أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - النبطية و17 تشرين














المزيد.....

النبطية و17 تشرين


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7768 - 2023 / 10 / 18 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان يمكن للنبطية أن تتضامن مع الشعب الفلسطيني في يوم التضامن ذاته في كل المناطق اللبنانية، إلا أن اختيار السابع عشر من تشرين موعداً لنصرته في ساحة النبطية ينطوي على دلالة أخرى، خصوصاً أن عنوان الدعوة أكد على "ثوابتنا بإقامة دولة الحق والعدل والمؤسسات"، وهي الثوابت التي حددتها الثورة اللبنانية منذ أربع سنوات.
يقال إن الثورة سقطت أو انتهت أو أجهضت أو تلاشت أو تفككت أو تشتتت، لكن للنبطية رأياً آخر. بصرف النظر عن عدد من لبوا الدعوة إلى الوقفة النضالية، فالمكان هو الساحة التي صمد الثوار فيها رافعين راية التغيير رغم تعرضهم لاعتداء الشبيحة من أهل المنظومة، والزمان لا يذكر باندلاع الثورة بل يبعث جمهرها من تحت الرماد.
يحق للنبطية قبل سواها أن تحتفل بهذه الذكرى لأن ما حققته في الانتخابات النيابية كان له طعم الانتصار فيما كان لسواها في سائر الدوائر طعم الفوز فحسب، ولأن علاقات التعاون بين قياداتها استمرت بالوتيرة ذاتها حتى في مرحلة كمون الثورة التي لم تمت ولن تموت.
"وقفة ساحة الانتفاضة في النبطية" تعبير رمزي عن أن الثورة ما زالت حية وأنهم هم الساقطون. سقطوا حين عجزوا عن ولوج باب الحل لأي من الأزمات التي يعاني منها وطننا. فكيف لمن لم يجد حلاً للنفايات أن يتمكن من إيجاد حل لقضية الرئاسة. هذه السلطة- المنظومة التي شبت على الفساد شابت عليه وبات رحيلها هو الباب الوحيد لبدء المعالجة.
دعت الثورة منذ اليوم الأول إلى إعادة تكوين السلطة. لكن المنظومة تجتر نفسها وأزماتها وتبعث عن حل بالنهج ذاته الذي ولدها وبالأدوات ذاتها التي صنعتها. نهج المحاصصة وتقاسم مغانم السلطة وتوزيع الثروة الوطنية على الميليشيات ومافيات المال.
الثورة لم تسقط. سقط من واجهها بالرصاص والعصي ومواكب الدراجات. سقط من عاندها ولم يصغ إلى مناشداتها ومطالبها باستعادة المال المنهوب ومحاكمة المسؤولين عن الهدر والسرقة. سقط من امتنع عن اتخاذ أي إجراء لوقف الانهيار وتمادى في انتهاك الدستور والقوانين وأدار أذنه الصماء لنصائح الغيورين على مصالح الشعب ولاقتراحات الأصدقاء في العالم من أجل وضع البلاد على سكة الحلول بدل أن يبشرنا فخامته بشفير "جهنم".
الثورة لم تسقط، فلا برنامج للحل خارج ما طرحته في 17 تشرين. تشكيل حكومة بغير آليات المحاصصة، احترام الدستور والمهل التي ينص عليها ولا سيما ما يتعلق بالانتخابات البلدية والنيابية والرئاسية، وتطبيقه لتطويره وتحديد ما ينبغي تعديله من مواده ومن القوانين ولاسيما منها قانون الانتخابات النيابية.
الثورة لم تسقط لأنها ليست انقلاباً ليفشل ولا انتفاضة لتطوى صفحتها كما طويت صفحات سواها، كانتفاضة الخبز في مصر التي سماها السادات انتفاضة الحرامية، أو كانتفاضات لبنانية كثيرة سبقت الثورة، من بينها التحركات المطلبية بعد عام 2010، التي توجتها غضبة جماهيرية أضرمها عجز الحكومة عن حل أزمة النفايات عام 2016
الثورة لم تسقط لأن من يرغب في البحث عن حل لا بد أن يغرف من معين عنوانه المبتكر ثورة تحت سقف الدستور. أما الساقطون فهم أهل الممانعة الذين لم يتركوا وسيلة لتعطيل الدستور إلا واستخدموها، من إلغاء المؤسسات إلى إلغاء الفصل بين السلطات إلى إلغاء مبدأ الكفاءة وتكافؤ الفرص إلى إقفال أبواب المجلس النيابي إلى تحويل رئاسة الجمهورية إلى مادة للمساومة وعقد التسويات.
لعل النبطية تكون البداية لاستئناف ثورة تحت سقف الدستور، أول مطالبها انتخاب رئيس للجمهورية.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع القضية أم مع حاملي لوائها؟
- تسوية في فلسطين أم حسم (10)الأسئلة المغلوطة
- عميل بسمنة وعميل بزيت الثنائيات المغلوطة(9)
- أخطاء في حسابات الممانعة
- الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟
- نواب التغيير وناخبوهم
- الثنائيات المغلوطة (6)الخارج والداخل
- الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل
- الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن
- في سبيل قيام تيار وطني ديمقراطي في الجنوب
- في سبيل بناء الوطن والدولة
- سبب افتراقي عن الحزب الشيوعي
- محمد علي مقلد
- مع العلمنة أم ضدها؟
- مع الحوار أم ضده
- مع قضية المثليين أم ضدها؟
- حين تخبط المعارضة خبط حولاء
- في نقد 13 نيسان (24) مصالح أم مساعدات دولية؟
- (24)البطركية المارونية عمرت. المارونية السياسية دمرت


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - النبطية و17 تشرين