|
الفنان الفلسطيني المبدع سليم ضو، سيرة غنيّة
نبيه القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 7756 - 2023 / 10 / 6 - 16:50
المحور:
الادب والفن
الفنّان الفلسطيني المُبدع سليم ضو، سيرة غنيّة د. نبيه القاسم
قبل أسابيع قليلة احتفلنا في نادي حيفا الثقافي بالفنانة سلوى نقارة، وكان مُخَطّطا قبل ذلك أن يُحتَفَلَ في نادي حيفا الثقافي بالفنانة سامية قزموز، وها نحن الآن نحتفل بالفنان المُبدع سليم ضو. وإذا كانت سيرة كل فنّان مُتشعبة ومُتفرِّدة فيها الدموع والبَسمات والضحكات، وفيها الانتكاسات والنّجاحات، فإن سيرة سليم ضو إضافة إلى كلّ ما ذكرتُ فيها التّفرّدُ في الشخصيّة التي تتشابك وتتلاحمُ فيها كلُّ العناصر المُكوّنةِ لهذه الشخصية التي اسمُها سليم ضو إذا كانت هذه العناصرُ تتوزّع ما بين التَّكْوين الجَسدي المُتنامي بشكل غير مُرْضي لسليم أو العنصر الأُسَري الذي يجد فيه سليم نفسَه مُختلفا عن الغير ومَركزَ انتقادهم، خاصّة بما يتعلّق بالدراسة التي كرهها سليم حتى أنّه آثر العملَ في الأعمال الشّاقة على الالتزام بالدّراسة ، وكان يتفنن في اختلاق الأعذار لنفسه مثل إصراره على الدراسة في كفر ياسيف ورفضه التأقلم في الدراسة في الكلية الأورثوذكسية أو مدرسة الرامة الثانوية. حتى وهو في فرنسا كان يُقرّر فجأة التوقّف عن الدراسة والعودة إلى البلاد لولا تأثيرُ أستاذِه عليه وإقناعُه بالبقاء ومُتابعةِ الدراسة. لكن سليم مَلكَ خاصتين مهمّتين يعتز بهما وكانتا سببَ نجاحه الأكبر وهما • خفّةُ دمّه ونَغاشتُه وتَقبّلُ الجميع له • حظوتُه لدى الجنس اللطيف، وهذا كنزُه الكبير كما يقول. وميّزةٌ مهمة في تكوين سليم ضو أنه ولد في قرية البعنة التي تميزت بوعي أهلها السياسي والاجتماعي والمَعرفي وكما يصفها سليم " هي مسقطُ رأسي، وكلُّ ما عملتُه وسأعملُه قد أخذتُه من البعنة. عندي بئرٌ عميقة هي البعنة، ومنها أنتشلُ كلَّ المواد والإلهام. ولدتُ في عائلة فلاحين كانت تُربّي مختلفَ أنواع المواشي، وما زالت في ذاكرتي كلُّ الحيوانات والطيور، عدا الجمال التي تنازل عنها والدي في مرحلة مبكّرة، وفي ذاكرتي صورٌ لي وأنا راكب حمير وخيل". و كبُر سليم في بيت سياسي، جريدة الاتحاد تدخله بشكل دائم، وأسرة مُثقفة وعلى علاقات قويّة مع أسر وشخصيّات لها دورها في توعية الجماهير مثل المناضل المرحوم حبيب زريق الذي يذكره سليم كثيرا. سليم الولد الغَلباوي الرّافض لكل ما لا يُعجبُه مَلَك موهبة التّقليد للغير، فكان في المدرسة يُقلِّد مُعلماته في حركاتهن المختلفة، وفي مجالس البلدة التي كان والدُه يصطحبه إليها يقوم بالتقليد والتمثيل والحركات مما يُثير إعجابَ وتقبّلَ الموجودين. وفي الدّواوين كما يقول سليم: " كنتُ أقلّد رجلاً مُقعداً مشلولاً من بلدتنا يدعى سليم العطيلة، وأبو سليمان سعود ناطور البلد، وهو رجل أعمى وصوته جهور ويُدعى أبو سليمان، وكان يطوف شوارع البلدة برفقة ابنتيه، فلما كان يقول: “يا سامعين الصوت صلوا عالنبي” يرتعدون خوفاً من أخبار سيئة، ويقولون “يكفينا الشر”. وأحياناً عندما يفقدُ أحدُهم ممتلكات ثمينة كانوا يستعينون به، فيقول الناطور: “يا سامعين الصوت صلوا عالنبي، فلانة فقدت سوارة، أو قطعة ذهب، فمن لا يُعيدها يقطع مالُه وعياله”. وفي اليوم التالي يُسارع مَن يجدها لإعادتها. ويبدو أنّ والدي الذي كان يغني في الأعراس قد ترك أثراً على روحي. وكان سليم وهو صغير يلح على أمّه أن تُحيكُ له بدلة للتمثيل.
