أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( السجود تحية أو تقديسا / القبور المقدسة المزورة / الفتنة والابتلاء )















المزيد.....

عن ( السجود تحية أو تقديسا / القبور المقدسة المزورة / الفتنة والابتلاء )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7749 - 2023 / 9 / 29 - 17:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال الأول :
مرحبا دكتور صبحي منصور أنت تقول أن قصص القرآن ليست مصدرا للتشريع
لكن سجود يعقوب وبنيه وزوجته ليوسف فيه كلام كثير وجدل، ولكن المهم أننا ننظر إليه من كل جانب، المهم هل كان هذا السجود شركا أم لا؟ و اذا لم يكن شركاً، ولا يمكن أن يقال إن سجود الإنسان محرم على الإنسان لأنه شرك . ولم أجد آية في القرآن حتى الآن تنص على أن سجود الإنسان للإنسان إذا لم يكن بغرض العبادة وإنما كان للاحترام فقط .
إجابة السؤال الأول :
1 ـ التحية بلا تقديس لا بأس بها . هناك تحية بالانحناء جزئيا ( ركوع ) وبأن يخرّ ساجدا دون تقديس ، مجرد إحترام حسب العادة أو البرتوكول ، وهذا ما فعله يعقوب وزوجه وبنوه أمام يوسف عزيز مصر وقتها .
2 ـ التقديس لبشر هو الكفر لأن التقديس يجب أن يكون خالصا لله جل وعلا وحده . هناك مساحة للتقديس فى قلب كل انسان . إذا كان مؤمنا بالله جل وعلا مخلصا له الدين والدعاء والعبادة فالتقديس فى قلبه للخالق جل وعلا بدرجو 100 % . إذا كان هناك 1 % فقط تقديس لبشر أو حجر فهو كفر وشرك . المحمديون تتكاثر آلهتهم تزاحم رب العزة فى التقديس الواجب له جل وعلا وحده . هناك آلاف من الألهة وعشرات الألوف من القبور المقدسة يركعون لها ويسجدون ويتوسلون ويستغيثون ويتعبدون . أحدهم عندما يصلى يسهو ويفكر فى كل شىء عدا صلاته ، أما عندما يقف ضارعا أمام القبر المقدس فلا يسهو ولا يشغله شىء عن التقديس للإله المزعوم . هذا التقديس شىء قلبى ، حتى لولم يتم التعبير عنه بالركوع والسجود .
السؤال الثانى
لا أدري هل سافرت السيدة زينب إلى مصر أم لا؟ وإن كانوا قد سافروا إلى مصر فليس غريباً، فمصر والإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الصينية والهند كانت من الحضارات الإنسانية العظيمة. تقول الأناجيل أن يسوع المسيح نشأ في مصر، والصحيح أن هذا غير موجود في القرآن، لكن لم يذكر في القرآن أن يسوع المسيح لم يسافر إلى مصر. وفي رأيي عندما يكون هناك شيء واضح في التوراة والإنجيل ولم يرد في القرآن صراحة والمعنى المذكور في التوراة والإنجيل ليس دعوة إلى العنف وليس عبادة غير الله وهذا ليس غير معقول وفي مثل هذه الحالة فالأجدر بالمسلم من القرآن أن يعطي احتمال صحة ما ورد في التوراة والإنجيل. على سبيل المثال، مصر وفلسطين جنبًا إلى جنب، ورحلة المسيح إلى مصر ليست غير معقولة في رأيي . وبطبيعة الحال، لكل شخص الحق في أن يكون له رأيه الخاص
