شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن-العدد: 7766 - 2023 / 10 / 16 - 01:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عرفت البشرية في العقدين الماضيين سلسلة من الحروب، آخرها تصعيد الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة عقود على الشعب العربي الفلسطيني، التي حازت موقفاً غربياً رسمياً متعنتاً يتجاهل حقوق هذا الشعب، وغاضةً الطرف عن الانتهاكات المتعمدة لأبسط المعايير الإنسانية في النزاعات والحروب.
إنّ تفاقم المعاناة والدمار غير المسبوق الذي يتعرض إليه الشعب العربي الفلسطيني، ومعاناة المدنيين أينما وجدوا، يستدعي استيقاظ الضمير الإنساني وتشكيل أوسع جبهة عربية وعالمية للتضامن مع هذا الشعب لوقف هذه الحرب العبثية، ومعالجة القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية لتكن هذه الحرب آخر الحروب...
وفي هذه المناسبة، وكل مناسبة، ينبغي لناشدي الحرية ومحبّي السلام التنبيه إلى ضرورة حماية أرواح المدنيين العزل وممتلكاتهم، وتغليب صوت الحبّ على صوت الحرب، فالحبّ ملاذ البشرية ومنقذها والحرب مهلكتها...
إنّ تاريخ البشرية يروى في قصص متنوعة؛ منها قصص الحرب، وقصص الحبّ... في قصص الحرب لا يرى أي طرف، ولا يدوّن إلا عيوب عدوّه، ومثالبه، وتتملكه الرغبة في القتل والغطرسة والعنف والإكراه والاستبداد ليحقق مآربه، أما في قصص الحبّ فلا يرى العاشق إلا محاسن حبيبه وجماله وجمال الدنيا، تزينه مشاعر اللطافة والطواعية والحرية...
من يدوّن قصص الحروب، أو يقرأها يشعر بالحزن والأسى على مدى وحشية الإنسان، وانحطاطه ودونيته، ويخجل من نفسه، ويعاهدها أن يسعى كيلا تتكرر تلك القصص... ومن يدوّن قصص الحبّ، أو يقرأها يشعر بالفرح والسعادة والحبور، ويسمو مع إنسانية الإنسان، ويفخر بها، ويتوق إلى استمرارها، ويتمنى ألا تنتهي.
"أدنيتـَني منك حتـّـى
ظننتُ أنـّك أنـّــي"
في الحرب الجميع خاسرون خاسرون مهما علقوا من نياشين على صدورهم، وفي الحبّ الجميع رابحون، والرابح الأول هو الإنسان، والإنسانية جمعاء.
فلتوقف جميع الحروب، وفي مقدمتها هذه الحرب ضد الشعب العربي الفلسطيني، مع إدانة أي اعتداء على المدنيين العزّل، والبحث عن سبل تجنيب البشرية بؤس الحروب، ونشر المحبّة في ربوعها كي تحميها، وتنقذها من هذا البؤس، إذ يهددها بالهلاك؟ ولتردد:
"أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ .. ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني"
#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