|
سيرة الشيخ المجاهد سي مبروك معامير
أسامة هوادف
الحوار المتمدن-العدد: 7752 - 2023 / 10 / 2 - 10:36
المحور:
سيرة ذاتية
اليوم أتحدث عن أحد كبار أعيان نڨاوس ومن حكمائها ورجالها القلائل أصيل عائلة أصيلة ورثت المجد كابرا عن كابر أنه سي مبروك معامير. ولد في 27/02/1926 بمدينة نقاوس ، خطا أولى خطواته التعليمية إلى كتاب سيدي الصالح لتحفيظ القرآن الكريم شأن أترابه في تلك الحقبة على يد الشيخ سي المبارك معامير ، ثم على خاله الشيخ محمد السعيد معامير ، و الذي تلقى عنه مبادئ اللغة العربية من نحو وصرف. و عند بلوغه سن التمدرس القانوني وجهه والده إلى مدرسة الأنديجان ( الأهالي) للبنين، التي قضى فيها سبع سنوات متمدرسا توجها في القسم النهائي بشهادة التعليم الابتدائي الفرنسي C.E.P.E و كان أثناء الدراسة ، و في نهاية الدوام المسائي يتلقى دروسا في اللغة العربية ، رفقة صديق الطفولة عيسى بوضياف بن عامر ، بمسجد سيدي قاسم على يد جلة من علماء البلدة ، كالشيخ الطيب ميهوبي ، والشيخ عيسى مرزوقي ، و الشيخ لخضر كحيل ، و هذا قبل الافتتاح الرسمي لمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بنقاوس التي انخرط فيها رسميا سنة 1942 م ، وبعد نهاية مساره الدراسي النظامي أرسلته الجمعية بمعية زميله عيسى بوضياف في بعثة دراسية إلى جامع الزيتونة بتونس سنة 1946 م الذي أقام به ست سنوات تلقى فيه تعليمه على أيدي علماء مدرسين بارزين من أمثال : الفاضل بن عاشور و الحبيب بلخوجة ، و الشاذلي بلقاضي ، العلاني بن محمود ، غيرهم ، وبعد حصوله على شهادة التطويع نهاية سنة 1952 عاد إلى مسقط رأسه ليضطلع متطوعا بتقديم الدروس بالمدرسة التي تعلم بها ، و هي مدرسة الجمعية ، وكان خلالها يقدم دروسا بالعربية لتلاميذ مدرسة الأنديجان ( الأهالي) ، بعد نهاية دوامهم المسائي للراغبين منهم على الخصوص ، بالرغم من المضايقات التي كان يتعرض لها من إدارة الاحتلال ، وهذا الى غاية 1956 تاريخ الغلق النهائي للمدرسة ، و في الأثناء و بعد اندلاع الثورة المباركة سنة 1954 كان منخرطا في أول لجنة ثورية في الناحية ككاتب عام لها لجمعية بمعية عبد الحفيظ طرابلسي ، و كحيل عبد الواحد ، و الشهيد ميلود بلكذاب ، و الصالح سواحلية ، و بلقاسم كداد ، تحت إشراف الشهيد معامير بلقاسم ، و بعد انكشاف أمره ومن معه بوشاية من أذناب الاستدمار، التحق بالحدود الشرقية ، بجوار خط موريس كمسؤول ثان للمنطقة الثالثة لجبهة التحرير الوطني ، التي أوكلت له تحت قيادة علي منجلي مهام التجنيد لجيش التحرير الوطني ، و شراء الأسلحة ، و التنظيم المالي ، و الاجتماعي ، و مكلف بشؤون اللاجئين فيما بعد وكان ضمن لجنة لتي ارسلتها جبهة التحرير الوطني لمعاينة واقعة ساقية الحمراء، و إثر استقلال البلاد من ربقة الاستدمار الغاشم ، وفي صيف سنة 1962 نزل في العاصمة مع رفاق الجهاد ماكثا بها 3 أشهر كاملة في انتظار المستجدات ، و نظرا للخلافات التي حدثت في تلك الحقبة بين الفصائل السياسية ، فضل العودة الى بلدة نقاوس التي غادرها في بداية الثورة ، حيث عين شيخا لأول بلدية في العهد الجديد ثم نائبا ، بناءا على رغبته بعد رفضه تبوأ رئاستها ثانية ، وفي عام 1967 تم تزكيته ككاتب الاول جمعية بعد الاستقلال لمسجد سيدي قاسم تحت رئاسة الشيخ ڨاسمي السعيد رفقة الشيخ عبد القادر معامير والحاج هوادف محمد وغيرهم من