أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - لنتوقف عن الكتابة .. لنوقف الكتابة














المزيد.....

لنتوقف عن الكتابة .. لنوقف الكتابة


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 7754 - 2023 / 10 / 4 - 13:30
المحور: المجتمع المدني
    


أيها الكٌتاب دعونا نتوقف عن الكِتابة لأنه لم يعد ثمة أحد يقرأ، دعونا نوقف كتابتنا لأنه لا أحد يطلبها ولم تعد سلعة مرغوب بها. البعض لا يملك الوقت ليقرأ وإن ملك البعض وقتا فهو مشغول بمتطلبات الحياة أو المعيشة وإن زاد من الوقت قليلا فسيقضى بالمشاهدة والاستماع والألعاب، وجميع هذه التسالي لا تتطلب جهدا عقليا كما هو الحال مع قراءة ما مكتوب. لنوقف كتاباتنا ما دام لا أحد يقرأ لنا، فقط نحن من يقرأ لبعضنا، صرنا نكتب لأنفسنا ونقرأ لبعضنا. وأخشى أن يأتي اليوم الذي تسأم فيه أنفسنا من كتاباتنا ولا نقرأ لبعضنا. هذا الموضوع لا يتعلق بدولة العراق فقط، فكثير كثير من الدول تشاطرنا الحال.
صارت الكتابة هي المومس الوحيدة بين الأخوات الشريفات من الأغاني والأفلام والفيديوهات والصور الفنية والرسومات والإذاعات والتلفزيونات وحتى الصور الشخصية بدأت تشغل الناس ويتابعوها. بدأت الكتابة تخفي ملامح وجهها حين يمر ذكرها بين أخواتها وتحاول أن تختفي عن الأنظار حينما تتنمر عليها أخواتها أو يستعرن منها وأصبحت هي المكروهة الوحيدة في عالم اليوم. كل الأخوات يتفاخرن بكثرة الخاطبين ومن تزوجت تفاخرت بكثرة الذرية وتعدادها وانتشارها بين الناس ومعرفتهم وتعلقهم بها، إلا تلك الكتابة العانس الكئيبة التي لم يتقدم لخطبتها أحد بل ولم يفكر في الارتباط بها أصلا أي أحد.
وفي ظل منافسة أخواتها، لم تعد الكتابة تبني الأوطان وترسخ البنيان في المجتمعات وتربي الأجيال. لم تعد الكتابة قادرة على تأشير الوطنيين وفضح الفاسدين. لم تعد الكتابة تعلي شأن الناجحين والعباقرة والعلماء وتحط من شأن الفاشلين والعاجزين عن القيام بأعمال مفيدة. لم تعد الكتابة قادرة على إظهار الصورة البهية للوطن والمواطن. إن هذا كله ليس بسبب عجز الكتابة أو عدم قدرتها، بل بحكم منافسة الأخوات وانشغال الأفراد. لم تعد هذه الكتابة البائسة قادرة على بيان العلم والمعرفة وتوصيلها إلى الناس. لهذا دعونا نتوقف عن الكتابة لأن أخوات الكتابة لن يدعنها وشأنها وسوف يضيقوا عليها الخناق لإيصالها إلى مرحلة اليأس والتفكير بالاعتزال أو الانتحار.
ورغم إن الكتابة هي أكبر أخواتها عمرا وأولهن ظهورا وأكثرهن توسعا وتمددا منذ بدء الخليقة ولغاية عصور قريبة جدا والأكثر استخداما لتوثيق أحداث الماضي والحاضر من الأفعال والأقوال، وهي خيرهن صديقا وجليسا وأفضلهن أنيسا وأسرعهن بناءً لقارئها، إلا إنها عشاقها قليلون ومريديها يتناقصون كونها تتطلب جهدا عقليا من أجل أن تبني فكرا صلدا لا تتجاذبه الاراء وتطيح به أحداث اليوم المتسارعة والمتناقضة. ولأن الإنسان اليوم لا يهتم ببناء الفكر كاهتمامه ببناء بيته وسيارته وشهادته التي لم يبذل جهدا كبيرا في قراءة ودراسة كتبه المنهجية، لم تعد الكتابة ذات أهمية كبيرة له. ولأننا نكتب للإنسان الذي لم يعد يهتم لهذه الكتابة، فدعونا نتوقف عن الكتابة له ونكتب لأنفسنا فقط ونقرأ ما نكتب.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدريسي في الجامعة ليس موظفا كغيره
- أنانيتنا سبباً للتخلف
- لماذا علينا احترام السيئين والمسيئين؟
- ما الكتابة؟
- مشاكل العشيرة
- دولة بلا تعليم .. دولة بلا مستقبل
- رواتب العاملين في الجامعات الخاصة
- هل نحن شعب يقرأ؟
- امتحانات البكالوريا الوزارية وقطع الأنترنيت
- يا مجلس القضاء: أنقذ الأبرياء من أخطاء القٌضاة
- لماذا الاعتداء على شرطة المرور


المزيد.....




- عاجل | حماس: قطاع غزة دخل فعليا مرحلة المجاعة في واحدة من أس ...
- عضوان بالكونغرس يهددان الأمم المتحدة بعقوبات بحال التحقيق ضد ...
- مقتل صحفي مع أسرته بقصف على خانيونس استمرار لنهج إسرائيل في ...
- يونيسف: استشهاد ما لا يقل عن 322 قاصرا في غزة منذ استئناف ال ...
- الاحتلال يفرج عن مصطفى شتا بعد اعتقال إداري دام عاماً ونصف ف ...
- 17 شهيدا بغزة والقطاع يدخل مرحلة المجاعة مع إغلاق المخابز
- إسبانيا.. عمليات تفتيش واعتقال ضد متهمين على صلة بحزب الله
- اليمن مفخرة حقوق الإنسان (2من3)
- قوانين جديدة تخص طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم
- الأونروا: تعمد إضرام النار بمقرنا في القدس تحريض مستمر


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - لنتوقف عن الكتابة .. لنوقف الكتابة