|
قراءة في حديث الرسول - لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً -
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 08:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الموضوع : سأقدم شرحا للحديث أعلاه منقول بأختصار ، من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، من ثم سأستعرض قراءتي الشخصية له . هذا الحديث من الأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول ، ونصه (عَنْ أَبِي بَكْرَةَ َ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَيَّامَ الْجَمَلِ بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ . قَالَ : لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ : لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً ) . رواه البخاري والنسائي بقوله " النهي عن استعمال النساء في الحكم " . وليس في هذا الحديث انتقاص لقدرات المرأة القيادية في الإسلام .. حفاظاً عليها من الهدر والضياع في أمر لا يلائم طبيعة المرأة النفسية والبدنية والشخصية ، ولا يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية الأخرى .. وقد سئلت اللجنة الدائمة السؤال الآتي : "هل يجوز لجماعة من المسلمات اللائي هن أكثر ثقافة من الرجال ، أن يصبحن قادة للرجال ؟ بالإضافة إلى عدم قيام المرأة بإمامة الناس في الصلاة ، ما هي الموانع الأخرى من تولي المرأة للمناصب أو الزعامة ولماذا " فأجابت ( دلت السنة ومقاصد الشريعة والإجماع على أن المرأة لا تتولى منصب الإمارة ولا منصب القضاء ؛ لعموم حديث أبي بكرة أن النبي لما بلغه أن فارساً ولّوا أمرهم امرأة قال : لن يفلح قوم .. ) ، وذلك أن الشأن في النساء نقص عقولهن ، وضعف فكرهن ، وقوة عاطفتهن ، فتطغى على تفكيرهن ؛ ولأن الشأن في الإمارة أن يتفقد متوليها أحوال الرعية .. فيضطر إلى الأسفار في الولايات ، والاختلاط بأفراد الأمة وجماعاتها ، وإلى قيادة الجيشً في الجهاد ، وإلى مواجهة الأعداء في إبرام عقود ومعاهدات .. ويشهد لذلك إجماع الأمة في عصر الخلفاء الراشدين وأئمة القرون الثلاثة المشهود لها بالخير أجماعا.
القراءة الأولية : رجوعا الى الموروث الأسلامي ، فأن الأمر يدلل على غير ذلك / بالنسبة لقيادة المراة ، وسوف أستعرض ثلاث شواهد : 1 . خديجة بنت خويلد - زوج الرسول : التي تتميز بقوة شخصيتها ونفوذها الواسع مجتمعيا وقبليا ، وكان لها الدور الكبير في " قيادة دفة " دعوة محمد . وليس صائبا ما يقال بالحديث أعلاه ! . وقد جاء في موقع / موضوع ، التالي بشأنها ( كانت خديجة تاجرة ، وهي التي كانت السَّند ورافع العزيمة للنَّبيِّ . وهي اول آمنت أول الناس ، بل هي من بشرّته برجائها أنه سيكون نبي هذه الأمة عندما عرض عليها ما جرى له عندما نزل جبريل عليه .. وقد عاد النبي من هذا اللقاء خائفا يرتجف ، وعاد كذلك وهو أكمل البشر وأصلبهم عودا وأرجحهم عقلا وأثبتهم قلبا .. ) . كل ذلك كان بفضل خديجة .
2 . عائشة بنت أبي بكر - زوج الرسول : وهي التي كانت أحد قادة حرب الجمل ، والتي جيشت القبائل ضد الأمام علي ، وقد جاء في موقع / ويكي شيعة ، بشأن معركة الجمل التالي ( وقد حدثت في شهر جمادى الأولى أو جمادى الآخرة من سنة 36 للهجرة . وسميت بحرب الجمل نسبةً إلى الجمل الذي كانت عائشة تمتطيه أثناء خروجها إلى البصرة ، والمسمى بعسكر .. / والرواية مدرجة بكل المصادر الأسلامية / يمكن الرجوع أليها - بروايتين شيعية وسنية ) . ولعائشة أيضا دورا كبيرا في الحديث ، وجاء في موقع / حديث شريف ، التالي { حيث أنها روت ألفين ومئتين وعشرة أحاديث عن النبيّ - -، اتّفق البخاري ومسلم على مئة وأربعةٍ وسبعين منها ، وانفرد البخاري برواية أربعةٍ وخمسين ، وانفرد مسلم برواية تسعةٍ وستين ، كما ذكر الإمام الذهبي في السِّير قائلاً : ( مسند عائشة ألفين ومئتين وعشرة أحاديث ، اتفق لها البخاري ومسلم على مئةٍ وأربعةٍ وسبعين حديثاً ، وانفرد البخاري بأربعةٍ وخمسين ، وانفرد مسلم بتسعةٍ وستين ) } . فكيف لهكذا أمرأة أن تكون غير قادرة على " الاختلاط بأفراد الأمة وجماعاتها ، أو على قيادة الجيشً في الجهاد ، أو إلى مواجهة الأعداء " .
