حسيب شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 05:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وصلتني مؤخراً رسالة إلكترونية باللغة الإنجليزية لمؤلِّف مجهول، وارتأيت نقلَها إلى العربية علّها تحمل في ثناياها بعضَ المتعة والفائدة للقرّاء.
حَلَمتُ أني قابلتُ اللهَ
أتودّ مقابلتي؟ استفسر الربُّ
إذا كان لديك متسعٌ من الوقت، أجبتُ
ابتسم الخالق، وقتي هو الأبدية
أية أسئلة تدور في خلدك وتودُّ طرحَها عليّ؟
أيُّ أمْر في الجنس البشري، يُثير فيك أكبرَ قدْر من الدهشة والاستغراب؟
ردّ الله: يملّ البشرُ من الصبا ويهرولون نحو البلوغ وبعدها يتوقون إلى أن يعودوا أطفالا
إنهم يفقِدون صحّتَهم من أجل المال وبعد ذلك يخْسرون المال لاستعادة صحتهم
وجرّاء تلهفهم للمستقبل ينسوْن الحاضر وهكذا لا يعيشون لا في الحاضر ولا في المستقبل
إنهم يحيون و كأنهم لن يموتوا أبدا
ويموتون وكأنهم لم يعيشوا أبدا
مسكتْ يدُ الربّ يدي وصمتنا بُرْهة
بعدها سألتُ: بصفتك أبا ما هي بعض الدروس التي ترغب في أن يتعلمها أبناؤك؟
أن يتعلموا أنه ليس في مقدورهم اكتساب محبة الجميع
وكل ما في وسعهم أن يقوموا به هو استقبال المحبّة
أن يتعلموا أن المفاضلة مع الآخرين خُصلة سيئة
أن يتدربوا على الصفح والغفران بالمزاولة
أن يتعلموا أن جرح أحبائهم في الصميم لا يستغرق سوى ثوان قليلة أما شفاء ذلك الجرح فقد يتطلّب سنين كثيرة
أن يتعلموا أن الشخص الثري ليس ذاك الذي يملك أكثر من الآخرين، بل ذلك الذي يحتاج إلى أقلّ شيء
أن يتعلموا أن هناك أناساً يحبونهم إلى حدّ بعيد، إلا أنهم وبكل بساطة لم يفقهوا بعد قدرةَ التعبير أو إظهار أحاسيسهم وخلجات قلوبهم
أن يتعلموا أن شخصين يستطيعان أن ينظرا إلى نفس الشيء ويريانه بشكل مغاير
أن يتعلموا بأنه ليس كافياً أن يصفح الواحدُ عن الآخر بل ينبغي عليهم أن يسامحوا أنفسَهم أيضا
جزيل الشكر والامتنان على تكرّمك بهذا الوقت، قلتُ بخشوع
أهناك أيّ شيء آخرَ تودّ أن يطّلع عليه أبناؤك وبناتك؟
ابتسم الربّ ثانيةً وأردف قائلا: إعلم فقط بأني هنا على الدوام
#حسيب_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