أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبداللطيف هسوف - الأحزاب المغربية لا ترشح للانتخابات سوى مرتزقين وانتهازيين جدد














المزيد.....

الأحزاب المغربية لا ترشح للانتخابات سوى مرتزقين وانتهازيين جدد


عبداللطيف هسوف

الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 07:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كان خطاب جلالة الملك محمد السادس في افتتاح البرلمان يوم الجمعة 13/10/2006 مليئا ‏بالدلالات التي أشارت إلى وضعية الممارسة الحزبية المتخلفة التي أصبح المغرب يعيشها. ولا ‏يسعنا هنا إلا أن نأسف لمنحى الارتزاق والانتهازية الذي أصبح الخط الغالب على التصرفات ‏الغبية للأحزاب المغربية. وإن كان البعض يعيب على مكونات المجتمع المدني توجيه سهام ‏الانتقاد لكل الأحزاب المغربية دون استثناء، تبقى مع ذلك مطالبة الأحزاب بتخليق ممارساتها ‏الداخلية والتحلي بشيء من المسؤولية أثناء الحملات الانتخابية والوفاء ولو بعشر وعودها، يبقى ‏كل هذا مطلبا يطمح له كل مغربي شريف يحب وطنه، كل مغربي أعيته تلك الخطابات المبتذلة، ‏كل مغربي سئم من رؤية صور المتنطعين على صفحات الجرائد الحزبية. ‏
‏ وحين يقول ملك المغرب في الخطاب المشار إليه أعلاه (فإننا ندعو الهيئات السياسية، وهي ‏تخوض غمار الانتخابات التشريعية القادمة، باحترام الناخب ومخاطبته بلغة الوضوح والحقيقة، ‏وأن تختار من هم أجدر بتحمل أمانة الانتداب النيابي باعتبار البرلمان القلب النابض للديمقراطية ‏وأرفع تعبير عن الإرادة الشعبية. كما سيكون عليها أن تتصدى في برامجها للقضايا الكبرى للبلاد ‏وأن تقترح لها أفكارا جديدة وآليات قابلة للتنفيذ. فالانتخابات فرصة للتباري بين البرامج ‏والمشاريع أكثر منها تنافسا على المقاعد والمواقع. وهو ما يتطلب قيام تحالفات كفيلة بإفراز ‏أغلبية منسجمة ومعارضة بناءة ضمن مشهد سياسي معقلن وسليم... وإننا لندعو مختلف الفاعلين ‏المعنيين بالعملية الانتخابية إلى المساهمة بفعالية في جهود تخليقها والسمو بها عن المزايدات ‏العقيمة وعن الاستعمال اللامشروع للمال والنفوذ، مع الترفع عن الحسابات الشخصية والحزبية ‏وجعل مصلحة الوطن والمواطنين هي العليا...)، حين يقول الملك هذا الكلام لنواب الأمة، إنه ‏يعي تماما أن من بين المستمعين له والحاضرين تحت قبة البرلمان ممثلون للأمة متخلفون عقليا لا ‏يفهمون في السياسة ولا الاقتصاد ولا الثقافة... من بينهم كذلك أولئك الذين سطوا على مقاعدهم ‏باللجوء إلى مناورات دنيئة استعملوا خلالها المال الحرام، من بينهم أيضا كذابون أفاقون ‏منافقون... إلخ. ‏
إن الاستحقاقات الانتخابية هي محطة يظهر خلالها مدى درجة ترسيخ قيم الديمقراطية والشفافية ‏والنزاهة في أي دولة. لكن انتخابات الثامن من شهر سبتمبر الماضي لم تكن سوى كارثة أوجعت ‏كل المغاربة الذين راهنوا على ما سمي ب (العهد الجديد). لم تكن هذه الانتخابات سوى مسرحية ‏هزلية رديئة أعطتنا صورة واضحة عن تنظيماتنا الحزبية العاجزة على مسايرة التطور، العاجزة ‏على احترام القانون داخل أجهزتها، فكيف حين تمسك بزمام الحكومة، العاجزة عن كل شيء ‏سوى الدفع بالمنتسبين إليها لاحتلال الكراسي الوتيرة، أما الجماهير فلن تجني سوى ما جنته مع ‏‏(حكومة التناوم) التي ألقت بالبلاد في بحر من الأزمات.‏
ليعلم جميع المغاربة أن من بين وزرائهم في الحكومة، وممثليهم في البرلمان، ومنتخبيهم في ‏الأحزاب، وفي النقابات، من بين كل هؤلاء من لا تهمهم مصلحة المغرب بقدر ما تهمهم ‏مصالحهم ومصالح أبنائهم وحتى حفدتهم. إنهم بكل بساطة يضحكون على ذقونكم صبحة وعشيا. ‏إنهم يتلاكزون بالمرافق حين تجمعهم سهراتهم المتكررة، ويمعنون في التسلي بعذابات المغاربة ‏وجريهم المتواصل وراء لقمة عيش كريمة. إنهم يجلسون للسهر ساعات طويلة، ثم ينتبهون ‏للملفات المكدسة من حولهم، فيرق حالهم لحالهم لأنهم ألفوا تأجيل عمل اليوم إلى الغد، وعمل الغد ‏إلى ما بعد الغد، فلا تنفعهم أقلام الحبر المذهبة التي يستوردونها من الخارج (على حساب الدولة ‏طبعا) سوى بإعادة كتابة مسرحية هزلية جديدة يتمنون أن يكونوا أبطالها خلال انتخابات 2007 ‏المرتقبة. ‏
فعلا، إن مبادرة الحكومة المفاجئة من خلال الطعن في مجموعة من المستشارين البرلمانيين ‏مبادرة رائدة تستحق التقدير. لكن المشكلة هي أنها اقتصرت على بعض المضحى بهم في حين ‏يعلم الجميع أن عملية تجديد ثلث مجلس المستشارين كان الغالب عليها هو استعمال المال الحرام، ‏ولم يسلم منها حتى مرشحو الأحزاب التقدمية التي تتقمص رداء الديمقراطية وتغزل كلامها حول ‏شرعيتها التاريخية وخياراتها الوطنية. ‏
إن مشكلة الأحزاب المغربية هو شيخوختها وترديدها لشعارات عفا عليها الزمان. إن مشكلة ‏الأحزاب المغربية هي الركون إلى أيديولوجيات لم يعد يؤمن بها حتى الذين روجوا لها في السابق ‏عبر العالم. إن مشكلة الأحزاب المغربية هي اللاعقلانية التي تنتهجها في التعاطي مع مشاكل ‏البلاد العويصة. إن مشكلة الأحزاب المغربية هي أنها تلهث وراء المقاعد والمواقع بدل تحضير ‏البرامج والمشاريع التي تصلح لما بعد سنة 2007 م. إن مشكلة الأحزاب المغربية هو تفكيرها ‏القبلي إن لم نقل الأسري الضيق، ما يجعل مصلحة الوطن خارج اهتماماتها. إن مشكلة الأحزاب ‏المغربية هو تضحيتها بمن يفترض فيهم أن يكونوا جديرين بتحمل أمانة تمثيل الشعب مقابل ‏تقريب أصحاب رؤوس الأموال الحرام، لدرجة أن انتخابات سبتمبر الماضي يمكن أن نعتبرها ‏أداة قانونية لتبييض أموال اكتسبها أصحابها بطرق غير شرعية. ‏
وختاما، يمكننا أن نقول: إن النخب المؤهلة ذات الكفاءات العالية والقادرة على تحمل أعباء تسيير ‏الشأن العام لا تجد لقدمها موطأ داخل الأحزاب المغربية، وحتى إن وجدته، فإنها تهمش بدعوى ‏أنها لم تعتقل في السابق، أو أنها حديثة عهد بالسياسة، أو أنها ليست من أصحاب الجاه والمال، أو ‏أنها لا تنتمي لعائلة أو قبيلة أو شلة زعيم الحزب... إلخ. إن أحزاب المغرب مريضة عليها أن ‏تتدارك حالها وتغير شعاراتها الديماغوجية السياسوية، لأنها إن استمرت على نفس النهج فلن تقدم ‏للمغرب سوى مزيدا من المرتزقين والانتهازيين الجدد لن يخدموا المغاربة، بل سيستخدمونهم. ‏



