أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعقلية التركيبية1















المزيد.....

النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعقلية التركيبية1


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أعظم النعم التي من الله بها علي الإنسان وميزه بها علي سائر المخلوقات جميعاً بمافيهم الملائكة الأبرار هي نعمة العقل التي هي مناط التكليف بالنسبة للإنسان فبغير العقل لايمكن أن يتم معاقبة أو محاسبة معدومي العقل محرومي التعقل والتفكر والتدبر , فالعقل من أعظم النعم وأهم الهبات التي وهبها الله للإنسان .
وإذا كان هناك عقل يعي , ويفهم , ويتدبر , وله القدرة علي التفسير والتأويل , ومعرفة ظواهر الأمور والإجتهاد في الأمور الغير ظاهرة والمخبؤة في الفهم والوعي والإدراك , وإذا كان هذا العقل منحة أو هبة من الله , وإذا كان هناك نص ديني مقدس ثبتت صحته وصلته الوثيقة بالدين ومقدساته , وإذا كان النص الديني يحمل مضامين عديدة في المفهوم والتفسير والتأويل , والمنطوق والمقرؤ والمسكوت عنه من حيث ظاهر النص ومن حيث باطنه المخبؤ الذي يحتاج إلي تفسير وتأويل للوصول إلي مراد النص ومقصده ومقصوده المبتغي من وجوده ككائن حي بين البشر له فاعلية وحيوية مطلقة في بعض الأحيان وحيوية وفاعلية نسبية في بعض الأحيان الأخري , فمن الذي يمكن له البحث عن هذا المراد والقصد والمقصود من وجود النص الديني المقدس بإعتباره له الفاعلية والحيوية في مجتمع الناس للخروج بهم من الأزمات التي يمكن أن تعترضهم في ممارسات حياتهم اليومية والمعيشية علي خلفية أن الإلتزام بالنص الديني المقدس يمثل نوع من أنواع العبادات المتعددة التي يتقرب بها الناس لرب الناس لبلوغ مآربهم في الآخرة وهي التمتع بالجنات التي عرضها كعرض السماوت والأرض , وكان هذا هو الجزاء الأوفي .
ولكن الأزمة الكامنة في التعرف علي مراد النص من حيث البيئة الجغرافية التي وجد فيها النص الديني لأول مرة منذ بداية وجوده فلا شك أنه وجد في مجتمعات لها عادات وأعراف وتقاليد ومنظومة قيم إجتماعية وإقتصادية وسياسية حاكمة لتلك المجتمعات سواء كانت هذه المنظومة كانت متفقة مع النص أو مختلفة معه , ولكن المقصود أن النص الديني المقدس جاء لعلاج قصور أو نقص في هذه المنظومة في جوانبها المتعددة , أو لإيجاد بدائل لتلك المنظومة الحاكمة وإعطاء حاكمية جديدة متميزة عن الحاكمية القائمة علي أساس وخلفية تخدم علي مصالح النص والناس وحاجياتهم الدنيوية وأراد النص أن يحقق تلك المصلحة للمجتمع وإلا فما الفائدة من وجود النص الديني المقدس الذي يريد أن يغير من أشكال وعادات وأعراف وتقاليد وقيم مجتمع من المجتمعات ؟!!
وبجانب ذلك فإن النص الديني المقدس قد جاء لعلاج بعض المشاكل والأزمات التي تخص بيئة معينة أو مجتمع معين أو أزمة أو مشكلة محددة بالرغم من أنه جاء للتعامل مع بعض المشاكل والأزمات المزمنة التي لايخلو منها مجتمع من المجتمعات مادامت الدنيا قائمة والحياة باقية وهناك العديد من النصوص الدينية المقدسة التي تتفاعل مع طبيعة تلك الأزمات والمشاكل للقضاءعليها أو الحد منها علي ضؤ طبيعة الأزمة أو نوعية المشكلة , ومن هذه المشاكل والأزمات القائمة علي الديمومة والإستمرار المشاكل والأزمات الأخلاقية التي غالباُ ماتكون ممثلة لأمور مستترة غير معلنة ومن ثم لاتكون رقابة النص الديني الإجتماعية لها الأثر البليغ في الحد من الأزمة علي أساس الخلفية الدينية للنص , ولكن أيضاً المسائل والمشاكل النابعة عن التعاملات والمعاملات التي أوجد لها النص الديني المقدس حيز في طبيعة وتكوين المجتمعات هي صاحبة الأثر الظاهر والغير مخفي علي المتعاملين مع النص ومن ثم كان الدين في كل جوانبه ونصوصه المقدسة قائماً علي أساس من المعاملات التي تعتبر هي أساس الدين , لأنها تنطلق من رحاب ضيق إلي رحاب أوسع خاص بالمجتمع ككل بمعني أن المعاملات علاقات مزدوجة ثنائية أو جماعية في مسائل البيع والشراء والزواج والطلاق والرهن والبدل والغش والصدق في المسائل والمعاملات الإقتصادية أو المسائل والمعاملات المختلطة إقتصادياً أو دينياً أو أجتماعياً .
