|
فلسطين وحقيقة نضالها / بقلم البروفيسور ستالين فارغاس م.*
مرتضى العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 00:48
المحور:
القضية الفلسطينية
يتعرّض نضال الشعب الفلسطيني الى الكثير من التشويه في شتى أرجاء العالم، ولا تسلم أي منطقة جغرافية من هذا الهجوم الممنهج الذي من شأنه قلب الحقائق والتي تتكفل به وسائل الدعاية الامبريالية الصهيونية. إلا أن أحرار العالم حيثما كانوا يتصدون لهذه الافتراءات بما لديهم من إمكانيات ويحاولون تبصير جماهير المتلقين بالحقائق وبالحجج الدامغة. ويندرج هذا المقال المنشور في موقع "أوبسيون" الاكوادوري ضمن هذا التوجه النضالي. لذلك ارتأينا ترجمته ووضعه بين أيديكم. (المترجم)
منذ يوم السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر، كانت عناوين وسائل الإعلام الرئيسية في العالم، وخاصة في بلادنا (الاوادور)، هي: "إسرائيل تتعرض لهجوم إرهابي". فتصور التقارير الإخبارية اليومية الاسرائيليين على أنهم طيبون ومضحّون؛ والفلسطينيين كأشرار وإرهابيين. ماذا حدث في 7 أكتوبر؟ شنت العديد من فصائل المقاومة للشعب الفلسطيني عملية عسكرية واسعة النطاق أثرت بشكل خطير على دولة إسرائيل الصهيونية وحكومة بنيامين نتنياهو. وكان الرد فوريا، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالات: "لقد أمرت بفرض حصار كامل على قطاع غزة"... لن يكون هناك المزيد من الكهرباء أو الطعام أو الماء أو الوقود، وسيتم إغلاق كل شيء. نحن نحارب حيوانات ونتصرف وفقًا لذلك. لماذا هذا الهجوم العسكري على إسرائيل؟ وبسبب سياسة الفصل العنصري التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية ضد السكان الفلسطينيين، قامت الصهيونية الإسرائيلية منذ عام 1967 باحتلال الأراضي الفلسطينية تدريجياً وطرد الفلسطينيين من أراضيهم. قليلا من التاريخ وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرّت في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 القرار رقم 181 الذي أوصى "بخطة لحل النزاع بين اليهود والعرب على تراب فلسطين الذي كانت آنذاك تحت الإدارة البريطانية". واقترحت خطة الأمم المتحدة تقسيم الجزء الغربي من منطقة الانتداب إلى دولتين، إحداهما يهودية والأخرى عربية فلسطينية، على أن تخضع منطقة تشمل القدس وبيت لحم للسيطرة الدولية. وتمت الموافقة على القرار 181 بأغلبية 33 دولة (بما في ذلك الإكوادور)، وامتنعت 10 دول عن التصويت (جميع الدول العربية)، وتغيبت دولة واحدة. أما غالبية الفلسطينيين الذين يعيشون على أرض فلسطين فكانوا رافضين لهذا القرار. وغداة الموافقة على خطة الأمم المتحدة، اندلعت حرب أهلية، تلتها الحرب العربية الإسرائيلية لعام 1948، واشتباكات متتالية بين العرب واليهود لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. 76 عاماً مرت على قيام دولة إسرائيل، التي احتلت الأراضي الفلسطينية تدريجياً، مستفيدة من قوتها العسكرية المكتسبة بمساعدة الولايات المتحدة، وتخضع الفلسطينيين لقيود على التنقل، والحصول على المياه. وتمارس إزاءهم القمع والفصل العنصري وعدم توفر الأدوية واستحالة الصلاة في الأماكن المقدسة. ما الذي يحدث اليوم؟ دعونا نرى ماذا تقول تقارير المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، فبراير-مارس 2023 "على مدار 55 عامًا، نشأت ثلاثة أجيال من الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة تحت الاحتلال الإسرائيلي. ونحو 40% منهم هم لاجئون طردتهم إسرائيل منذ عام 1948 (بما في ذلك أحفادهم) فروا من العنف الذي صاحب إنشاء دولة إسرائيل. "منذ عام 1967، استمرت حالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة في التدهور، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي، بما في ذلك الفصل العنصري والقهر من قبل السلطة المحتلة، إسرائيل. وقد اتخذ هذا أشكالا عديدة: • فرض قيود صارمة على حركة الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها. • قمع المشاركة السياسية والمدنية. • الحرمان من الحق في الإقامة ولم شمل الأسرة. • مصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية. • النقل القسري. الوفيات غير القانونية؛ والاعتقالات التعسفية والحرمان من الحرية على نطاق واسع، ولا سيما للأطفال؛ • عرقلة