أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - أربعة عقود وذكراها خالدة .














المزيد.....


أربعة عقود وذكراها خالدة .


محمد السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 04:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في تشرين الثاني عام ١٩٨٠ . دشن العراق عاماً دراسياً جديداً ، كان ضمن المعتاد والمألوف للطلبة أن يكون البدء الدراسي في شهر أيلول من كل سنة كعام دراسي جديد ، لكن صفارة الحرب العراقية الإيرانية غيرت هذا الشهر واليوم . عندما أتقد لهيبها بين الجارتين اللدودتين في يومها الفعلي ٢٢ ايلول ١٩٨٠ . ذهبت في اليوم الأول الى كلية الأداب جامعة بغداد رغم أجواء الحرب وصفارات الأنذار في سماء بغداد حيث يحلق الطيران الإيراني على مستوى منخفض في سماء بغداد مما سهل لمواقع مضادات الطيران في إسقاطها بسهولة . كان اليوم الأول لقاء تعارف بين الطلبة الجدد في قاعة الأدريسي وقت رحب من الألفة والتعارف والدهشة .

في اليوم الثاني في قاعة المحاضرات دخلت علينا والإبتسامه تعلو على وجهها الصبوح مما زالت زوايا الارباك في دهشتنا الأولى خليط من الطلبة والطالبات من مدن العراق المنتشرة . إنها الاستاذة ناشئة بهجت في اللغة الروسية وأدابها قدمت نفسها لنا ، كانت بهيئة واثقة من كلامها وهندامها ترتدي تنورة رصاصية وبلوزة بيضاء وسترة خفيفة كحلية ” نيلية ” وبتسريحة شعر أسود يتدلى على كتفيها وهذا اللون من الملبس هو الزي الجامعي للطلبة في الكلية ، ربما أرادت في اليوم الأول وفي أشارة واضحة أن تكون مثلنا وبيننا بعيداً عن التكلف والتصنع . طيلة السنتين التي ألقت علينا دروسها قبل غيابها النهائي بترك العراق مع زوجها الاستاذ والاعلامي حسن العيدي وأولادها الى عاصمة الضباب لندن عام ١٩٨٢ وما زالوا هناك يعيشون ويتنفسون بهواء العراق النقي . كانت الاستاذة ناشئة بتلقائيتها وإبتسامتها المعهودة والمألوفة والتي تدعو الى الاطمئنان دخلت قلوبنا بدون رخصة ، وعندما غابت عن محاضراتنا ، كنا نهمس بحب وتطلع وخوف على مصيرها في عراق كان أوضاعه السياسية مضطربة ، وفي اليوم التي تسربت لنا الأخبار بصمت إنها خارج حدود الوطن مع عائلتها شعرنا بالاطمئنان .

هذا ما حدث عام ١٩٨٢ وكأنه شريط سينمائي طويل من المحطات والذكريات والمواقف بقيت عالقة في الروح لحين أن حانت اللحظة بأول تواصل قبل خمسة سنوات عبر صديقنا المشترك الفيسبوك .
كان سؤالي الأول لها ؟.. هل أنت الاستاذة ناشئة بهجت إستاذة الأدب الروسي في كلية الأداب جامعة بغداد ؟. نعم ، ولكن أنت منو ؟. أنا محمد حسن من أهالي قرية الهويدر أحد تلاميذك في الدورة عام ١٩٨٠. وبدأنا نتبادل ببعض الوقائع وتفاصيل عن القسم ووجوه الطلبة والاساتذة ضياء نافع والمرحوم جليل كمال الذين والمرحومة حياة شرارة والمرحوم محمد يونس الساعدي أعمدة قسمنا وأساتذته الكبار .

