .
العديد منا تغيرت مسارات حياتهم   ورحلوا الى المنافي ، والقسم الآخر آثروا أن يتركوا أعمالهم ويقبعوا في دوائر النسيان مبتعدين عن دائرة الضوء  لئلا يتذكرهم أحد رجال السلطة .
البعض أمتهن مهن لاتليق به ولاعلاقة لها بأختصاصه الأكاديمي أو العلمي بسبب وشاية أو تقرير أو أخبارية ، العديد من الأكاديميين من سحبت منهم شهاداتهم التي أخذوها بعرق عمرهم وتعب السنين ، ومنح بعض شهادات ليس لهم أن يعرفوا طريقها  .
السلطة تعتمد الأخباريات وتضع لها حساباً مهماً  ، وقد أوعزت للمحاكم أن يتم أعتماد تقرير الرفيق البعثي دون أن يحضر لتأكيده أمام المحكمة ويعززه باليمين .
التقارير التي يرفعها ضعاف النفوس يتم أعتمادها في سلطة تشك حتى بكاتب التقرير فلاتسأل عن صحة المعلومات أو دقتها ، بل يتم أعتمادها عشوائياً .
أتذكر أن أحد القضاة وأسمه ( جبار صاحب أبو ناصرية ) وكان يعمل نائباً لرئيس أستئناف منطقة النجف ، وهو من قضاة الصنف الأول ومن القضاة المتميزين علمياً وعملياً ومن ذوي الخبرة ويشهد له بالألتزام والنزاهة ، وقد صدر قرار من مجلس قيادة الثورة في العام 1994 يقضي بأحالته على الوظيفة المدنية وسحب صفة القاضي  منه وهي عقوبة غريبة على القضاء العراقي  ، بناء على تقارير من دائرة أمن النجف مؤسسة على أخباريات من وكلاء الأمن .
القاضي المذكور كان قد توفاه الله في العام 1992 ، قبل أن يصدر قرار مايسمى بمجلس الثورة بسنتين .
العديد من التقارير والوشايات الكاذبة ذبحت  مستقبلنا وأستقرارنا ، والمصيبة أن أغلبها كاذباً مغرضاً وبقصد الأساءة والأيذاء لابقصد أيصال الحقيقة أو الحرص على السلطة .
وفي زمن جديد نتخلص فيه من وشايات المخبرين ، ومن تقارير الأمن  والحزب البائد ، علينا أن نتخلص من عقدة الغبن الذي أصابنا ونفتح صدورنا وقلوبنا لجميع أخوتنا الذين أوغلوا في جرائمهم بكتابة التقارير علينا ، نمنحهم فرصة جديدة في العراق الجديد ، نطوي بيننا وبينهم صفحتنا .
من يقدر على ذلك فقد وضع لبنة من لبنات البناء الحضاري الجديد في العراق ، وساهم بشكل جدي بالتضحية في سبيل أرساء معالم البناء الديمقراطي الذي ننشد .
أخاطب من خلالكم من تقدم بالأساءة للأخر ، أن يتقدم بالأعتذار لنسامحهم  من كل قوبنا   وأتمنى أن يفتحوا صفحة جديدة في عراقنا الخالي من قيم الزمن البائد  النتنة والرديئة .
لقد عانينا كثيراً وتألمنا كثيراً وتغربنا في أقصى بلاد الله  لكننا كنا صابينً وعلى يقين أن كلمة الحق لابد أن تنتصر وأن نهاية الظلم لابد أن تحل  ، ولهذا فقد عملنا وبكل قوة ضد السلطة القمعية بأقلامنا  وكتاباتنا ودراساتنا ، وأصدرنا الكتب وألقينا المحاضرات وساهمنا في المؤتمرات  التي  تدين الطاغية و السلطة والحزب البائد ، ولم نثن  ولم نضعف  بالرغم من التهديدات والرسائل والوسائل المتخلفة  ، وبالرغم من الأغراءات الساذجة ، الا أننا وفينا وساهمنا بشكل فاعل ما نستطيع  أن نقدمه  لو كنا تحت قبضة السلطة  .
أجد لكم كل الأعذار وأتمنى أن تنزعوا كل مافي قلوبكم من حقد حتى نلتقي عراقيين  أنقياء نطمح الى زمن جديد يعيش فيه أطفالنا دون تقارير ودون خوف أو رعب .
لنبدأ جميعاً صفحة جديدة من صفحات الحياة العراقية بعد أن تخلصنا سوية ممن يلطخ قيمنا الجميلة ويرغمنا على أن نتبع القيم والأعراف السيئة ، تخلصنا من رمز شرير كان يرعب حياتنا ويدنس أحلامنا ويعيث فساداً بمستقبلنا ويخاف منه أطفالنا منذ رياض الأطفال .         



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاضي العراقي لايعمل أو يعين بأمر الحاكم الأمريكي
- الأحزاب والحركات السياسية وضرورة الجبهة الوطنية
- حزب الكتائب الحاضر في قناة العربية
- أعادة العقارات والحقوق المصادرة مهمة وطنية مستعجلة
- القوانين والقرارات يجب أن تكون عراقية
- الطاغية صدام مناضل في قناة ( العربية
- من وقف مع صدام عليه أن يعيد أموال العراق
- رسالة الى المحامي الأردني
- أعادة تأهيل القضاء العراقي
- العدالة
- العراق الحلم الذي تحقق
- حق أكراد العراق في أختيار الشكل الدستوري للحكم
- جابر عبيد – قناة أبو ظبي يتاجر بالمستندات العراقية
- ساحة عبد الكريم قاسم
- طرد مدير قناة الجزيرة عبرة للغير
- الداخل والخارج
- الوقاية خير من العلاج
- أفلام الموت العراقية
- صكوك النفط التي لم تحترق
- ياجاسم العزاوي أهل العراق أدرى بدروب بغداد


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - بالمحبة والتسامح نبدأ حياتنا العراقية الجديدة