|
أحزاب الله و حماس و الكفار و حقوق الإنسان
مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 7764 - 2023 / 10 / 14 - 20:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك حالة من التمركز و الدوران حول الذات ، يمكن اعتباره استحواذ هوسي ، لا يمكن في الواقع فهم كيفية فعل هذه النرجسية ، هل تفعل من الأعلى إلى الأسفل أم بالعكس ، هل المثقفون العرب تحديدًا و بدرجة أقل المسلمون و سائر "المشتغلين بالشأن العام" هم من يخلقون هذا الهوس النرجسي بالذات أم أنهم فقط يسمعون الجماهير ما تريد أن تسمعه ، لا يرى هؤلاء أبدا أية جريمة في قتل الآخرين حتى لو كان ذلك بأشنع وسيلة ممكنة و لا في إذلالهم و إهانة آدميتهم بينما يتمتعون بحساسية هائلة للغاية تجاه أي استهداف يتعرض له عربي أو مسلم الذي يعتبر على الفور أسوأ إبادة جماعية الخ … لم يقل أيا من هؤلاء كلمة واحدة لحماس أو لمن صفق و احتفى بقتلها للمدنيين العزل أن هذا "خطأ" ، لم يقل أحد لحماس و أشباهها أن قتل و اختطاف النساء والأطفال و العجائز هو أيضًا جريمة حتى لو كان هؤلاء من غير المسلمين و غير العرب … ما شاهدناه كان درسًا في التدريب على الهمجية ، في تبرير الهمجية ، و هو ليس الأول و لن يكون الأخير … و أيضًا ليس صحيحًا أن جرائم حماس أو داعش من قبل ، هي مجرد رد فعل على القهر الذي يتعرض له المسلمون فلسطينيين او غيرهم و قبل ذلك بوقت قصير صمت كل هؤلاء الذين يملئون الدنيا صراخًا الآن عن تهجير آلاف الأرمن من بيوتهم ، إن حماس و داعش و أشباهها لا تبحث عن حقوق متساوية لبشر متساوين ، و لا تدافع عن مظلومين ، إنها ضد اليهود كيهود و هذا يشمل حتى نشطاء السلام و دعاة المساواة اليهود الذين قضوا برصاص حماس ناهيك عن فلسطينيين ساقهم حظهم العاثر لأن يكونوا في طريق مقاتلي حماس يومها الذين قتلوا كل من استطاعوا قتله حتى قتلوا ، ليس صحيحًا أن حماس و أشباهها قتلت و تقتل كل مخالف و كل خصم كرد فعل على الاحتلال و قمعه للفلسطينيين ، حماس و أشباهها تريد عالمًا يقوم على سيادة دين بعينه و قهره لكل من عداه ، على سيطرة جنس بعينه على كل الأجناس ، إنهم كالقوميين العرب من قبلهم ، يريدون عالمًا يقوم على هيمنة الإسلام و العرب ، إنهم عرب و مسلم سوبريماست و ليس لآلام و أحلام أو حياة غير العرب و المسلمين وجود في عالمهم هذا ، هذا و مع أنهم و كل من يشبههم ليسوا "عدميين" لدرجة التخلي عن متع الدنيا لصالح الآخرة التي يريدون أن يحكمونا و يقتلونا و يسلبونا و يستعبدونا باسمها لكنهم لا يتنازلون للحظة عن توقهم لعالم يدور حول العرب و المسلمين و يخضع لهيمنتهم و حكمهم المطلق و لا عن دعوتهم فقراء العرب و المسلمين ليقتلوا و يموتوا حروب هرمجدونية بلا معنى ، إلى مجازر على الهوية على شاكلة "طوفان الأقصى" ، و من أجل أساطير و خرافات يزهقون حياة الآلاف مع أشباههم من فقراء المسلمين و العرب و اليهود و غيرهم و هم يحلمون بعوالم كلها قهر و عنف و مذابح هم أبطالها و سادتها … رغم كل ما يردده هنية و العاروري عن الشهادة و الشهداء و رغم الآلاف من الشبان الذين جعلوا منهم شهداء على مذبح إلههم لكنهم ليسوا على عجلة من أمرهم للزواج بحورياتهم أو الارتقاء إلى جنان الخلد ، و إذا أخذنا ما يقوله شيوخ حماس و أشباهها على محمل الجد فمن يحتاج القانون الدولي أو مجلس الأمن و معه خالق السموات و الأرض ، يدعي شيوخ حماس و أشباهها و كل دعاة العرب و المسلم سوبريماست أنهم يملكون تفويضًا إلهيا بقتلنا و قتل كل من يخالفهم و من لا يوافقهم و أنهم يملكون بيوتنا و بيوت و أموال و أرض و نساء و أطفال كل من لا يشبههم و من يقف في وجوههم ، ألا تستحق كل هذه المزاعم أن يتجلى لنا هذا الرب الذي منحكم كل ذلك ، ألا يتوجب عليكم أن ترونا شيئًا من كراماتكم و كرامات نبيكم الذي استحلتتم باسمه رقاب و أموال "العباد" و إذا صدقنا