أما عن السيدة زينب فيقول إنها لم تذهب إلى مصر والقبر المصري ليس حقيقيا أنت تعرف عن هذا أكثر مني وقد قمت بالكثير من الأبحاث ولكن من المنطقي بالنسبة لي أن يكون قبرها في مصر وليس في سوريا، لأنه إذا عاد إلى مركز الخلافة الأموية، حيث قُتل أخوه والوالي المعين للخلافة الأموية، فهذا ليس هو الحال. ومن المعقول حقا في رأيي. وبالطبع يعتقد الكثيرون أن قبرها موجود في مقبرة البقيع بمدينة يثرب أنت أيضًا مؤرخ متميز ولا تعتبر القبر في مصر للسيدة زينب . حسنًا، بحثك مثير للاهتمام بالتأكيد وسأقرأه إذا وجدته

إجابة السؤال الثانى
1 ـ فى رسالتى للدكتوراة عام 1977 فصل عن ( الأضرحة المزورة فى مصر المملوكية ) ( الأضرحة هى القبور المقدسة ) . وقمت بحصر لها ، وتقسيمها ، فمنها أضرحة لا وجود لأصحابها أصلا فى التاريخ مثل سارية الجبل الذى نادى عليه عمر بن الخطاب بزعمهم ، ومنها أضرحة متعددة لنفس الشخص ، واضرحة لحيوانات مثل جمل السيدة عائشة ، وأضرحة لشخصيات مصنوعة فى الكرامات مثل العروس التى ماتت من الحياء ليلة الزفاف . ولم يوجد وقتها أى ضريح للسيدة زينب بنت على أخت الحسين ، مع إنه كان مشهورا ضريح السيدة نفيسة من أحفاد العلويين ولها نسب ، وورد ذكر قدومها لمصر فى المصادر التاريخية ، ولا يزال مسجدها مزارا حتى الآن .
2 ـ فى كتاب ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى ) الذى كان مقررا على الطلبة فى قسم التاريخ عام 1984 كتبت فصلا عن استخلاص التاريخ من كتابات الرحالة ومشاهداتهم فى مصر وتطوافهم بالأضرحة . ونشرت بعضه فى موقعنا وتوقفت بسبب الانشغال . وقد زار الرحالة ابن جبير مصر وشهد الاحتفال والتقديس بقبر الحسين فى القاهرة ، بعد قليل من تأسيسه فى اواخر الدولة الفاطمية وعرضت لتحليل كتاباته فى كتاب ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى ) المُشار اليه .
3 ـ وفى كتاب عن شخصية مصر بعد الفتح ( الاسلامى ) ــ الذى كان أيضا مقررا على طلبة جامعة الأزهر عام 1984 ـ فصل عن مصر الفاطمية واضطرارها وقت ضعفها وخمود دعوتها الى الزعم بالعثور على رأس الحسين واستقدامه الى القاهرة بعد أكثر من قرنين من مصرع الحسين ، وآمن المصريون بقبر الحسين وقدسوه ، وتخلوا عن الخلافة الفاطمية . كتاب شخصية مصر هذا منشور فى سجل كتبنا فى موقع أهل القرآن .
4 ـ وفى كتاب ( شخصية مصر بعد الفتح .. ) فصل عن تمصير المسيحية وتمصير الاسلام ، بإعادة صياغتها لتتفق مع الثوابت الدينية الفرعونية المصرية . وقلت فيه أنه كان من مظاهر هذا التمصير الزعم بقدوم السيدة مريم بابنها الى مصر ومرورها بأهم المدن المصرية ذات الشهرة الدينية وتأسيس كنائس باسمها لترتدى الثوابت الفرعونية ثوبا مسيحيا .
5 ـ بالمناسبة كوفئت على هذه الكتب بالاضطهاد فى جامعة الأزهر ، وتعاظم الاضطهاد فى العام التالى 1985 بسبب خمسة كتب أخرى ، مما سبّب تركى للجامعة بعد عامين ثم سجنى بعدها فى أول موجة لاعتقال القرآنيين فى أواخر عام 1987 .
6 ـ والحمد لله جل وعلا رب العالمين .
