أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - دلور ميقري - النظامُ القرداحيّ والقرون اللبنانيّة














المزيد.....


النظامُ القرداحيّ والقرون اللبنانيّة


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 12:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المقاومة في لبنان ، المنتصرة ، لا يُكمل هيبتها وجبروتها سوى حكومة جديدة قوية ، قادرة ، وعادلة تمثل بحق لا شكلاً حسب ، جميع مكونات الوطن : بهذه الحجة ، إنتهت الشراكة السعيدة لحزب الله وحركة أمل في مجلس الوزراء اللبناني . حان الآن ، إذاً ، وقت النزول إلى الشارع ، ليحتشد فيه " أولاد الشوارع " ؛ من الغوغاء المغسولي الأدمغة بالبروباغندا السورية ، إلى الرعاع المتخمين بالمكارم الإيرانية . العدّ العكسيّ لإنذار سيّد المقاومة ، المنصور بالله ، قد شارف نهايته ؛ الإنذارُ الفصيحُ ، القائل بأنه إما حكومة الوحدة الوطنية ، وإما غزوة الحرب الأهلية . إنّ السيّد هنا ، لا يمزحُ . وإننا بين لحظة واخرى لنترقبَ ظهوره المعتاد ، العتيّ ، على البث المباشر لشاشة فضائيته ، لكي يخاطب رعيته المختارة بصوته الجهوريّ ، الراعد والمزبد : يا أحفاد أشرف بيت ، ويا أشرف الناس وأطهرهم وأنقاهم وأعلمهم وأذكاهم وأكملهم وأكرمهم وأنبلهم وأشجعهم .. لقد وعدتكم بالنصر على الجبهة الخارجية مع العدوّ الصهيوني الأمريكي ، وصدق الوعدُ .. وها أنا أعدكم الآن بالنصر على عملاء العدو ، في جبهتنا الداخلية ، وسأبرّ بوعدي بإذن الله .. !

ثمّ يحدثونكَ ، بعد كل شيء ، عن الديمقراطية . وها هوَ فأفاءُ " القرداحة " ، يواصل تصريحاته في الإتجاه الموصوف نفسه ، منذ لحظة إنسحاب جيشه ومخابراته من موطن الأرز : ليست قوى 14 آذار ، اللبنانية ، سوى " أكثرية عابرة " .. وهم علاوة على ذلك " أدوات في المشروع الإسرائيلي " الهادف لمحاصرة سورية ، قلعة الصمود والممانعة والمقاومة . نعم . قلعة للعروبة ، ومنارة للشرق الأوسط ، أيضاً . كيف لا تكون دولتنا هكذا ، وهيَ تعطي أرقى الأمثلة في نظام حكمها ؛ بدءاً من إنتخاب رئيسها ، الشاب ، بشفافيته وسلاسته وغندرته ؟؟ كيف لا ، ومبدأ صندوق الإقتراع ، الحرّ ، مترسّخ لدينا في سورية البعث ، من أصغر نقابة للمستخدمين وإلى أكبر هيئة تمثيلية ؛ المُسماة " مجلس الشعب " في قاموسنا العربيّ ؟؟ كيف لا ، ومكونات المجتمع السوريّ جميعاً ، الأثنية والمذهبية ، ممثلة دستورياً في قيادة الدولة من خلال حزب الأغلبية النيابية ( البعث ) مع الأحزاب الاخرى ، المنطوية ضمن ( الجبهة الوطنية التقدمية ) ؟؟ لقد ضقنا ذرعاً بالحالة اللبنانية ، المترسخ فيها الطائفية السياسية ، والتي كادت أن تحول دون إنتصار المقاومة : ورغم وصايتنا عليهم لعقود طويلة من الزمن ، فلم يتعلموا من مثالنا السوريّ ، الديمقراطيّ ، والذي أتاح لنا تحرير أرضنا ، الجولانية ، ومن ثمّ الإلتفات إلى تحرير أراضي أشقائنا في العراق وفلسطين ولبنان .. والسودان !

والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، غير راضية كذلك عن الحكومة اللبنانية ، الحالية . لم لا ، وهيَ مرجعية الطائفة المختارة ، الإلهية ، وقدوتها أيضاً بنظام حكمها الجامع المانع لأوصاف القوة والمقدرة والعدالة : إنها بلدُ " ولاية الفقيه " ، المتجسّد فيه ظل الله على الأرض ليملأها تسامحاً ورفاهاً ووفراً . إنها القوة الإسلامية ، الضاربة ، المتصدية للإستكبار الشيطاني الأمريكي وربيبه الصهيوني ، الأصغر ؛ كما تجلى ذلك في نظرية " تصدير الثورة " ، التي خيضتْ من أجلها حرب الثماني سنين مع العراق ، الدموية ؛ والتي شاء " أحمقي " مواصلتها الآن ، مهدداً جيرانه الخليجيين بشكل خاص ، بمحاولة التسلح بقنبلة نووية . ولكن قبل الشروع في الجهاد الأعظم ، علينا العودة إلى أصول عقيدتنا : علينا نشر " التشيّع " في عموم المنطقة ، عبْرَ رفدها أولاً بملالي التبشير وإنشاء الحسينيات والمعاهد والمساجد ، ونثرها في كل محافظة سورية ؛ وعلى الأخص في عاصمة الأمويين ، المارقة . وبما أننا بتنا ، خلال أكثر من ربع قرن ، على دراية تامة بطبْع الطائفة المختارة ـ بطبعَتها السورية ـ والمتورّم بالجشع والسلب والإبتزاز واللصوصية .. ، فلا بأس إذاً من رفد عائلتها المقدسة ، وممثليها الآخرين ، بالرشاوى البنكنوتية ، الباهظة ، سعياً للهدف الموصوف ، المشترك ؛ ولا بأس ، أيضاً ، من أن تشعل صواريخنا حروب سيّد المقاومة ، اللبنانية ، الخارجية والداخلية .

وما شأن حزب الله ، أخيراً ، باللعبة الديمقراطية ورهاناتها السياسية ، ما دامَ محتكراً لقرار الحرب والسلم : فطوال عقديْن ، بعثيين ، من الزمن ، أضحى هوَ القوة العسكرية ، الوحيدة ، في لبنان . أما الجيش الوطنيّ ، الهزيل البائس ، فما كان أكثر من " إكسسوار " . وبصفته هذه ، فقد أرسل الآن إلى جنوب لبنان ، بعدَ أن كان الحزب الإلهيّ ، بالذات ، من يحول دون ذلك . تغيّرت أمورُ كثيرة ، بعدَ مغامرة الثاني عشر من تموز . أضحى أيضاً إنتشار قوة عسكرية دولية ( اليونيفيل ) ، مسلّماً به من لدن ملالي المقاومة ، بحقيقة الأمر الواقع وليسَ عن قناعة المهتم بمصير الوطن . ولكنّ إقتراب موعد المحكمة الدولية ، الخاصة بإغتيال الرئيس رفيق الحريري ، قلبَ حسابات هؤلاء عاليها بأسفلها : إنّ إدانة النظام السوريّ ، المرجحة ، في تلك المحكمة ، معناهُ ليسَ فقط جرّ القرون ، اللبنانيين ، إلى قفص الإتهام ؛ بل وعلى الأخص ، نهاية أكيدة لهيمنة الطائفة المختارة على مقدرات هذا البلد ، والمتمثلة بذراع حزب الله العسكرية ، الضاربة . فضلاً عن حقيقة اخرى ؛ تبدو إفتراضاً للوهلة الأولى : وهيَ إحتمال أن يكون النظامُ القرداحيّ ، المخطط لجريمة إغتيال الحريري ، قد ورّط فيها فعلاً هذا الرمز أو ذاك من " ممثلي " الطائفة الشيعية ؛ وفي سبيل مرمىً خبيث ، ألا وهوَ تعميم دم الشهيد على أكثر من جهة لبنانية ؛ كيما تتبعثرُ الجريمة ، بدورها ، على أكثر من مسؤولية ؛ وكيما يكون ذلك مدخلاً ، مناسباً ، للحرب الأهلية ، المنشودة .



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلاتٌ إلى مَوطن الجرْمان 2 / 3
- صدّام ؛ صورٌ شخصيّة للطاغيَة
- مشاهدات : جولة في دمشق العثمانيين 2 / 2
- مشاهدات : جولة في دمشق العثمانيين 1 / 2
- رحلاتٌ إلى مَوطن الجرمَان 1 / 3
- الحارَة ؛ بابُها وبشرُها
- مشاهدات : جولة في دمشق صلاح الدين 2 / 2
- زبير يوسف ؛ في منحَتِ الحَديد والتحدّي 2 / 2
- مشاهدات : جولة في دمشق صلاح الدين 1 / 2
- زبير يوسف ؛ منشدُ الأزمان القديمة
- إسمُ الوردَة : ثيمة الجريمة في رواية لباموك
- أورهان باموك والإشكالية التركية
- معسكراتُ الأبَد : شمالٌ يبشّر بالقيامَة 2 / 2
- العثمانيون والأرمن : الجينوسايد المتجدد
- غزوة نوبل ، العربية
- معسكراتُ الأبَد : إلتباسُ التاريخ والفنتاسيا
- مقامُ المواطَنة ، سورياً
- الوحدة الوطنية ، المفقودة
- حوارُ أديان أمْ حربٌ صليبيّة
- نصرُ الله والعَصابُ المُزمن للفاشية الأصولية


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - دلور ميقري - النظامُ القرداحيّ والقرون اللبنانيّة