تعلّم سليم للتمثيل حبُّ سليم للتمثيل جعله يُغامر بالسفر إلى تل-أبيب مع بعض أصدقائه للدراسة في المعاهد المسرحية. وقد وجد الصعوبات في العثور على غرفة لكونه عربيا مرفوضا. ويتحدّث سليم عن ذلك بقوله: "اضطررت أن أسمي نفسي سامي دادون منتحلاً شخصية يهودي، لأن اليهود في تل أبيب كانوا يرفضون تأجير شقق لعرب. بعدما انتهيت من تعلم المسرح بدأت أنتج أعمالاً مسرحية بدءاً من 1975، وعملت بالتزامن في مطاعم لتأمين احتياجاتي. وفي 1977 تلقيتُ منحة من حكومة فرنسا بواسطة السفارة الفرنسية في يافا وسافرت إلى باريس لدراسة المسرح في معهد مرموق جاك لوكوك للتمثيل التراجيدي والتّهريج الفني والتمثيل الإيمائي. ويقول سليم ضو، الفلسطيني القادم من القرية لا يعرف كلمة فرنسية واحدة، "لكنني مُحب للغات، ونجحتُ في امتلاك الفرنسية في جامعة تالانس، قريبا من بوردو، وخلال ثلاثة شهور صرت أتحدث الفرنسية، وخلال التعّلم كنت أشتُم بالعربية في اللحظات العَصبيّة فكان الطلاب الفرنسيون يتجنبونني ويصفونني بـ”المجنون والعنيف”. وجاء لوكوك، الفنان الفرنسي الكبير، ودعاني لمكتبه، وتحدّث معي وقال لي في نهاية اللقاء “أنا انتظرك” تغير كلُّ شيء في شخصيتي فقد كدتُ أطير فرحاً، وأنا أسمع هذا العملاق يقول لي “أنا انتظرك”. وصار الطلاب في المعهد يتقرّبون مني ويطلبون مساعدتي. في باريس عملت في خمسة مسارح، ومكثتُ في عاصمة الأضواء ثماني سنوات، وهذه فرصة كبيرة انفتحت فيها على عوالم، وقد عملتُ مدة طويلة حكواتياً بالفرنسية وأغني وأهللّ بالعربية، وكان الجمهور الفرنسي يخرج سعيداً من العروض. تعلمت التهريج الراقي ليس الرخيص، على غرار إخوان ماركس وتشارلي تشابلن وغيرهم."
شعور سليم بالغربة يقول سليم ضو: "في إسرائيل صحيح أشعر بالغربة، لكن في بلادي لا، فأنا أعيش في فلسطين وفوق ترابي ومنه جئت وإليه أعود، وأشعر بالغربة من الجانب الفلسطيني للأسف، لأن هناك تساؤلات حول فلسطينيتي، وهذا يوجعُ قلبي. اكتويت من الجانب الفلسطيني عدة مرات، وكذلك في العالم العربي الوضع أصعب، وهناك يفاجئني ذلك، لكنني لست متفاجئا من شعوري هذا في إسرائيل التي احتججت على غطرستها واستعلائيتها. منذ عقود وأنا أقول لليهود إنني فلسطيني. في فيلم “أوسلو” غيبوني وذكروا أسماء يهود وتجاهلوني، رغم أنني لعبت دوراً مركزياً فيه، وعندما ذاع صيت مسلسل “التاج” بدأ الإعلام العبري بوقاحته يطبل ويزمر عن “نجاح إسرائيلي” فقلت لهم بوضوح: على رسلكم أنا لست إسرائيلياً، فأنا كنت وسأبقى فلسطينياً.