وجهاء البلدة و في سنة 1971 انتخب عضوا في المجلس الولائي لولاية باتنة ، و في الأثناء كان مديرا لمدرسة البنين ( الأنديجان سابقا) ، ثم عين مديرا للمدرسة اليوسفية التي كان أول من سعى الى إعادة فتحها بعد استقلال البلاد ، و ختم مساره التربوي مسؤولا على مركز التوزيع ، والتوثيق التربوي عن المصالح الخارجية لمديرية التربية لثلاث دوائر إدارية ، حتى تقاعده نهاية الثمانينات حيث تفرغ لرئاسة الجمعية الدينية لمسجد سيدي قاسم العتيق ، منبريا لتجديد كافة مرافقه و تطويرها ، واهبا قطعة أرض ملكا استغلت في توسيعه مبادلة ، كان في حينها دؤوبا في العمل الخيري ، من إصلاح لذات البين ، وفض الخصومات ، و إعادة اللحمة بين المتنافرين ، مساهما فعالا في كل المشاريع الخيرية بالبلدة ومحيطها وكذلك كمؤسس في جمعية الجماعة رفقة السيد لكحل العروسي ومبروك بوعتوة وجنان دحمان ، إلى جانب نشاطه السياسي في الحزب العتيد ، كمجاهد حاضر ، و مشرف في كل المناسبات والاستحقاقات الوطنية محليا ، و جهويا ، ووطنيا ، و هكذا بقي صامدا ، و ثابتا على المبدأ الذي أله على نفسه حتى أواخر أيامه ، وفي خريف عمره كان الكثير ممن يعتدون بنضاله ، وجهاده ، وتضحياته يسألونه عن سر رفضه لمناصب نافذة عرضت عليه في مفاصل الدولة ، رغم كفاءته و قدرته على القيام بها و هم يعلمون ذلك ، فكان يرد عليهم بتواضع رد المطمئن " أحمد الله على توفيقه لي بالبقاء على عهد الشهداء، و الرفاق المجاهدين و أسأل الله أن يحتسبها لي و لهم يوم الحساب". توفي رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه ليلة 21/01/2011.
#أسامة_هوادف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيرة لقوارة علي المدعو صالح
-
الشيخ محمد شاوي
-
الشهيد مسعود بن راحلة
-
حوار مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الاسلامية الايراني
...
-
الشهيد قاسمي محمد بن المسعود
-
المجاهد مبارك هوادف المدعو خالي (1930 _ 2006)
-
أحتراق مخطوطات عين صالح
-
سيرة المجاهد شاوي جموعي المدعو الصالح
-
المجاهد خالد مشيات- ذئب الكمائن -
-
سيرة الشهيد محمد الصالح حجيرة
-
قلم وتجرية حوار مع الأستاذ معامير معمر فاروق
-
الشهيد جنان محمد
-
حزب الأردن الجديد
-
سيرة الشيخ عبد الله جنان
-
حوار مع رئيس المجلس الشعبي البلدي بنقاوس السيد محمد الصالح ج
...
-
سيرة الشيخ ڨوارير النوي
-
الذكرى 55 لتأسيس أول جمعية لمسجد سيدي قاسم بن جنان
-
لغز كتاب أسد الجزائر
-
كتاب أسد الجزائر
-
سعدان جنان
المزيد.....
-
محمد رمضان يثير الجدل مجددا بفيديو ساخر.. -رمضان أحلى-
-
نتنياهو يغادر إلى واشنطن ومكتبه يوضح الهدف من الزيارة
-
بوتين: ترامب سيعيد النظام بسرعة كبيرة والنخب الأوروبية سترضخ
...
-
الشرطة البريطانية تعتقل رجلا حرق القرآن في بث مباشر غداة مقت
...
-
ترامب وزوجته ونائبه -يرثون- حسابات أسلافهم على السوشيال ميدي
...
-
مكالمة السيسي وترامب في الإعلام المصري: -التوتر يتراجع ودعوا
...
-
اتفاق مصري جيبوتي على استعادة الأمن وحركة الملاحة في باب الم
...
-
لبنانيون يحاولون العودة إلى بلداتهم رغم وجود الجيش الإسرائيل
...
-
بوتين: ترامب سيعيد النظام بسرعة كبيرة والنخب الأوروبية سترضخ
...
-
إسرائيل تستأنف الإثنين المفاوضات مع حماس بشأن المرحلة الثاني
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|