أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - هل الإسلام كان في أوله حزب سياسي؟













المزيد.....

هل الإسلام كان في أوله حزب سياسي؟


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7756 - 2023 / 10 / 6 - 00:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محمد ينتمي للضلع الضعيف من قبيلة قريش وكان يتيما ومعدما ومنبوذا في هذا الضلع وكان كتوما يخالط الرعاة ويستمع لقصص الأنبياء وخاصة ما يحكى عن اليهود والنصارى ويستمع للشعراء ثم عمل مرافقا لقافلة خديجة وهي نصرانية بحكم وجود ابن عمها الكاهن النصراني الخبير في الأديان ورقة بن نوفل والتي تزوجها وهي تكبره سنا وقدرا وثروة ولم يكن له رأي معها ولم يتزوج عليها أبدا على خلاف ما حدث بعد موتها وحصوله على السلطة المطلقة فقد كان يتصرف كملك متوج. وقد كان في ذلك الوقت صراع فارسي بيزنطي على القدس وحلم جامح عند اليهود والنصارى المشتتين في الجزيرة العربية للعودة إلى مرابضهم المقدسة وهذا لن يكون ممكنا إلا عن طريق بث جذوة الديانة النصرانية وبناء حولها القوة. وقد كان الكاهن ورقة بن نوفل النصراني الخبير في الأديان يجالس صهره محمد الذي تشبع بالأفكار الدينية إلى حد أنه أصبح يهذي بها في نومه المتقلب فتخيل إليه ذات ليلة وهو منعزل في غار مظلم بجبل قريب من مكة وعندما رجع إلى البيت ورأته خديجة وهو في حالة تشبه الصرع هرهت إلى قريبها ورقة ابن نوفل لتخبره بالأمر وبدون أدنى تفكير وكأن في الأمر تخطيطا مسبقا "ابشري هذا هو الناموس" أي محمد أصبح نبيا. وهكذا أصبح محمد يقول كلاما بين السرد والشعر مستعملا السجع عوض القافية مستعينا بالموسوعة الدينية المتمثلة في الكاهن ورقة بن نوفل الذي كان له تأثير كبير جدا على محمد إلى حد أن "الوحي" غاب عن محمد لمدة شهر فأصابه الإكتئاب وعزم على الانتحار قبل أن يتراجع عن ذلك. فكانت دعوته في مكة بريئة ومسالمة لقلة مسانديه وأنصاره ولم يستهوي خطابه الديني أعيان ومفكري قريش لعلمهم واطلاعهم عليها من خلال وجود اليهود والنصارى والمسيحيين حول مكة ثم انتشار المدعين بالنبوة في ذلك الوقت في الجزيرة العربية ثم لانتمائه للفرع الضعيف والمتواضع من قبيلة قريش. وفي الأثناء كانت يثرب تعج بالقبائل العربية الوازنة مثل الأوس والخزرج والباحثة عن موقع سياسي بعيدا عن مكة وقريش الحاكمة بأمرها في تلك الربوع. وكانت هناك مستعمرات يهودية ونصرانية ومسيحية تبحث عن عودة للقدس من خلال بناء النصرانية (اليهودية-المسيحية) من جديد من أرض العرب العامرة بالقوى البشرية الصحراوية الشديدة البأس والمتدربة على القتال والصراع. فهذا الوضع السياسي المختلط بالدين والصراعات السياسية هو الذي جعل من محمد فرصة تاريخية لا تعوض فتم استدعاؤه للتفاوض معهم حتى يكون زعيما دينيا وسياسيا عليهم ويؤسسون بذلك قوة عسكرية ذات شأن يمكنها من حمايتهم وقهر القوى العسكرية النافذة في ذلك الوقت وبالخصوص الفرس والبيزنطيين.فالصدفة التاريخية والجيوسياسية التي حصلت في ذلك الوقت هي من جعلت من محمد زعيما سياسيا ودينيا في المدينة لحاجة القوى الاجتماعية لقائد يلم شملهم ويقوي عزمهم رغم اختلاف مشاربهم ومذاهبهم. فالمنطق السياسي هو الأهم من المنطق الديني للحاجة الماسة له في ذلك الوقت والدليل على ذلك تخلي محمد عن صفته الدينية عند توقيع الاتفاقية المعروفة. وقد كان المنزع الديني ضروريا لتمكين محمد من قبعة المقدس التي تمنحه السلطة المطلقة على الجميع اتقاء للنزاعات والاختلافات والصراعات. كما أن "الوحي" كان متماهيا ومتماشيا مع سياسة وهوى تلك الفترة بحيث كانت النصوص متصلة بالنصرانية وكتاب التوراة وما ذكره لأنبياء اليهود وتمجيدهم والاستفاضة في مدحهم وجعل القبلة في اتجاه القدس عند الصلاة عوض مكة لدليل قاطع على نصرانية الدين المحمدي على الأقل في أوله قبل أن يستقل لذاته خاصة مع خلفاء محمد الذين نشروه بحد السيف وعن طريق الغزوات حتى غدا امبراطورية شاسعة. وقد اكتفى سلاطينه وحكامه بما ورثوه من تراث فقهي جامد وثروة مادية كبيرة جعلتهم يغرقون في مستنقع الفساد والمجون والسلطوية القاهرة فصعدت طبقة من الشيوخ التكفيريين قضوا على كل فكر نقدي وقطعوا رؤوس من يخالفهم الرأي من كتاب وشعراء ومتنورين وأدباء فعم التخلف والجمود والصراعات المذهبية مما نتج عنه الانحطاط والبؤس والتلاشي كما قالت الأم للأمير عند سقوط الأندلس"ابك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال".



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من أثر للمسجد الأقصى القرآني؟
- نكبة أمازيغ شمال إفريقيا لها تاريخ
- إشكالية صلاة الإله على النبي محمد
- ليس هناك ربيع بلا زهور
- هل الأديان صنعها الخوف أم المصلحة؟
- نظرية الملاءمة بين الثروة الوطنية وعدد السكان لتحقيق الرفاهي ...
- هل يمكن للخالق أن يجهل ما خلق وما صنع؟
- العلم يبرئ إله القرآن من العبث
- هناك إله رمزي مفترض يبحث عن دليل وإله القرآن غير موجود بالدل ...
- هل الزلازل من صنع إله حكيم ورحيم ؟
- الإله دائما في الخدمة
- هل المنظومة الدينية سبب تخلفنا؟
- القرآن بشري بالدليل
- الأديان كمنظومة زمكانية
- هل نحن في وضعية ما قبل العاصفة والحرب الكبرى؟
- هل الليل مخلوق أم ظاهرة طبيعية؟
- هل يمكن للسماء أن تسقط علينا؟
- هل الإله يخطئ وينسى وينسخ نصوصه؟
- الخوف وراء استدامة الإيمان بالخرافة :
- مقامة الختان والتقليد والأعراب


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين مبارك - هل الإسلام كان في أوله حزب سياسي؟