هلوسات ممد فكل مسلم يقتل اليوم على يد الجيش الاسرائيلي يذهب مباشرةً إلى جنة عرضها السموات و الأرض بينما سيعذب قاتله غير المسلم إلى الأبد في نار وقودها الناس و الحجارة ، أتفضلون الحياة الدنيا و متاعها الزائل على نعيم الآخرة الأبدي … إذا لم يكن هذا إلا لغوًا فارغًا فالمنطقي أن يتصدر قادة حماس و حزب الله و أشباههم قوافل الشهداء لا أن يختبؤوا في قطر أو سراديب الضاحية الجنوبية و غزة تاركين فقراء العرب و المسلمين وقودًا لمعارك ربهم المجنون العبثية ، لو كان تميم و خامنئي و قبلهم بن لادن و الظواهري و مرسي و بديع يؤمنون بالفعل بجنة ربهم التي تنتظرهم حيث لا مرض و لا ألم و حيث تنتصب أعضاءهم التناسلية و تنيك أجمل الجميلات دون الحاجة إلى فياغرا الكفار و حيث يتمتعون بقوة و صحة و عافية حتى من دون طب الكفار الدنيوي و حيث يسكرون دون أية أعراض مزعجة و حيث يتمتعون بكل الملذات دون حدود بما فيها كل ما محرم على أهل الدنيا لما ترددوا ببذل أرواحهم في سبيل رب محمد و هل أحتاج هنا ان أذكركم بقوله تعالى "قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ، و لن يتمنوه ابدا بما قدمت أيديهم و الله عليم بالظالمين ، و لتجدنهم أحرص الناس على حياة و من الذين أشركوا يود احدهم لو يعمر ألف سنة …" ( سورة البقرة ) ، محمد صلى الله عليه و سلم كان قد سخر يومها من اليهود الذين زعموا يومها أنهم وحدهم من سيدخلون الجنة فهل يسخر اليوم اليهود من أتباع محمد … يجب على أنصاف الدواعش أن يتوقفوا عن الزعم بأن الإسلاميين أو حزب الله او أحزاب الله الشيعية و السنية ، المسلمة و المسيحية و اليهودية حتى الهندوسية ، مجرد أحزاب سياسية كالحزب الاشتراكي الديمقراطي ، فهي ليست كغيرها لا تنطق عن الهوى و هي تزعم أن الرب الذي خلقنا قد أمرهم بأن يستعبدونا و يأخذوا أموالنا و بيوتنا و أراضينا و نسائنا و أطفالنا و أن شريعة نبيهم أو إلههم يجب أن تحكمنا و يحكمونا بها و من كان هذا حاله ما هي حاجته إلى عبد ضعيف أو قوانين أرضية دنيوية مهما تكن ، لكننا إذا نظرنا في أحوالكم وجدناكم مثل سائر من تكفرون و تستصغرون بل وجدناكم أدنى منهم ، نراكم تقتلون الكافرين بربكم بما يقتل به الناس بعضهم بعضًا و لم نر منكم سلاحًا أعطاكم ربكم إياه تقتلون به عدوه و عدوكم مما ليس بين أيدي الناس و ما وجدناكم قد قدرتم إلا على الضعيف الأعزل و لا رأينا ربكم حماكم من مكر الكفار به و لا رأيناكم قد جئتوا الكفار بأعجوبة من الأعاجيب مما فعله غيركم فهل انتصر محمد في بدر بالقانون الدولي و هل هزم محمد الأحزاب بقرار من مجلس الأمن … فلا منة لكم عند "ربكم" و لا منة لكم على العباد بل وجدناكم تمنون على الناس أنكم تقاسمونهم بيوتهم و بلادهم و أموالهم و ليس هذا مما يأتيه العقلاء و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنا أخشى حماس كما أخشى نتنياهو و أخشى على الفلسطينيين منها ك
...
-
المعارضات و الجماهير : ماذا عن الاقتصاد
-
هل كانت الحرب الأهلية السورية ضرورة
-
السلطوية الجديدة
-
نقاش لمقال وسام سعادة عن الحرية و الجماهير العربية
-
عالم الحاج صالح الأخلاقي
-
احتمالات النهوض الجماهيري اليوم
-
ملاحظات على مشروع وثيقة توافقات وطنية للمعارضة السورية
-
التحولات الاجتماعية و البنية الطبقية لسوريا الواقعة تحت سيطر
...
-
يا متسولو العالم اتحدوا
-
السوريون و الأمم المتحدة و السوسيال
-
لست شعبًا و لا وطنًا و لا أمةً ، و لا غيري
-
السوريون كضحايا و متسولين
-
عن الديمقراطية كأداة لإقناع المحكومين بالسمع و الطاعة
-
في رثاء محمد أبو الغيط
-
عن الآلهة التي لا تفشل دائمًا عن أن تفشل
-
يسقط يسقط حكم العسكر
-
المعارضة السورية و المساءلة و المسؤولية
-
علاء عبد الفتاح ، لا تمت شهيدًا
-
لا تبكي على اللبن المسكوب
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|