3 . هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، أم معاوية بن أبي سفيان : قبل أسلامها كان لها دورا كبيرا في المعارك مع المسلمين ، ولها رواية ذائعة الصيت ، في قتل حمزة عم الرسول ، فمن موقع / الألوكة ، أنقل التالي ( هند هي قاتلة حمزة قبل إسلامها ، وكان في غزوة أُحُد بواسطة العبد حبشي ، وقد قُتِل لها يوم بدر أبوها عتبة وعمُّها شيبة ، قتلهما علي وحمزة ، وقُتِل أخوها أيضًا .. ومن الرواة من يرى قصة أنها لاكَتْ كبد " حمزة " فلم تستسغه - فيها نظر ، والأحاديث فيها ما بين مرسل وإسناده ضعيف ولم يصحَّ منها شيء .. ) . ومن شراستها ودورها في التحريض والتشجيع على القتال في معركة أحد ، أنقل التالي من موقع / قصة الأسلام ( لما التقى الناس في غزوة أُحد ودنا بعضهم من بعض ، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها ، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ، ويحرضن على القتال ، فقالت هند فيما تقول : إن تقبلوا نعـانق *** ونفرش النمـارق .. أو تدبـروا نفارق *** فراق غير وامـق وفي يوم أُحد جعلت هند بنت عتبة النساء معها يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان .. ) . فهل لهكذا أمرأة نقص في الشجاعة ، وهي لاكت كبد حمزة ، وجدعت أنوف المسلمين وبقرت بطونهم وقطعت أذانهم .
القراءة الشخصية : أولا - هذا المقال هو ليس الغرض منه ، بيان عدم توفيق وسلبية الحديث بخصوص قدرة المرأة القيادية ! ، ولكنه أيضا وجب على الباحث ، عرض مواقف بعض النساء ، التي تظهر لهن أمكانيات يعجز عنها الرجال .
ثانيا - نساء العرب قبل الأسلام وبعده ، كانوا نساءا ذو مواقف يشهد لها التاريخ ، فهذا موقف / خطبة ، زينب بنت علي بن أبي طالب / مثلا ، في مجلس يزيد بعد مقتل الحسين ، أنقل ملخصا منه من موقع / النبأ ( أظننت ـ يا يزيد ـ حين أخذت علينا أقطار الأرض ، وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار ، نساق إليك سوقاً في قطار، وأنت علينا ذواقتدار، أن بنا من الله هواناً، وعليك منه كرامةً وامتنانا ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً ..) خطبة تدلل على الأباء والعنفوان والشموخ والشجاعة لأمرأة ثكلى في حضرة قاتل حفيد محمد .
ثالثا - هذا الحديث شأنه شأن ، أحاديث أخرى لمحمد تنتقص من المرأة ، منها ( ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال : خرج الرسول في أضحى أو فطر إلى المصلى ، فمرَّ على النساء فقال " يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار . فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير .ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال:أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل). أن محمدا يطلق عنان فكره في جوانب ، تمس كيان المرأة ، تجعل الفقهاء مهما رقعوا من أحاديثه ، تبقى أحاديثا أشكالية .
خاتمة : لا بد لنا من القول ، أن محمدا ينطلق في أفكار وبنية أحاديثه ، من بيئة قبلية جاهلية ذكورية . ولكن ذات هذه البيئة أنجبت الكثير من النساء الخالدات ، مواقفا وصلابة وشموخا وشجاعة وأدبا وشعرا - يعجز عنها الرجال .. من جانب اخر ، لم يكن لمحمد أي أفق تأريخي لهذا الواقع المجتمعي ، الأمر الذي حسبت الكثير من أحاديثه ، خارج نطاق الظروف الزمكانية .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أضاءة في العقل البشري
-
أضاءة .. للآية 18 من سورة الحج
-
أضاءة .. للتاريخ المفترى عليه
-
أضاءة ل - حديث النبي موسى وملك الموت -
-
قراءة للآية 3 من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
...
-
وكالة CNN الأخبارية و التسويق للأسلام
-
أضاءة .. لقول السيد المسيح - أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ
...
-
بين دعوة محمد و رسالة المسيح
-
المخفي والمعلن عن زواج المتعة .. قراءة حداثوية
-
الدين والعلم بين الثابت والمتغير
-
قراءة .. للآية 72 من سورة المائدة
-
قراءة لآية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأ
...
-
قراءة للآية 15 من سورة محمد ( أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ .. ولَّب
...
-
الفتاوى .. الحكم على البشر بأسم رب البشر
-
بين القنبلة النووية و القنبلة الأسلامية .. أضاءة
-
أضاءة في بنية النص القرآني
-
قراءة لحديث ( والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابن
...
-
الخلاف والأختلاف في الصلاة والسلام على - محمد -
-
لقاء سري جدا مع السيد X
-
أضاءة .. الأسلاميون في الغرب
المزيد.....
-
بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر
...
-
استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب
...
-
المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية صاروخية كبيرة
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر
...
-
خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي
...
-
غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي
-
غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: بناء على توجيهات قيادة المقا
...
-
بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: المرحلة الجديدة والتصاع
...
-
بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: خسائر العدو الإسرائيلي
...
-
بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم إسقاط مسيرتين من نوع
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|