الخَيارُ الصّعب لم يكن سليم الصبي الذي ركضتْ به أمه خوف تعرّضهما للموت في طرقات قريته البِعنْه في الجليل الغربي، يعلم أنّه وبعد مضي كل هذا العمر سيصير فنانًا، يجسد يومًا من خلال قصته الذاتية قصة كل فلسطيني في الداخل، فُرِض عليه أن يختار بين أمرين لا ثالث لهما: * إمّا أنْ يحملَ حقائبَه ويصيرَ مشردًا *أو يبقى شريطة أن يحملَ "هوية إسرائيلية"، يعيش في ظلها كمواطن فلسطيني وإسرائيلي في آن. سليم ضو الذي صادرت السلطات الإسرائيلية أراضي والده الزراعية وبيته عام 1963، بقي وعائلته مع مَنْ بقوا، واحتمل قسوة الحياة بأن يعمل مع إخوته في مجال البناء ليؤمنوا مصدر رزق بعد أن توقفوا عن زراعة أراضيهم المُصادرة.
عبء الهوية وتُهمة الخيانة
وكما حمل سليم ضو صغيرًا أحجار المستوطنة المُقامة على أرضه عُنوة، حمل الهوية الإسرائيلية التي كانت تُسبّب له معاناة الوَصم الدائم بالعَمالة والخيانة والشكوك ذاتها. فهو كغيره من فلسطينيي 48، يعاني من الوضع المُلتبس الذي تسببه الهوية الإسرائيلية. بالنسبة لفنان الداخل يُشكل الأمر أزمة مُعقّدة كونَ معظم فناني فلسطين مِمَّن بقوا شاركوا بأعمال فنية مع ممثلين ومخرجين إسرائيليين، بل كان عبورُهم الحقيقي إلى العالمية حدَث عبر أفلام إسرائيلية.
يستغرب سليم شُبهةَ الاتهام بالتطبيع "نحن ولدنا هنا، وشكرًا لأهلنا الذين بقوا هنا، كي يحافظوا على وطننا. ولا أفهم كيف يمكن لأي شخص عربي أن يرانا مُطبّعين. أنا ولدتُ داخل هذا الكيان بعد أن تأسس، وهو محاط بكل الدول العربية ولم يستطع أحد مقاومتَه فكيف لي أن أقاوم أنّني ولدتُ بعد الاحتلال بهذه الدولة؟ أنا موجود هنا وأعمل بالتليفزيون والسينما والمسرح باللغتين العربية والعبرية، غير أعمالي في الخارج بالفرنسية والإنجليزية إلى آخره. لكن لا يمكن أن أتنازل عن حقوقي في وطني وفي بلدي". ويتابع قائلًا "كي أكون واضحًا أنا لن أرحل في حياتي من هنا. معي جنسيّةٌ فرنسية ومعي هوية إسرائيلية. أنني مستعد أن أحرق الباسبور الفرنسي، أرميه، لأن ليس لي علاقة به. بينما لا يُعقل أن أتنازل عن الهوية الإسرائيلية وأحتفظ بجنسية أخرى، وكل ثلاثة أشهر تلزمني فيزا لأستطيع أن أزور وطني وأرضي. أحتفظ بهذه الجنسية لأن هذه بلادي وهذه أرضي.
حكواتي بارع سليم ضو يأسر من يستمع إلى حكاياته. يروي الطرائف أو الذكريات بأسلوب يجعل المستمع يُحلّق في عوالم متداخلة متخيّلة، فسليم ضو لا يُمثّل، سليم ضو يصبح واحداً مع شخصياته: شخصيات تنبض بقلبه وتتنفّس برئتيه وتحيا بروحه. سليم ضو كما وصفه صديق له "ينتقل بطبيعيّة مدهشة من شخصية أبو نضال الإرهابي في فيلم "المخترق" إلى شخصية العاشق المتيّم في فيلم "غزّة مونامور" قبل أن يتقمّص شخصية محمد الفايد في المسلسل البريطاني "التاج" (The Crown) دور يعتبره سليم ضو واحد من أهم أدوار حياته.