فالنصوص الدينية قد غيبها الجمود والتحجر عن واقع المجتمعات وأصبحت مختزلة في الذاكرة الجمعية وليس لها أثر في واقع الناس وحياتهم المعيشية والإجتماعية وبعيدة كل البعد عن متناول أفكارهم وافهامهم لتغاير مفهوم النص وليس النص عن مفهوم العصر وقفل باب الإجتهاد بالضبة والمفتاح دون تفكير أو حديث للنفس عن الإقتراب من هذا الباب الموصود بالتخلف والمغلق بالجمود وعدم مجاراة العلم والحضارة ومصاحبتهم للنص الديني المقدس الذي قام بينه وبين مفهومه وتفسيره وتأويله خصومة بل ولدد في الخصومة لسنوات طويلة كان من نتيجتها حالة التخلف الديني والثقافي والفكري والعلمي والحضاري علي كافة المستويات العلمية والحضارية والثقافية لتغاير مفهوم النص مع حداثة العصر والمكتسبات العلمية والحضارية .
ولما كان الأمر كذلك فلابد من البحث عن طرائق لفهم النص الديني المقدس ومعرفة تأويله وتفسيره ليس من خلال المنطوق اللفظي للنص فقط ولكن من خلال البحث عن آليات لتفكيك النص الديني تفكيكاً دقيقاً لمعرفة مايرمي إليه النص وما يبتغي من أهداف أو مرادات لصالح المجتمع والناس وقياس مرادات النص علي خلفية مصالح الناس التي لاتتنافي البته مع مراد النص ومفهومه العام ومعرفة الجو والبيئة والمناخ والطبيعة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والعادات والتقاليد والأعراف التي كانت سائدة لحظة نزول أو وجود النص الديني المقدس وإجراء المقابلة بين النصوص الدينية ومصالح الناس مع عدم إغفال إجراء تلك المقابلة مع مجتمع النص أول وجوده وفاعليته في مجتمعه وموائمته علي نطاق المصلحة الإجتماعية العليا للمجتمع , وتفكيك النصوص الدينية لمعرفة أغوار النص الديني الذي قد يكون في حالة من حالات الإبهام والإجمال لتفهم مراده ومعناه ومقصوده من خلال البيئة الأولي لوجود النص الديني مع البحث في كيفية الموائمة بين النص وضرورات العالم المعاصر , وفي أبسط الأقوال فريضة الجهاد في الدين الإسلامي التي يراها الكثير بأنها الفريضة الغائبة عن واقع المسلمين بعداً تاماً وليس لها صلة بواقعهم المأزوم حال كونهم لايقدرون علي تفعيل فريضة الجهاد في وجود الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذي تكتنف عضويته الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا تلك الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن والذي تتسيد الأمور فيه وداخل أروقته وقراراته الولايات المتحدة الأمريكية التي تقوم بدور الراعي الرسمي للإرهاب الدولي بما تمتلكه من ترسانات نووية وعسكرية موزعة علي معظم دول العالم وبحاره ومحيطاته وأجواؤه وفضاؤه الخارجي الملغوم بأقمار التنصت والتجسس والصواريخ العابرة للقارات والقنابل الذكية والموجهة وأجهزة مخابراتها وعملاء التجسس وعملاء الأوطان من حكام خونة ومسؤلين لصوص .
فهل يمكن أن يفعل المسلمين فريضة الجهاد تلك الفريضة الغائبة عن حياة المسلمين والتي ليست لها حيز في النية أو العقل أو الوجدان وخارجة من نطاق التفعيل ولايوجد لها ساحة من الساحات سوي بعض البؤر في العالم والتي تدار علي أرضها صراعات دموية مسلحة ويتم تسمية هذا الصراع بأنه جهاد في سبيل الله ونصرة الإسلام وعزة المسلمين , ولا ننسي ماكان من أمر الحرب الأفغانية / السوفيتية التي دارت رحاها لسنوات طويلة تحت مسمي الجهاد الإسلامي لسنوات ثم إتضح غياب مفهوم الجهاد وفريضته وفرضيته وتبدل إلي مفهوم الصراع والإقتتال الداخلي , بل واتضح أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت هي الراعي الرسمي ومدير الصراع بين الأفغان والإتحاد السوفيتي سابقاً تحت مسمي الجهاد والمجاهدين , ثم تحول الدور لإدارة الصراع وإستبدال مفهومه بالإرهاب بديلاً عن الجهاد والمجاهدين بالإرهابيين , وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي من وراء القصد في البدء والمنتهي !!
والمهم في الأمر كيف يمكن تفعيل فريضة الجهاد في الإسلام علي ضؤ المتغيرات الدولية ومجلس الأمن الدولي وتوازنات القوي الدولية في عالم لايحترم ولا يعترف بغير الأقوياء فقط ؟!!
أظن هذا هو السؤال الأزمة التي لن تجد لها حل أو تقدر أن تبحث له عن إجابة , بل البحث سوف يتم في البحث والتنقيب عن كاتب هذه السطور ويتم إتهامه بالكفر والتجهيل والغباء ومحاربة الدين علي أساس انه ينكر فريضة الجهاد أو ماهو معلوم من الدين بالضرورة ويتم ترك الإجابة عن هذا التساؤل علي الإطلاق !!
وللموضوع بقية .

