أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وائل بنجدو - حرب التصحيح والتحرير














المزيد.....


حرب التصحيح والتحرير


وائل بنجدو

الحوار المتمدن-العدد: 7769 - 2023 / 10 / 19 - 07:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


«إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب»
[أمل دنقل]

حين تجد نفسك أمام ذلك المشهد المذهل، مشهد اقتحام المقاومين للأراضي المحتلَّة برّاً وبحراً وجوّاً، فهذا يعني أننا نعيش لحظة مفصليَّة في تاريخ صراعنا مع العدوّ الصّهيوني. وليس من المبالغة في هذه الأيام القول بأنَّنا أقرب من أيّ وقت مضى لتحرير فلسطين.
تلك الحدود، التي ظلّت تتمدَّد وتتوسَّع منذ نكبة 1948 وتهجير الفلسطينيين عن أرضهم، رأيناها تتقلَّص في ظرف سُوَيْعات في لوحة فنّية عسكرية ستحفظها سجلّات التاريخ وحروب التحرير. إنَّ حرب 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 هي فرصة حقيقية لتصحيح خطأ تاريخي عمره 75 عاماً هو «هزيمة 1948 وتأسيس إسرائيل». وهذا مشروط، أوّلاً، بإيمان كل قوى المقاومة في كل الجبهات، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا أو إيران، أن هذه ليست جولة تصعيد، بل هي «حرب تحرير» مع ما يتطلبه ذلك من هجوم مشترك وتنسيق ولا سيّما اختراق الحدود واستعادة الأراضي. وثانياً، مشاركة أهالي الضفة الغربية في هذه الحرب بالعمل المسلح والنضال الجماهيري الواسع. وثالثاً، مشاركة الفلسطينيين في دول الطوق عبر مسيرات العودة على غرار ما حصل سنة 2019. كل هذا لمحاصرة الكيان الصهيوني من كل الجهات وعلى كل الجبهات لتشتيت جهوده وإرباكه. يجب أن يتحوّل العدو الذي حاصر غزة لمدة 17 عاماً إلى كيان محاصر حتى يصاب في النهاية بالشلل التام.
وهنا يأتي دور فلسطينيي الداخل حين يُعِيدون ما فعلوه سنة 2021 خلال معركة «سيف القدس»، حينها باتت «اللدّ» محرّرة من كل أشكال الوجود الأمني الإسرائيلي لمدة ليلة كاملة، وصرَّح رئيس بلديَّتها بأنهم فقدوا السيطرة على المدينة. كانت تلك الليلة «بروفة تحريرية»، أمّا اليوم فإذا أردناها تحريراً حقيقياً فليس أمام الشعب الفلسطيني إلا أن يقاتل حتى النهاية في حرب شعبية يشارك فيها كل أطياف الشعب الفلسطيني.