تجربة المسرح والسينما وعن تأثير تجربته في المسرح على أداء الدور، قال ضو: "طبيعي أن تؤثر تجربتي في المسرح والسينما على أداء الدور، منذ 50 سنة وأنا أعمل في مجال السينما، تعلمت أن أؤدي الدور من جسدي وليس من رأسي، الأداء الذي ينبع من العقل يأتي باردا، أما الأداء من الجسد فيأتي عميقا وتظهر فيه إنسانيتُك سواء على الشاشة أو المسرح، خِبْرتي في المسرح معي أينما أذهب لذلك حرصتُ على توصيل كل ألوان وأحاسيس الشخصية". في مشواره، اختار فقط الأعمال التي رأى أنّها مناسبة له وهو حتى اليوم راضٍ عمّا قدَّمَه. ويضيف "في الطريق وصلت لكل ما حلمتُ به من سينما ومسرح وتليفزيون، وأيضًا على مستوى عالمي. مرات أسأل نفسي هل أنا نفس الولد الذي كان يركض خلف المعزة والبقر والخيل والحمير والطيور في البعنه، أنا اليوم اشتغلت في باريس وشاركت في أعمال عالمية لفوكس 21، واليوم أنا بطل في إنتاج عالمي لـ HBO. "
لماذا قرّر سليم ضو أن يحكي قصته الشخصية الآن بالذات؟ “فكرة المسرحية هي “أنني مسافر”، كأي إنسان فلسطيني في هذه البلاد، حقيبتي جاهزة للسفر، أنا تعبان من هذه الدولة، لذلك قررت أن أتكلم عن هذا الموضوع، وقررت أن أحكي ما يدور في رأسي: إنني مسافر.
مسرحية ساغ سليم هذه ليست مسرحية، بل حكاية شخصية رويتها بمرافقة الموسيقار عازف العود حبيب شحادة حنا، وفيها أخرج عن النص كثيراً خاصة عندما كنت أنسى بعض مقاطعها، وقد توقفت عن أدائها، لكنني سأعود لها بعد الانتهاء من تمثيل “التاج”.
ينسى النص فيبتكر بديلا عنه قدمتُ نحو 90 عرضاً، وعدا عرضين فقط كنت أنسى النص، فأخرج عنه وأبتكر من عندي، وهذه المقاطع دائماً كانت أجمل اللحظات والجمهور يصفق بحرارة عندما كنت أتوه لكنني أتجلى.
وفاة أخيه ومرضه، والدكتور شيبان والخضر يروي سليم ضو قائلا: توفي أخ لي وهو في الخامسة من عمره، ومرضت وخافت أمي علي وعندما مرضتُ وأنا رضيع أخذتني أمي عند الدكتور الموهوب أديب خازن من البعنة في عيادته في عكا، وهناك يبدو أنه أخطأ في نوع الدواء، وركضت من البيت في البعنة حتى شارع عكا صفد، علماً أنه لا يوجد سيارات وقتها عام 1950. وفي الدرب الترابية توقفت والدتي عند “مقام الخضر”، توسلت له أن يبقي لها رضيعها بعدما قبل ذلك شقيقي. لاحقاً حدثتني أنها وعدتْه بأن تبقى تزوره وهي فارعة وحافية. عندما وصلت للطبيب عطا الله شيبان في بلدة الرامة القريبة سارع لمعالجتي وحقنني بمضاد حيوي، فتقيأتُ وسرعان ما استعدت عافيتي وأرضعتني والدتي. وفي مسرحية “ساغ سليم” يقول سليم ضو: " أستعيد ليس فقط مسيرتي الشخصية، بل مسيرة أهلنا في الجليل، ومنها ملاحقة المخابرات الإسرائيلية لي. وأنا أحنّ للبعنة التاريخية، واليوم للأسف تغيرّت كثيراً سلباً، أبكي بكاء مرّاً عندما أفكر أين كنا وأين وصلنا في ظل انتشار الجريمة وعصابات الجريمة فيها. في البداية ترددّت لأني خشيت أن لا يكون لطيفاً أن أروي قصة حياتي، ولكن لاحقاً حسمت أمري واكتشفت أنني لا أتحدث عن نفسي فقط، بل عن أهلي وشعبي وعن فلسطين قبل احتلالها، وأن هذه عملية توثيق حقيقية. ويكشف سليم أن زوجته هي التي اختارت اسم "ساغ سليم" للمسرحية "كنتُ وزوجتي سهاد في سفر في الجليل، وعندما توقّفت المركبة مقابل الإشارة الحمراء قلتُ لها: إذا لم ألق اسماً جميلاً لهذه المسرحية لن أقدمها. التفتت عليّ وقالت مبتسمة: لماذا لا تُسميها “ساغ سليم”. طبعا هي استوحت التسمية من النص نفسه ففيه أنا أقول في المسرحية: أخذوني عند الدكتور شيبان شبه ميّت، عدتُ من عيادته “ساغ سليم”.