محمود الزهيري
عضو اللجنة التنسيقية للحركة المصرية من أجل التغيير . كفاية .
منسق حركة كفاية بمحافظة القليوبية
عضو لجنة التنسيق بين الأحزاب والنقابات والقوي السياسية بمحافظة القليوبية



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الأزمة : الخطاب الديني يتحدي الخطاب السياسي
- الأنا والآخر : هل من علاقة بين السلطةالمطلقة و الفساد ورفض ا ...
- من وحي تعديل الدستور : مبارك في غار شرم الشيخ ينتظر الوحي
- خيانات رجال الدين : عن الدين المختزل في الذاكرة
- الطب : الدين والعلم : أيهما حاكم ؟
- الفياجرا : بين السياسية والجنسية
- !!ماذا يعني التجديد في الخطاب الديني ؟
- لمن العيد ؟ عن السجون والمعتقلات : ماذا يعني العيد ؟
- !!والعار ليس إمرأة
- عن أزمة توريث الحكم في مصر : ماهو موقف الإخوان المسلمين ؟
- !!بعد بيع مبارك لمصر : ماذا تبقي للمصريين من مصر ؟
- عن المرأة والوصاية : حجاب العقل وحجاب الجسد
- السلفية : ماذا تعني ؟ وماذا تريد ؟
- !!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟
- عن الفرعون : من يحكم مصر ؟
- !!?عن الحزب الوطني ولجنة السياسات : ماذا لو غيرا مبارك الأب ...
- مبارك مصر ونجاد إيران : عن المشروع النووي المصري
- حركة كفاية بين القوي الوطنية والدينية : هل من إنفراجة ؟
- !!عن ضرورة وجود الجماعات الدينية : ماهي الغاية ؟
- هل جمال مبارك مواطن مصري !!؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعقلية التركيبية1