|
مستلزمات المرحلة الراهنة
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 09:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ساهم الشعب العراقي والشعب الامريكي بدور فعال في تطور نوعي تاكتيكي عالمي دفع شعوب العالم بل وحتى حكوماتها على اعادة النظر في سياساتها ومواقفها من الامبريالية الامريكية ، عدى شعبنا الذي استطاعت قوات احتلالها وادواتها سواء بتصعيد القتل وادواته، فمن القتل والذبح بالمفرد الى القتل والتهديم بالجملة عن طريق القصف بالمدفعية فقد اوفدت استعدادا للحدث الذي كان متوقعا نغروبونتي مهندس فرق الموت ليصعد العمليات الارهابية ويطورها ويطمئن من ترسيخ القواعد الاجتماعية الملائمة ولا سيما الطائفية في المجتمع وتاجيجها او عن طريق تضليل القوى السياسية التابعة ولاسيما رئيس الجمهورية الذي استصغر الحدث الذي شغل ولا يزال يشغل العالم وهو سقوط ادارة اكبر اقطاب العولمة الراسمالية بسبب رئيس هو: جرائمها بحق الشعب العراقي ومقاومته . ان امام شعبنا فرصة تاريخية لحماية هذا الانتصار وتطويره وصولا الى التحرر الناجز لشعبنا ولعموم البشرية.. بتطوير وتعميق مقاومته للاحتلال وادواته من خلال الربط المتين بين حرية الوطن وحرية المواطن وحقوق الشعب العراقي في الحياة الحرة الكريمة . فلا يمكن لاية مقاومة ان تنتصر الا اذا حظت بدعم جماهير الشعب وتلاحمها معه وداعمة لنضالاته من الجل حقوقه اليومية واهدافه بالتحرر الاجتماعي والاقتصادي والفكري . وحتى اذا انتصرت مقاومة لا تؤمن بذلك فستذهب تضحيات الشعب ولاسيما المقاومة هباء . لان المقاومة التي لاتحظى بدعم وحب الشعب سوف تكون ضعيفة ازاء اعداء البشرية وستستبدل احتلالا باحتلال حتما بعد ان تذيق الشعب ويلات تفوق ويلات النظام الصدامي وادارة الاحتلال.. يجب علينا جميعا جماهير ومقاومة قوى سياسية واجتماعية الاستعداد للمخططات المقبلة كما لخصها واحد من ابرز مؤدلجي قوى الاحتلال ضمن تمثيله لقطب العولمة الراسمالية العالمية، الامبريالية الامريكية بحزبيها الديموقراطي والجمهوري، فريدمان: وهو يقر بان النصر في العراق اصبح مستحيلا!! وهناك حلان احدهما يمكن احتماله والاخر رهيب . ويصف الخيار الذي يمكن احتماله قائلا : انه لحماية جنودنا وحماية حلفائنا من الخيار الرهيب وقابلا للاستمرار وهو اعادة صياغة العراق على صورة اتحاد فدرالي فضفاض الى ثلاث كيانات (أي تقسيمه باسم الفدرالية) . الاول كردي نقوم نحن بحمايته معتمدا على استعداد حكومة الاقليم حتى باقامة قواعد عسكرية دائمة فيه( كما صرح الطالباني).وكيان سني تقوم سوريا بحمايته، وكيان شيعي تقوم ايران بحمايته. ونشر قوات امريكية على الحدود بين هذه الكيانات لمنع الاقتتال فيما بينها (أي استمرار الاحتلال) وستبقى بغداد مركزا ضعيفا للبلد. اما الثروة النفطية فسيتم توزيعها على الطوائف . وسنخضع الديموقراطية للاستقرار ( أي فرض الاستقرار بقوة السلاح والارهاب كما يجري حاليا الذي يعني استقرار ودوام مصالحه واهدافه). واردف قائلا: وحتى تتمكن امريكا من تحقيق ذلك الحل البسيط تحتاج الى تحديد موعد والتهديد بالانسحاب لاجبار الاطراف الطائفية الى التفاوض الجدي . وهكذا تصاعدت صيحات الحكومة من خلال رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء عن ضرورة بقاء القوات الامريكية في العراق لحماية الشعب العراقي من الحرب الاهلية وبتنظيم العلاقة بين قوات الاحتلال والحكومة العراقية ، وطار بعضهم الى واشنطن لعرض طلباته ضمن المشروع الامريكي الجديد . ويصف الحل الرهيب قائلا: فهو تحديد تاريخ الانسحاب من العراق كإذان باطلاق نيران الجنون المحتدمة الان في العراق وقطع الروؤس وتفجير المساجد. ويستطرد قائلا وعلى الرغم من انه حل مشين لامريكا سيكون عذرنا ليس امامنا ما يمكن عمله ازاء تصميم العراقيين على قتل بعضهم بعضا. ومع ذلك فهو لا يخلو من بعض الاهداف الاستراتيجية : فسوريا