أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد حبيب - يجب إنقاذ كريم عامر














المزيد.....

يجب إنقاذ كريم عامر


عماد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1732 - 2006 / 11 / 12 - 09:39
المحور: حقوق الانسان
    


في آخر حوار لي مع كريم عامر قبل ايقافه بيوم واحد، أي بعد التّحقيق الأوّل معه، أخبرني بشيئ لم أستوعبه ساعتها كما يجب. دار حوار بينه و بين المحقّق حول واقعة يهود بني قريضة، و كان كريم كعادته مندفعا، صريحا، قاطعا و موضوعيا، كما في كتاباته، و لم يجد المحقّق ما يقوله أمام اصراره أن نساء و أطفال و عوام القبيلة الذين بلغوا الحلم و تمّ قتلهم كلّهم، أنما لا ذنب لهم لأن القادة هم من يتّخذ القرار و لأنّ القادة هم من استسلم بعد أن أخذوا الأمان. قلت له باستهزاء: ما كان يجب أن يحقّقوا معك أصلا، ثم بقلق حقيقي: لا أطمئن لأسئلة من هذا القبيل، خلي بالك من نفسك.

هاتفته من الغد فكان هاتفه مغلقا، ثمّ علمت أنه رهن الإيقاف، لم أصدّق، فليس في القضية كلّها ما يستوجب الإيقاف. هل سيتهمونه بتهمة التفكير ؟ ربّما. هاتفت محاميته بعد أن أكّدت لي صديقة مشتركة أنّه سيقضي ليلته في السجن. حاولت المحامية طمئنتي قائلة هو بخير، فقط رهن الإيقاف لمدّة خمسة عشرا يوما على ذمّة القضيّة. هكذا و بكلّ بساطة.

عبد الكريم نبيل سليمان ليس موقوفا بتهمة التكفير. و لو كان تكفيريّا لقامت الدنيا و لم تقعد دفاعا عن حقوق انسان لا يؤمن بها اصلا، و لكن انتمائه لهذا الفكر كفيل بتفعيل كلّ شبكتهم الإعلامية. هو فقط متّهم بالتفكير، فرقت ترتيب حرفين، و هذا يعني ببساطة، أنه أخطر بنظر البعض من كلّ التكفيريين الذين يكتبون و يذيعون و ينشرون و تستضيفهم الفضائيات كنجوم. أنّه أخطر و أنّ جرمه أكبر. و أنّه تجاوز خطّا أحمر اسمه : الأزهر.

كريم عامر لم يدعوا يوما إلى كره، أو تفرقة طائفيّة، بل كان دوما مدافعا عن الأقليات، بدون استثناء. عن حقوق الإنسان و عن الحريّات. عن قداسة الإنسان، و قداسة حريّة التفكير بعيدا عن الخرافات و سلطة الدولة و سلطة العمائم، و الغريب أن العمائم هي التي كان لها اليد العليا في سجنه هذه المرّة. لذلك يجب إنقاذ كريم عامر.

أعلم أنّّها ليست سابقة في مصر أو في كلّ شرقنا المنكوب. و لكنّ هذا المسلسل السخيف يجب أن يتوقّف يوما. فمن الغير معقول أن يتم ايقافه لمقال انتقد فيه الأزهر، في حين لم ينبس أحد ببنت شفة و نائب إخواني يفتي بقتل رئيس الوزراء و وزيرين آخرين لأنهم من وجهة نظره يهاجمون الإسلام، في سابقة خطيرة جدا و ذات دلالات لا تخفى على أحد، و غياب مريع للدولة. لذلك و إن عجزنا أن نتصدّى لنائب يفتي بالقتل و الارهاب و الفتنة لأنّ سيادته رأى أن الإسلام يهاجم، و أن رأيه هذا يستحق إراقة الدماء و طظ في مصر و الي جابو مصر، فليس أقل من أن ننقذ كريم عامر، على الأقل لأنه رمز و أمل.

كريم رمز جيل من الشباب يفكّر بطريقة صحيحة، قد لا نوافقهم على كلّ أفكارهم لكنّنا ننحني احتراما لموضوعيّتهم أو على الأقل لقبولهم للآخر و للرأي المخالف و لشجاعتهم. و هو و أمثاله من المدوّنات و المدوّنين أمل حقيقي في التحرّر من سيطرة قمع الدولة و احتكارها و كذلك الرقابة الدينية المتخلّفة التي آلت على نفسها خنق كلّ ابداع أو تفكير مختلف، ربّما ، بل حتما، للحفاظ على مناخ فكر هي لا تعيش الا به.


أكتب و ليس عندي ما أفعله من هنا سوى الكتابة و مهاتفته يوميا لعلّه قد تمّ الافراج عنه. عزائي أنّه أكّد لنا أنّه بخير و يحسنون معاملته. و لكني مصرّ أن مكانه ليس في السجن، و ليس في ما كتبه و انتقد فيه الأزهر ما يستوجب اعتقاله، هو لم يدعوا لا لكره أو تعصب أو قتل، هو لم يكفّر، هو فقط فكّر. لذلك وجب اخراجه من هناك، فبإنقاذه، ننقذ أنفسنا و احترامنا لأنفسنا.



#عماد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثلما تكونون يجزّر عليكم
- بيع الهويّة في المزاد العلني
- حقوق الإنسان المسلم : الخوف فالموت أخيرا
- حقوق الانسان المسلم : العبودية ثانيا
- حقوق الانسان المسلم : التخلف أوّلا
- الإرهاب و الحجاب و حفرة طالبان
- عري
- بشراكم يا مسلمين
- دعوة للإنحلال الأخلاقي
- عبد و مخبر و حرامي
- إلاّ الخيانة
- هي الحرب بترا،
- العمل خير من الصلاة
- حوار صوفي
- ظل ايروس المائي
- هل الإسلام هو المشكلة ؟
- هيفاء : نحتاج دروسا في الإغراء لشباب هذه الأمّة
- رامبوالعربي: اغتيال الفن و مصانع التخلّف
- و لمذا المذيعة عارية ؟
- رمى الله النرد و انسحب


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد حبيب - يجب إنقاذ كريم عامر