|
حروب ثأر لا حروب تحرير
اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7764 - 2023 / 10 / 14 - 00:49
المحور:
المجتمع المدني
حروب ثأر لا تحرير
الحرب الاجرامية البشعة الدائرة الآن بين حكومة نتنياهو وقيادة حماس : تنزع الى ان تكون ذات صفات هرقلية غير مسبوقة في دمارها ، وفي ما ستخلفه من آثار : اذ اعلنت حكومة نتنياهو بأن ثأرها على ما قامت به حماس من هجوم ( ذي ابعاد هرقلية هو الآخر ) سيكون ( اسقاطاً لكل ما توصلت اليه البشرية من قوانين انسانية في حماية المدنيين في الحروب ، ومراعاة حقوق الانسان ) العودة الى همجية ما قام به الاقوياء والمنتصرون في الحروب قبل آلاف السنين : من تهديم المدن واحراقها ، واجلاء ما تبقى من سكانها الى المنافي البعيدة ...
تتحدث بعض مصادر الفلكلور والحكايات الشعبية عن وجود شخصيات عاشت لمئات السنين ، وتروي عن غرائبية تركيب اجسامها اشياءً مذهلة ، ومن هؤلاء : عوق بن عنق ، الذي كان اذا عطش يشرب الماء من الغيوم ، واذا جاع يتناول الحيتان الضخمة من قاع البحر ويشويها على عين الشمس ، ولم يبال بسفينة نوح في الطوفان الشهير : اذ لم تصل الامواج المتلاطمة للطوفان الى ركبتيه ...
في مشهد يشير الى ما يتمتع به هذا الكائن الخرافي من امكانيات هائلة : يرفع عوق بن عنق صخرة هي اكبر حجماً من المساحة التي يقف عليها الجيش المتأهب لغزو موطنه ، يمكن له اذا اسقطها فوقها ان تقتل الجيش الغازي برمته ...
يريد نتنياهو ان يحمل الصخرة ذاتها ويسقطها على غزة ، ليخسف بها الارض ، فتغور في باطن الارض بما عليها من ملايين بشرية وبما تحمله من عمارات وحجر وشجر ، ولكي يكتمل المشهد النتنياهوي بابعاده الاسطورية : عَبَرَت حاملة الطائرات الامريكية المحيطات والبحار : وهي تقف الآن وقفةَ عوق بن عنق في وسط البحر : تضغط بيد على هامة ايران ، واخرى على هامة سوريا وحزب الله : خوف ان يتحركا ...
حملَ العرب الصخرة ذاتها مراراً وتكراراً : وارادوا ان يلقوها على دولة اسرائيل ويرمون سكانها في البحر ايام جمال عبد الناصر ، فخرجت اليهم اسرائيل باسلحتها الغتاكة وبخططها العسكرية المدهشة : اقوى من كل صخور الخرافة . ولان السادات ( رغم ما كان يمثله من سياسة يمينية على مستوى الصراعات الداخلية والعالمية : الّا ان الرجل رفض منطق الصخرة التي لا تبقي ولا تذر ، واختار ان يحارب من اجل استرجاع التراب المصري معلناً ذلك بكل وضوح ) لكن الذين اعترضوا على منطقه الواقعي لم يذهبوا بالصخرة الى اسرائيل بل خسفوا بها : الاخلاق العربية والشهامة العربية والشجاعة العربية حين صفقوا : لصدام حسين ( ملك الجهات الاربع ، كما كان يردد ابنه : عدي ) وهو يلقي بالصخرة على مدينة الكويت ...
الكويت هي الاخرى لم تسلم من وباء هذه الخرافة العربية - الاسرائيلية : فتصورت انها هي التي استعادت الكويت من الانياب المفترسة للوحش العراقي ، وليست معاهدات الحماية التي عقدتها مع بريطانيا ومع امريكا : فاسكرتها اوهام العملقة : وحملت الصخرة على شكل رشاوى اشترت بها ذمم الحكومات المتعاقبة بعد عام الحرب والاحتلال عام ٢٠٠٣ ، وضمت من غير خجل حضاري ملاعب صبا : محمود البريكان وبدر شاكر السياب ومحمد خضير كاتب التحفة النادرة : المملكة السوداء ...
ليس اليهود في فلسطبن الا بشر لا يختلفون في غريزتي الضحك والبكاء : عما يبكي ويفرح اشقاءهم في الانسانية في غزة . احلام حمل صخرة عوق بن عنق : احلام آيدلوجية ، والاحلام الآيدلوجية تنزع الى تحقيق ذاتها بكل وسيلة حتى بوسائل الهمجية النووية ...
انا انسان والاهي اله رحمة ، لا يحبذ عقاب البشر لبعضهم البعض ، واكثر شيء يكرهه لدى البشر هو الثأر . وحروب العرب واسرائيل منذ قيام اسزائيل هي حروب ثأثر : اي حروب تزوير وليست حروب تحرير من الماء الى الماء كما تصفها البروبغاندا الاسرائيلية ، او حروب تحرير لكامل تراب فلسطين : كما تصفها بروبغاندا حماس و ( المقاومة ) الاسلامية...
يالبشاعة تصور اخذ الثأر بمخططه الوحشي الذي يعيش في تصور الوحشين : حماس ونتنياهو !!!
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا قداسة دينية للقدس
-
امكنة لم تتدثر بعباءة باشلار / الجزء الثاني
-
أمكنة من غير عباءة باشلار ١ من ٢
-
اللهجة التونسية
-
الشابي وابو رقيبة والعفيف الاخضر وفتحي المسكيني
-
عن كريم العراقي والشعر الغنائي
-
تونس العاصمة
-
اقصوصة
-
الجنوب والاساطير ووظيفة الدين السومري ( 9 )
-
اركض بلا تعب في برية افكاري
-
الجنوب واله المدينة والشريعة ( 8 )
-
الجنوب والدولة القومية ( 7 )
-
لقد امر السلطان العثماني : اردوغان بهذا ، فماذا انتم فاعلون
-
الجنوب ( 6 ) / الجنوب ومفهوم الدولة الحديثة
-
الجنوب / 5 ، الجنوب والفعل الحضاري
-
الجنوب ( 4 ) الجنوب والسوق - الى حقي الرفاعي
-
الجنوب / 3 : السوق والهويات
-
الجنوب ( 2 ) الى : حقي الرفاعي
-
الجنوب ( 1 ) الى الصديق حقي الرفاعي
-
هل يوجد مجتمع سياسي حديث في العراق ؟ الجزء الرابع
المزيد.....
-
أول تعليق من المحكمة الجنائية الدولية على استشهاد السنوار
-
الأمم المتحدة: 345 ألفا من سكان غزة سيواجهون جوعا كارثيا هذا
...
-
بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: مقتل السنوار سيعزز روح المقاوم
...
-
سفير ومندوب ايران الدائم لدى الأمم المتحدة يؤكد في رسالة الى
...
-
مندوب ايران الدائم لدى الأمم المتحدة: نحن على استعداد تام لل
...
-
الأول من نوعه.. تقرير حول مكافحة الفساد في المغرب يخلق جدلا
...
-
ممثلية ايران بالامم المتحدة: اوربا تتخذ مسارا خاطئا وخطيرا ح
...
-
صدور مذكرات اعتقال بحق الشيخة حسينة وقادة حزبها وحكومتها الس
...
-
الأمم المتحدة: 345 ألف شخص في غزة مهددون بالجوع هذا الشتاء
-
غوتيريش: خطر المجاعة في غزة “لا يمكن قبوله”
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|