|
أضاءة .. للآية 18 من سورة الحج
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 7751 - 2023 / 10 / 1 - 08:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الموضوع : وددت أن ألقي أضاءة مقتضبة حول الآية 18 سورة الحج ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ : أولا - أود أن أبين أن معنى " يسجد له : يخضع وينقاد لإرادته تعالى " ، و معنى " حق عليه : ثبت ووجب عليه " ، ثانيا - أما تفسير الآية ، فأنقله بأختصار من موقع / القرآن الكريم ( التفسير : ألم تعلم - أيها النبي - أن الله سبحانه يسجد له خاضعًا منقادًا مَن في السموات من الملائكة ومَن في الأرض من المخلوقات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب ؟ ولله يسجد طاعة واختيارًا كثير من الناس ، وهم المؤمنون ، وكثير من الناس حق عليه العذاب فهو مهين ، وأيُّ إنسان يهنه الله فليس له أحد يكرمه . إن الله يفعل في خلقه ما يشاء وَفْقَ حكمته .. ثم ختم سبحانه الآية بما يدل على نفاذ قدرته ومشيئته : وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ . إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ. و« من » شرطية ، وجوابها : « فما له من مكرم » ومكرم اسم فاعل من أكرم . أى : ومن يهنه الله ويخزه ، فما له من مكرم يكرمه ، أو منقذ ينقذه مما هو فيه من شقاء ، إن الله يفعل ما يشاء فعله بدون حسيب يحاسبه ، أو معقب يعقب على حكمه .قال تعالى : وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ . ثم ساق سبحانه بعد ذلك صورة فيها ما فيها من وجوه المقارنات بين مصير الكافرين ومصير المؤمنين . لكي ينحاز كل ذي عقل سليم إلى فريق الإيمان لا الكفر . ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض هذه رؤية القلب ؛ أي ألم تر بقلبك وعقلك ) ، ثالثا - وفيما يلي قراءتي العقلانية للآية ، بعيدا عن تفسير المفسرين / ألا أذا أقتضى الأمر .
القراءة : * ما ذكر في الآية أعلاه ، من سجود لله ، يمكن أن يقبل / حتى وأن كان بعضا من فقراتها بعيدة عن المنطق ، فمثلا أن الله هو في السماوات فكيف لها أن تسجد له - وهو بها . كذلك أن القمر والشمس والنجوم هم أصلا في السماوات ، فلم ذكرا ، وكذلك الجبال التي هي في الأرض ، كيف تسجد له والله فيها . وتأكيدا لهذا الأمر ، ورد في الآية التالية أن الله في السماوات والأرض ( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ / 3 سورة الأنعام ) .. ولكن الذي لفت أنتباهي ليس ما ذكرت بل : هو سجود الدواب لله ! ، فكيف للدابة أن تسجد لله ! ، فهل من منطق فيما ذكر . وأذا قبلنا ذلك جدلا ، لم الآية لم تذكر الطيور والأسماك " قياسا على ما يدب على الأرض ، وما يطير في السماء ، وما يغوص في المياه " ! . * ما يثير أيضا ، ويدعو للتعجب ، هو المقطع التالي من الآية " وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ . إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ " وشرحه وفق المفسرين - ( ومن يهنه الله ويخزه ، فما له من مكرم يكرمه ) . والتساؤل هنا : هل الله يهين ويخزي عباده ، والله هو الرحيم الغفار والرؤوف - وفق الآية التالية ﴿ ٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ / 98 سورة المائدة ﴾ ، وهل من أسماء الله الحسنى : " المهين " و " المخزي " ! . أني أرى هذا المقطع شذ عن المنطق . * أما بالنسبة لسجود الناس / غير ما ذكر في أعلاه ، فهناك بالعموم ، أناس مؤمنين ساجدين لله - وهم أتباع الديانات السماوية ، وهناك اللادينيين / وينضوي تحت سقف مفهومها اللاأدرية والملحدين والربوبية واللاأكتراثية ، وهناك البوذية والهندوس .. والقائمة تطول / والموضوع نحن ليس بصدده . * أخيرا : أرى وجود عدم أتساق في البنية النصية للآية أعلاه ، حيث أن الآية تنص على " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ " ، وهذا يعني ، كل من على سطح الأرض ومن في السماوات يسجد لله ، أذن ليس من لزوم أن تعدد الآية ما يلي " وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ " ، لأنها ضمنا موجودة في السماوات والأرض . أي كان من المنطق أن يكتفي القرآن بالمقطع الأول ، دون ذكر تعداد من تضم ! .
خاتمة : كاتب القرآن ، يكتب النصوص دون مراجعة ما كتب ، هذا الذي يجعل من بنية النص . أن يفتقر في كثير من الأحيان الى المنطق ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هناك الكثير من النصوص ، بها حشو في الفقرات ، التي لا تشكل للنص ، أي أضافة معلوماتية ، لأنها فقط تكرار لذات المضمون .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أضاءة .. للتاريخ المفترى عليه
-
أضاءة ل - حديث النبي موسى وملك الموت -
-
قراءة للآية 3 من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
...
-
وكالة CNN الأخبارية و التسويق للأسلام
-
أضاءة .. لقول السيد المسيح - أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ
...
-
بين دعوة محمد و رسالة المسيح
-
المخفي والمعلن عن زواج المتعة .. قراءة حداثوية
-
الدين والعلم بين الثابت والمتغير
-
قراءة .. للآية 72 من سورة المائدة
-
قراءة لآية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأ
...
-
قراءة للآية 15 من سورة محمد ( أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ .. ولَّب
...
-
الفتاوى .. الحكم على البشر بأسم رب البشر
-
بين القنبلة النووية و القنبلة الأسلامية .. أضاءة
-
أضاءة في بنية النص القرآني
-
قراءة لحديث ( والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابن
...
-
الخلاف والأختلاف في الصلاة والسلام على - محمد -
-
لقاء سري جدا مع السيد X
-
أضاءة .. الأسلاميون في الغرب
-
قراءة ... للآية 55 / سورة آل عمران – وجهة نظر أولية
-
بين أسلام محمد وأسلام ما بعد محمد .. أضاءة
المزيد.....
-
ابسطي عيالك ونزلي ليهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على
...
-
التردد الأحدث.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات وعربس
...
-
تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
-
نفيسة خويص مرابطة مقدسية يلاحقها الإبعاد عن المسجد الأقصى
-
وادي الجوز.. حي تحيط به المعالم التاريخية والدينية بالقدس
-
أجدد أغاني البيبي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي عبر أقمار النا
...
-
رفض اسلامي وتنديد أممي وانتقاد أميركي لاقتحام الأقصى
-
الخارجية الفرنسية تدين تصريحات بن غفير واستفزازته بشأن المسج
...
-
فرح طفلك NOW.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نايل سات
...
-
زعيما المعارضة الإسرائيلية وحزب -شاس- يتحدون ضد بن غفير ويسع
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|