محمد ساجت قاطع
الحوار المتمدن-العدد: 7750 - 2023 / 9 / 30 - 17:07
المحور:
الادب والفن
يقول فراس السواح "الاسطورة تقف في مقابل النص الفلسفي في دائرة المعرفة الإنسانية"، فما قبل الفلسفة كانت الاسطورة وما بعد الفلسفة النص الفكري الفلسفي المستطرد.
وذلك لأن الإنسان قبل عصر الفلسفة، كان في حال اكتشافه لفكره معينة أو عندما يحاول تفسير ظاهرة معينة يصعب عليه التعبير عنها، فلذلك يلجأ إلى الأسطورة لاحتواء هذه الفكرة أو الظاهرة وللتعبير عنها، فهو لم يعرف بعد المقدمات الأولية والنتائج لنهائية وما يتخللهما من الادلة والتسلسل المنطقي كما هو الحال في الفلسفة. فمثلا نرى فكرة زواج السماء والأرض عند السومريين، فالسماء بحسب السومريين مذكر والأرض مؤنث فتزوجا وانجبا الهواء، آن آلهة السماء وكي آلهة الأرض وإنليل آله الهواء، بهذه القصة البسيطة (الأسطورة) حاول السومريون فهم هذه الظاهرة الكونية، وبحسب الأسطورة السومرية إن السماء والأرض كانتا ملتصقتين، فولد لهما الهواء، وبما أن الهواء من خواصه التمدد، باعد بينهما، فصارا على هذه الحال. وفي الاسطورة المصرية نفس الشيء ولا تختلف كثيرا عن نظيرتها السومرية في محاولة فهم وتفسير هذه الظاهرة..
وهكذا تتجلى وظيفة الأسطورة في المعرفة الإنسانية ما قبل عصر الفلسفة، وذلك بالتجاء الإنسان إليها لفهم الظواهر والأفكار المختلفة، والتعبير عنها بنصوص قصصية بسيطة شفاهية أو مدونة، لذلك يقول السواح "لا يجب علينا أن نحكم على أحداث الأسطورة بل على ما تحاول أن توصلهُ لنا من أفكار" .
لذلك فإن المعرفة الإنسانية ما قبل الفلسفة شيء وما بعدها شيء آخر، فقبل عصر الفلسفة كانت الأسطورة هي من تمسك بزمام المعرفة والفهم الإنساني للظواهر والأشياء.
✍️ محمد ساجت السليطي..
#محمد_ساجت_قاطع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