وايران سينشغلان في العراق ويصبحان في مواجهة بعضهما في الحرب الاهلية ويشغل ايران عن برنامجها النووي ويخفف من مدى الانتقام الايراني ويحرر امريكا من عار سجن ابو غريب والاحتلال وتحسين صورتها عالميا. وصرحت هلري كلنتن الديموقراطية وجون مكين الجمهوري ، اكثر المرشحين لرئاسة الجمهورية المقبلة حظا على ان سحبا فوريا للقوات الامريكية من العراق ليس واردا على الاطلاق بسبب احتمال خسارة امريكا لدورها بكامل الشرق الاوسط فضلا عن احتمال سقوط العراق في دوامة العنف ترقى الى مستوى الابادة وهكذا نجد اننا امام مسؤولية تاريخية وطنية وعالمية وعلينا ادراك ان الوطنية ولاسيما مقاومة الاحتلال ترتبط ارتباطا بل وتتطلب اولا وقبل كل الشيء النضال من اجل وحدة صفوف الشعب العراقي بكل قومياته وطوائفه وانتماءاته السياسية في مقاومة كل مخططاته وافشال كل تهديداته الكاذبة بالانسحاب والمطالبة بالانسحاب الفوري على الرغم من ان ذلك قد يحدث بعض التصعيد في الاعمال الارهابية والطائفية ولكن في غياب قوات الاحتلال يمكن معالجتها بمختلف الوسائل ولا سيما الديموقراطية فالشعب العراقي ذو اصالة عميقة ويمكن كسب حتى ما امكن التغرير به من خلال تصعيد الطائفية او البطالة فلا يرضى بتقسيم العراق وانهاء دوره من التاريخي . اما اذا بقي الاحتلال يوما اكثر فانه يعمل على تعميق كل المشاكل ويخلق المزيد من اجل دوام احتلاله للعراق. . وفي هذه المرحلة التاريخية ادعو شعبنا بكل قواه السياسية والاجتماعية والمقاومة الوطنية الباسلة التي ساهمت بجدارة في تحقيق هذا المنعطف الوطني والعالمي، ان يعزز ثقته بنفسه وبقدراته ودعم البشرية له وان يشدد من مقاومته للاحتلال ويصعد النضال من اجل وحدة الشعب العراقي من خلال تصعيد النضال من اجل تحقيق اهدافه المعيشية الانية واهدافه الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، لضمان حرية الانسان العراقي ، فلا حرية للوطن دون حرية المواطن. في 12/11/2006
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذا العراق وهذه ضرباته كانت له من قبل الف ديدنا
-
تطور نوعي للحركة النقابية العالمية وللعولمة الانسانية CSIتكو
...
-
تشيني يفضح سياسة الادارة الامريكية الفاشية في العراق
-
الحوار المتمدن في عيده الخامس
-
رسالة مفتوحة لصحيفة المشترك الالكترونية الموقرة
-
العراق ليس فيتنام
-
لايمكن للادوات السياسية والايديولوجية انقاذ الاحتلال الامريي
...
-
هل يكرر بوش هزيمة الامبريالية الامريمية في عصر العولمة
-
اسئلة مفتوحة الى سيادة حميد مجيد
-
مساهمة ارستقراطية الطبقة العاملة في خطة قوات الاحتلال قي افر
...
-
مساهمة قيادة الاتحاد العام لنقابات العمال في خطة قوات الاحتل
...
-
تجيد قوات الاحتلال اختيار ادواتها
-
يفتقر مشروع البرنامج والنظام الداخلي الى الهوية الوطنية والا
...
-
شبح الشيوعية يقض مضاجع بوش
-
لايمكن حماية شارع المتنبي وتطوير رسالته التاريخية في ظل الاح
...
-
قيادة النضال الجماهيري ضد الاحتلال وجميع ادواته ، المحك الرئ
...
-
مخاضات الحركة الشيوعية العراقية جزء من مخاضات الحركة الشيوعي
...
-
الاستاذ توفيق التميمي
-
شهداء الانفال والاجيال المقبلة تطالب باستخلاص دروسها
-
الشعب العراقي يسير في طليعة المعركة الاستراتيجية الكبرى للبش
...
المزيد.....
-
أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل
...
-
الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر
...
-
الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب
...
-
اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
-
الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
-
بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701
...
-
فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن
...
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|