سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7756 - 2023 / 10 / 6 - 18:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ إستيلاء التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية على زمام الامور وتأسيس النظام الکهنوتي الحاکم في إيران، فإن هذا النظام يسعى بکل مافي وسعه من أجل ضمان ديمومته وبقاءه خصوصا وإنه يعلم جيدا بأنه لايمکن أبدا أن يحظى بقبول الشعب الايراني وبشکل خاص شريحتي النساء والشباب، ومن هنا فإن النظام سعى وعبر طرق وأساليب شيطانية مختلفة من أجل العمل على تخطي هاتين العقبتين أي رفض النساء والشباب للنظام بسبب من أفکاره ومعتقداته القرووسطائية، وهذا مايمکن ملاحظته بکل وضوح خلال ال44 عاما المنصرمة من تسلط هذا النظام على الحکم في إيران.
نظام الملالي الذي وضع على رأس أوليوياته معاداة شريحتي النساء والشباب، فإن ذلك لم يکن أمرا طارئا أو مجرد صدفة، بل إن النظام کان يعلم وبحق إن أکثر شريحتين مضادتين له هما النساء والشباب، والملفت للنظر إن الشريحتين آنفتي الذکر قد إتفقتا بأن النظام القائم هو أکبر عدو للشعب الايراني، وإن الانتفاضات الشعبية بوجه النظام وبشکل خاص إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي کانت بحد ذاتها تجسيدا عمليا واضحا للرغبة العميقة جدا للشعب الايراني بإسقاط النظام ورميه في نفس المزبلة التي تم رمي نظام الشاه فيها، لکن نظام الملالي وبعد أن لمس حقيقة السعي العملي والجدي للشعب الايراني بإسقاطه وجعله ييلحق بسلفه نظام الشاه، فإنه ومن أجل أن يحرف الحقائق ويتصيد في المياه العکرة، فإنه وفي ذروة هذه الانتفاضة حاول بکل مافي وسعه من أجل تحويلها الى مسألة الحجاب وعدم الحجاب، لكن المقاومة الإيرانية كشفت أن رغبة الشعب هي إسقاط النظام، وهو ما سيحل كل المشاكل.
الجدار الناري الذي واجهه نظام الملالي عموما وخامنئي خصوصا خلال إنتفاضة 2022، جعلت فرائص هذا النظام رتعش رعبا من ذلك ، کما إن النظام ومن أجل الانتقام من النساء والفتيات اللاتي لعبن دورًا قياديًا في الانتفاضة، يقوم خامنئي ووزارة الاستخبارات وحرس الملالي، بتسميمهن عمدًا، وجر الموضوع إلى قضية ثانوية، کما إن النظام وفي ذکرى الانتفاضة قد كثف النظام القمع. ومن بينهم عدد كبير من السجينات السياسيات اللاتي تم إطلاق سراحهن وإعادة اعتقالهن من عوائل مجاهدي خلق.
کل هذه المحاولات وغيرها، قد کانت تهدف أساسا من أجل التغطية على أصل وأساس الهدف البين الذي إندلعت من أجله إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وحرف الاذهان بشأن هذه الحقيقة الساطعة وحتى إن خامنئي عندما قدم مشروع قانون"عفاف وحجاب" إلى مجلس شورى، فإنه لم يخرج أبدا عن ذلك الاطار وفي کل الاحوال فإنه سعي مشبوه لايمکن أبدا أن ينجح لأن الرفض الشعبي للنظام أکبر وأقوى من ذلك بکثير!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