ومن تلك اللحظة أمتدت علاقتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأثير صوت الهاتف ، في المرة الأولى التي تحدثنا بها عبر أثير الهاتف صدى صوتها أعادني الى أربعة عقود مضت الى أروقة ذلك القسم والذكريات ، إنه صوت ما زال يحتفظ ببريق الألفة والمحبة ، إنها ناشئة بهجت الكوتاني وضمن الغير متوقع في هذا الحديث ، طرق سمعي إنها أبنة أخت المناضل وشهيد الحركة الشيوعيىة العراقية ” القيادة المركزية ” متي هندو ورفيقه أحمد الحلاق واللذان قتلا تحت التعذيب على يد جلاوزة رجال البعث عام ١٩٦٩ في مبنى قصر النهاية المرعب .

وأمتداداً لذلك الماضي وأعتزازاً به والحنين له ما زلنا نتواصل بأستمرار وأتلقى ملاحظاتها حول كتاباتي وتشييد بدوري في النشر والاصدارات ، وهذه وحدها بالنسبة لي وسام شرف من أستاذة كبيرة علمتني الحروف الأولى حول نوابغ الأدب الروسي . وفي حرص شديد مني بالاطلاع على كتبي ومؤلفاتي تصلها بأنتظام وأتلقى برحابة ملاحظاتها القيمة وأحتفظ بها في طبعات قادمة .
تلك الكلمات والجمل لاتفي الغرض عن مسيرة إنسانة وإستاذة الادب الروسي ناشئة الكوتاني ، لكن تقديراً مني عن ما تركته من أرث في نفوسنا نحن طلبتها ولأهمية دورها العلمي والأكاديمي في سيرتها الطويلة .
متمنياً لها وللإستاذ حسن العيدي دوام الصحة والعافية .
أكتوبر/٢٠٢٣



#محمد_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من محطات حياتي .
- من هزارستون الى خورنوزان!.الثالثة.
- حدث في هزارستون مرة ثانية!.
- حدث في هزارستون!.
- صورة الزعيم قاسم في ذاكرة الشيوعيين.
- كتاب بيني وبين نفسي
- صورة الشيوعي الهويدراوي محمد الدفاعي
- الآن بدأت ساعة التجربة. - الشيوعيون والحرس القومي .
- في يوم الفلسفة ما الحاجة إلى الفلسفة والتصوف
- مذكراتي- سيرة أحمد باني خيلاني- الحلقة الثالثة والاخيرة .
- مقاهي الهويدر .. ذاكرة أجيال .
- مذكراتي”سيرة أحمد باني خيلاني”٢ .
- فهد والحزب الشيوعي العراقي .
- حسين حجي كنجي ” أبو عمشه.
- الشيوعية ” ورعيلها الأول في قرية الهويدر ”العراق
- علي الوردي وشخصية الفرد العراقي .
- الأرض والسلاح والإنسان .
- وثائق سويدية وعراقية مخفية آن الأوان لإطلاقه..قراءة في‮ ...
- جريمة مروّعة تشهدها أرض السويد.
- المهداوي ومحكمة الشعب.


المزيد.....




- 450 عامًا.. عمر صناعة الحبر الياباني بالأقدام.. ماذا نعرف عن ...
- ضبط عشرات الألعاب النارية في حقيبة محمولة بمطار في أمريكا
- بتصاميم مبهرة.. أنفاق مائية تربط جزرًا نائية بين أيسلندا واس ...
- أذربيجان: -عوامل خارجية مادية وفنية- وراء تحطم طائرة الركاب ...
- مدفيديف: لا يمكن التسامح مع ما فعلته السفينة النرويجية
- عشرات القتلى والمفقودين.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلا على رؤ ...
- عراقجي يكشف عن أهم أهداف زيارته للصين
- ألمانيا ـ دعوات لتكثيف المراقبة لمكافحة جرائم السكاكين
- أوكرانيا تخسر 600 جندي في محور كورسك خلال آخر يوم وإجمالي خس ...
- الرئاسة الفلسطينية تدين إحراق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد السعدي - أربعة عقود وذكراها خالدة .