#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمريكيون يحاسبون رئيسهم بوش عن سياساته الرعناء - إقالة وزي ...
- اتحاد المغرب (العربي) الكبير:‏‎ ‎ضخامة تكلفة انقسام ‏
- المغرب (العربي) الكبير مؤجل إلى حين: السعي وراء زعامات فارغة ...
- المغرب خلال عشر سنوات الأخيرة: تعددية حزبية مفبركة وحكومة تن ...
- حزب الاتحاد الاشتراكي المغربي: انفتاح على فعاليات وطنية بديل ...
- المغرب: انعدام الأمن وإرهاب المواطنين في وضح النهار، من المس ...
- في الكتابة وعشق الكلام المرصع
- الثماني المباركون في القاهرة يتآمرون على الرباعي المنبوذ بحض ...
- عروبة مفقودة
- الدين الرسمي وأحزاب اليسار في مواجهة الأحزاب الإسلاموية: ردو ...
- شافيز ذاك الرئيس المدهش: وصف بوش بالشيطان ودعا الأمريكيين لق ...
- توالد الذرائع بعد ذريعة 11 سبتمبر‏
- لم تكن محقا يا بابا الفاتيكان.
- المحافظون الجدد بأمريكا، الصهاينة والحكام العرب: تحالف ضد من ...
- ما بعد 11 سبتمبر، الفوضى الخلاقة أم الضغط يولد الانفجار؟
- 11سبتمبر في الاذهان وإن تبدل المكان
- سبتمبر الأسود
- غرباء يحبون وطنهم
- في كل جيل أباطيل
- نعرفهم جميعا...


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبداللطيف هسوف - الأحزاب المغربية لا ترشح للانتخابات سوى مرتزقين وانتهازيين جدد