عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 7770 - 2023 / 10 / 20 - 09:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتجه العالم نحو أتمتة رقمية أي ذاتية دون تدخل البشر لجميع نواحي الحياة، لأن البرامج الحالية لم تعد كافية لتمويل الكثير من الابحاث العلمية؛ لإنتاج خوارزميات أكثر ذكاءً وتطورًا، بغض النظر عن بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي التي أنشأنت خوارزميات ذكاء اصطناعي خاصة بها، حيث تقوم ببعض المهام مثل توقع نتائج البحث، التعرف على الأشخاص من خلال الصور والتعرف على المحتويات التي تحمل طابع العنف والإرهاب والتعامل معها.
ضمن هذا السياق نسمع في هذه الأيام أصواتًا تتعالى هنا وهناك مطالبة بأستخدام الذكاء الاصطناعي على شكل (ربوت) لتسريع تواصل العلماء مع الجمهور، وتسهيل الأمور المتعلقة بأحكام الشريعة الإسلامية في المعاهد الدينية وتطويرها كسابقة تقنية في مجال الدين. لكن الأخطر في هذا المجال استعمال تلك التقنية في إصدار الفتاوى .
لا يخفى على المختصين في إصدار الفتاوى أن الافتاء هو الإخبار بالحكم الشرعي للسائل عنه في أمر واقع، أو هو الاخبار بالحكم الشرعي حسب قواعد الفقه وأصوله أو هو بيان حكم الله بمقتضى الأدلة الشرعية على جهة العموم والشمول. والكثير من الجدليات التي تنتظر الفتوى مثل الأمر، النهي، الحلال والحرام وغيرها من الأمور الأخرى.
هنا لا بد من وقفة جادة لمعرفة إمكانية الذكاء الاصطناعي وقدرته الحقيقية للبت في تلك الجدليات ومدى إدراكه الحقيقي لنيات السائلين في مسألة واحدة تتحمل أكثر من إجابة كما فعل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى)؛ إذ جاءه رجل فقال له أوصني، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (لا تغضب) وردد مرارًا لا تغضب، لأن الحبيب علم من هذا الرجل كثرة الغضب فخصه بهذه الوصية. وقال آخر أيضًا اوصني فرد عليه الحبيب صلى الله عليه وسلم (قل آمنت بالله ثم استقم) فخص الثاني بأن يجدد إيمانه بلسانه؛ متذكرًا بقلبه ليستقيم.
من هذا المنطلق نسأل اهل الذكر هل بالإمكان أن نعول على الفتاوى الصادرة من الذكاء الاصطناعي الذي هو من صنع البشر؟ وبرغم التطورات التقنية العالية الدقة في الأبحاث العلمية الحديثة! قال تعالى : (وفوق كل ذي علم عليم) وسوف يبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أي فوق كل عالم من هو أعلم منه إلى آن ينتهي ذلك الى الله العليم الخبير.
… وللحديث بقية.
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