علاقة الفن بالسياسة،
إشكالية ثانية يواجهها الفنان، بشكل عام، تتعلق بارتباك علاقة الفن بالسياسية، تزيد حدّتها إذا كان الفنان ما زال يعيش في أرضٍ محتلة. في رأي سليم ضو لا ينفصل الفن عن السياسة "أنا أولًا فلسطيني، بعدين أعمل فن". ويضيف: "لا يمكن أن أعمل دور بمسلسل أو فيلم يتعارض مع عقيدتي وسياستي وقناعاتي وخطي كفلسطيني. ممكن أُخطئ بدون ما أعرف.
مسلسل شُغل عرب يُدافع سليم ضو عن مشاركته في مسلسل "شُغل عرب" الذي لقي نجاحًا كبيرًا واستمر لأربعة مواسم. وقد أثار هذا العمل جَدَلًا كبيرًا كما قوبل باحتفاء؛ وذلك بسبب نقده اللاذع لكل من العرب واليهود وسخر من كل شيء، وعُرض على التليفزيون الإسرائيلي. يوضح سليم ضو السياقات أكثر "كلمة شُغل عرب هي مصطلح عنصري بالدرجة الأولى من دولة إسرائيل، يصفون به أي عمل دون المستوى، فسخرنا منهم بشكل خيالي وسخرنا من أنفسنا أيضًا. هذا ما أحببته في هذا المسلسل، سخرية بشكل لائق فني كوميدي لا يجرح أحد دينيًا أو اجتماعيًا. سخرنا من وضعنا، وكاتبه فلسطيني اسمه سيد قشّوع، ترك الدولة لأنه لم يجد نفسه هنا، ويعيش بأمريكا الآن. كتب أربعة مواسم، كل حلقة تختلف عن الأخرى". سليم ضو حَكواتي بارع يأسر من يستمع إلى حكاياته. وهو شاب أبدي. في داخله طفل ينظر إلى العالم من حوله بانبهار. يرفض أن يستسلم لواقعيّة الحياة، لرتابتها أو قيودها ويريد أن يتنقل في أرجائها مُحَلّقاً كفراشة.
سليم وأنتوني كوين في مشهد لسليم وهو في زيارة للرامة ضمن تسجيل حلقة في برنامج "أكلة سليم" وبعد زيارته لضريح الشاعر سميح القاسم القريب من المكان، وتناول وجبة "الكبّة" في المكان الواسع بين أشجار الزيتون، وصوت الفنان رفعت الأسدي يجلجل بصوته الجبلي، كان سليم يبدو في حالة غير طبيعيّة وكأنّه "خارج المكان" يحلّق في عوالم أخرى، وبهدوء وقف وبدأ بالدَّوَران في المكان، يرقص بهدوء ثم تزداد الحركات وينفصل الجسد عن الرأس فحلّق وتهاوى وارتفع وسقط واختلطت شخصية سليم أمامي بشخصية أنطوني كوين وهو يرقص نفس الرقصة الرائعة في فيلم زوربا. هذا هو سليم ضو الفنان الرائع الذي نحتفل به الآن.
#نبيه_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجتمعنا العربي وسهام علاء حليحل المُنبّهة والمُحذّرة في رواي
...
-
لذكرى الشاعر سميح القاسم التاسعة: القدس في شعر سميح القاسم
-
حول كتاب -الوطنية والمواطنة- لأيمن عودة ومشروعه المستقبلي بي
...
-
ثلاث سنوات على فراق الشاعرة الفلسطينيّة ابنة القدس سميرة الخ
...
-
الكان في روايات عبد الرحمن منيف
-
رواية -العمى- لساراماغو والسؤال الذي يُثارُ والمُعجزة التي ن
...
-
ماركيز وغانياته الحزينات
-
-وجع لا بُدّ منه- رواية الكاتب عبد الله تايه والوجع الذي يُف
...
-
في ذكرى غسان كنفاني الرجل الذي لم يُلق الرّاية
-
إبراهيم نصر الله في -طفولتي حتى الآن- يفتتح نَهجا مُغايرا في
...
-
محمود شقير في -تلك الأزمنة- ما بين قَيْد الزّمن القابض وشبَح
...
-
رواية جوبلين بحري لدعاء زعبي وأيّة رواية نريد؟
-
رواية -زمن وضحة- لجميل السلحوت: حفر اسمه في كتاب الثقافة الف
...
-
رسالة لأفنان القاسم
-
أدونيس والمنفى الأليم وافتقاد الصديق
-
أحلام مستغانمي وكسر تابو الرجل
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|