ورفض المساعدات الإنسانية والتعاون. • الحرمان من ملكية الموارد الطبيعية والوصول إليها. • عنف المستوطنين و • القمع العنيف للمقاومة الشعبية للاحتلال. وتشكل كل هذه الممارسات عقاباً جماعياً للشعب الفلسطيني. لقد أصبح استخدام القوة المميتة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية ممارسة واسعة النطاق في الأرض الفلسطينية المحتلة، وغالباً ما يتم استخدامها بغض النظر عن مستوى خطورة التهديد المحتمل المكتشف، وغالباً ما يكون ذلك بمثابة الملاذ الأول وليس الملاذ الأخير، وهو انتهاك للمعايير الدولية. ويعيش ما يقرب من مليوني فلسطيني عالقين في قطاع غزة، ليس لديهم ماء أو كهرباء أو طعام. في أعقاب القصف الأخير، دمرت إسرائيل: 17 مسجدًا، 4 جامعات بالكامل، 6 جامعات مدمرة جزئيًا، 1290 منزلًا مدمرًا كليًا، 10800 منزلًا مدمرًا جزئيًا، 84 منشأة صناعية، 46 مكتبًا صحفيًا مدمرًا، 67 مدرسة، واختفت أحياء بأكملها. لقد أصبح جزء كبير من غزة غير معروف. وفي حرب المعلومات، تبرر وسائل الإعلام الرئيسية تصرفات إسرائيل وتشيد بالإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. وتخفي هذه الوسائل علامات التضامن مع فلسطين وشعبها التي تنمو في الدول العربية، في أوروبا، في الولايات المتحدة، في أمريكا اللاتينية وفي بلادنا. إن الصهيونية الإسرائيلية تسعى بدعم من الولايات المتحدة إلى القضاء على الشعب الفلسطيني، لكنها تصطدم بواقع: هذه المهمة لن تكون سهلة عليها لأنها تواجه الشعب الفلسطيني الذي يمثل مثال الكرامة والمقاومة للشعوب والعمال في العالم. وعلينا أن نواجه حرب المعلومات، ونتحرى الواقع وننشره، لتجنب الوقوع في فخ وسائل الإعلام الكبرى ومصالح القطاعات المهيمنة. فلنتذكر كلمات مالكولم اكس المدافع الأفروـ أمريكي عن حقوق الانسان والحريات المدنية الذي قال: "احذروا وسائل الإعلام القادرة على جعلكم تكرهون المظلوم وتحبون الظالم" *الرئيس الوطني السابق للاتحاد الوطني للمدرّسين بالاكوادور كيتو، 11 أكتوبر 2023 Periódico Opción
#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يعني أن تكون شيوعيًا اليوم؟
-
مراكمة القوى من أجل الثورة (الجزء الثاني)
-
مراكمة القوى من أجل الثورة
-
من أجل بناء حزب شيوعي كبير
-
ثلاثة نصوص للينين تعتبر دراستها ضرورية
-
تعزيز النضال في المجال الأيديولوجي
-
كسب تأييد الجماهير الكادحة للحزب
-
تحرير الجماهير من السيطرة الإيديولوجية للبرجوازية
-
النهوض النضالي للطبقة العاملة والشعوب واحتداد الصراع بين الق
...
-
إفلاس النظام الاستعماري الجديد وتصاعد الاحتجاج ضد الإمبريالي
...
-
من أجل دعاية وسياسة اتصالية ثورية / أليخاندرو ريوس
-
المناضل الشيوعي: الصفات والدور والقيم / خوان باجانا ج
-
الشباب والنضال الثوري / ي. روميرو
-
الكتل الامبريالية والواقع / الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني
...
-
الإعلان الختامي لاجتماع دعم شعب النيجر المنعقد في كوتونو في
...
-
-الأزمة في النيجر مرتبطة بالصراع من أجل إعادة تقسيم العالم-
-
السعي الى السلطة وأشكال النضال / ترجمة مرتضى العبيدي
-
في الذكرى 29 لتأسيس الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركس
...
-
ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الرابع) /
...
-
ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الثالث) /
...
المزيد.....
-
لأول مرة منذ 9 أشهر.. شاهد إجلاء مرضى فلسطينيين عبر معبر رفح
...
-
السيسي لترمب.. لا لتهجير الفلسطينيين
-
نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس يلتقي ترام
...
-
-د ب أ-: منظمة الشباب التابعة لحزب -البديل من أجل ألمانيا- ت
...
-
صربيا.. المحتجون يغلقون الجسور عبر نهر الدانوب في مدينة نوفي
...
-
اكتمال تثبيت قلب مفاعل الوحدة الثالثة في محطة -أكويو- النووي
...
-
بعد سحب منتجات كوكاكولا مؤخرا.. إليكم تأثيراتها على الجسم!
-
هل تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع بعد شرب القهوة؟.. إليك ا
...
-
مشاهد للقاء الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال مع بناته
-
ظاهرة غامضة تتسبب في سقوط شعر جماعي لسكان إحدى ولايات الهند
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|