في الحروب التي ينجح فيها المستوطِن في إبادة أهل البلد والسكان الأصليين، فإنّ قضيتهم تنتهي إلى الأبد مثل ما حصل في أميركا عند اكتشافها، وفي أستراليا. أمّا حين يصمد أهل البلد، فإنّ القضية تبقى حية. أصبح جليّاً، في الأيام القليلة الماضية، من خلال المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني، ومن خلال تصريحات قادته، أن خطتهم الوحيدة في هذه الحرب هي إبادة أهالي غزة وتهجيرهم تهجيراً ثانياً بعد التهجير الأوّل في نكبة 1948 لتصفية القضية الفلسطينية مرة واحدة وإلى الأبد. أمام هذا المُخطَّط، فإن الخيارات تكاد تكون معدومة، فإمّا أن ينجح العدو في تهجير الفلسطينيين أو أن تنجح المقاومة في تهجير المستوطنين من الأرض المحتلة وفتح الطريق لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم.
لذلك، فإنّ هذه الحرب المصيريَّة لا تحتمل من يقف في المنطقة الرمادية، فإمّا أن تكون مع المقاومة بكل ما فيها أو أن تكون مع المستعمِر. حين يقرِّر أحد الفلسطينيين في هذه اللحظات التاريخية أن يقف عائقاً أمام عملية التحرير، كما فعلت السلطة الفلسطينية العميلة في رام الله خلال كل السنوات الماضية، فيجب أن يكون في مرمى أهداف المقاومة، لأنه ببساطة يساند مخطط نتنياهو الذي يلعب ورقته الأخيرة في التصفية النهائية للقضية الفلسطينية بعدما أجهزت المقاومة على مستقبله السياسي يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وكما يقول ماو تسي تونغ: «ينبغي لنا أن نزيل من صفوفنا كل تفكير قوامه الضّعف والعجز. إنّ كل رأي يبالغ في قوة العدو ويستصغر قوة الشعب هو رأي خاطئ».
وحين يتأثّر أحدنا في هذه اللحظات بالخطاب الإنسانَوِي الغربي الذي يسود إعلامهم حالياً حول «الضحايا المدنيين من الطرفين» و«إرهاب حركة حماس»، فهو ينسى أننا إزاء قضية تحرّر وطني من استعمار استيطاني وليس إزاء مسألة حقوقية تعالج بمعايير أوروبية منافقة. ولا بأس هنا من التذكير بأن إحدى الأفكار المؤسِّسة للدولة الصهيونية هي توفير «وطن آمن» لليهود الذين عانوا الاضطهاد حيثما حلّوا، وفي مقابل ذلك فإن إحدى الأفكار التي يجب أن تسود حالياً هي أن «فلسطين آمنة فقط لأهلها». وليست حالة الاستنفار والهستيريا الغربية غير المسبوقة وعنصريتهم المبطَّنة ضد العرب والمسلمين منذ أن أذلّت المقاومة العدو الإسرائيلي سوى دليل على فداحة الخسائر الإسرائيلية والخطر الوجودي المحدق بدولة الإحتلال.

إنّ هذه الحرب ليست سهلة، وللأسف ستسيل دماء كثيرة في الطريق، لكن حرب الفلسطينيين مع إسرائيل منذ نشأتها لم تكن يوماً أسهل بالنسبة إليهم ممَّا هي عليه اليوم باعتراف العدو الصهيوني نفسه. خلال الحرب العالمية الثانية، مثَّل انتصار مدينة ستالينغراد الروسية بعد حصارها من قبل ألمانيا النازية إيذاناً بميلاد نظام عالمي جديد. وبالمثل، فإنّ انتصار غزة اليوم سيكون إيذاناً بعالم جديد. غزة اليوم تحارب نيابة عن كل المظلومين والمضطهَدين والجنوبيّين، تحارب غطرسة الإمبريالية الأميركية والاستعمار الغربي، تحقِّق ثأر العراقيين والليبيين واليمنيين والسوريين وكل من قصفته الآلة الحربية الغربية.
الأقدار وضعت أهالي غزة أمام حتميّة تحمُّل الآلام لاحتضان مولودهم الجديد، مولود اسمه «فلسطين الحرة».



#وائل_بنجدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرجنتين الحالمة: رحلة الكأس من مارادونا إلى ميسي
- لقشة من الدنيا: فيلم الممنوع
- تونس العرجاء: حول التناقض بين الساحل والداخل
- كيف تصبح وزيرًا؟
- تونس: أتمنّى أن يفشل رئيس الحكومة
- دفاعاً عن كرامتنا
- مُبادرات الحياة
- الإنتفاضة الطّلابية 5 فيفري 1972 :الظّروف، الأسباب، النّتائج
- تونس : عن الصراع داخل الحزب الحاكم و تداعياته
- التّدخّل الرّوسي: جولة الضّرورة قبل تسوية الضّرورة
- تونس: المواجهة الكاذبة للإرهاب
- تونس في قبضة اليمين
- مات عبد الله بن عبد العزيز وبقي آل سعود
- القنيطرة: عَيْنٌ على سوريا وعلى فلسطين
- قراءة في نتائج الإنتخابات التشريعية و الرئاسية التونسية
- الانتخابات الرئاسية التونسية بعيون حركة «النهضة»
- حركة «النهضة» خطر في الحكم وفي المعارضة
- فوضى الإعلام التونسي
- تونس : الإنتخابات ليست حلاًّ
- عن مواجهة الإرهاب


المزيد.....




- تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري ...
- إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
- سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
- روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
- عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا ...
- أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف ...
- ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
- العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو ...
- مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
- من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وائل بنجدو - حرب التصحيح والتحرير