السؤال الثالث :
ما معنى : ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة )؟ كيف يكون الاب فتنة لابنه ؟ والابن فتنة لأبيه ؟ وما هى مسئولية الانسان إذا كان الله تعالى هو الذى جعلنا فتنة لبعضنا ؟ ولماذا يحاسبنا الله تعالى على شىء جعله لنا بدون إختيار لنا ؟
إجابة السؤال الثالث :
1 ـ قال جل وعلا : ( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً (20) الفرقان ). الخالق جل وعلا جعل الناس بعضهم لبعض فتنة أى إبتلاء لبعضهم البعض . فهل يصبرون ؟. الخالق جل وعلا بصير بهم وبردود أفعالهم ، وحسابهم عند ربهم يوم لقائه جل وعلا .
2 ـ الفتنة هى الابتلاءات ، يقول جل وعلا :
2 / 1 : ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ ) (2) الانسان ). هذا عن خلق الانسان لابتلائه .
2 / 2 : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الانبياء ). الموت حتمى ، وأثناء الحياة يبتلي الله جل وعلا الانسان بالشّر والخير فتنة وإبتلاءا ، ثم الى الله جل وعلا مرجعه ومصيره .
3 ـ الابتلاءات هى الحتميات الأربع المقدرة سلفا والتى يتعين على الانسان مواجهتها ولا يستطيع الهرب منها . إنها : (الميلاد والموت والرزق والمصائب بالخير أو بالشر ).
4 ـ بعضها لا يكون للانسان دخل فيه كالزلازل والبراكين والأوبئة والفيضانات والأعاصير والجرائثيم . وبعضها يكون الانسان سببا فيها ، كالقتل والانجاب والرزق . ولكن الانسان لا يعلم الغيب وهو يتصرف بحريته . ودوره فيها يكون محاسبا عليه بالخير أو بالشر . فمن ينجب طفلا هذا يتبع حتمية الميلاد ، وهذا الطفل قد يكون بزواج أو بالزنا . والرزق قد يتدخل شخص لمصادرة مالك وقد يتدخل لاعطائك مالا ، وفى الموت قد يقوم بعضهم بقتل شخص بالخطأ أو بالتعمد . و هناك من يضطهد الناس ويظلمهم . هؤلاء يتحملون الوزر . الله جل وعلا يحاسب البشر على التعمّد ويغفر للتائب توبة نصوحا وللخطأ غير المقصود ، ولمن يقع عليه إكراه ويعصى مُجبرا . الجانى الذى يفعل الجريمة بحريته هو المؤاخذ بعمله .
5 ـ الذى تقع عليه الحتميات تكون عليه إبتلاءا بالخير أو بالشر تبعا لموقفه . هناك من يرزقه الله جل وعلا رزقا وافرا فيطغى ويكفر بالنعمة ، وهناك من يقوم بحق الرزق شكرا لله جل وعلا . وهناك من يضيّق الله جل وعلا عليه فى الرزق فيصبر ويشكر . الابتلاءات لا بد من حدوثها فقد خلقنا الله جل وعلا ليبلونا أينا أحسن عملا .
6 ـ وفى النهاية فكل ما فى هذه الحياة القصيرة من ابتلاءات لن يبقى منها إلا موقفنا منها ، هل صبرنا وشكرنا أم جحدنا وكفرنا . النتيجة إما خلود فى الجنة أو خلود فى النار . وهذا ما يجب أن نفكر فيه ونعمل له . لا يصح أن تشغلنا حياتنا الدنيا بغرورها وصراعاتها عمّا ينتظرنا فى اليوم الأخر .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية المنافقين فى البخل فى الدولة الاسلامية
- عن ( أحمد طنطاوى رئيسا لمصر / التصوير والنحت و التماثيل )
- ( السّر والجهر ) بين الايمان والتشريع والقصص القرآنى
- عن ( ميراث / المستشرقون / الدراما المقرصنة / التناسخ / الانج ...
- سؤالان عن ( الحسبنة ) و ( التوكل على الله )
- أمل فى المستقبل
- تقاعسهم عن القتال الدفاعى
- عن ( ولا تدخلنا في تجربة / زوجة العزيز ويوسف / يذهب جفاءا )
- حريتهم فى التآمر وفى التحالف مع العدو
- عن ( يكرهون القرآن الكريم / سيدة سيئة السُّمعة )
- مدي حرية المعارضة في دولة النبى محمد عليه السلام ( 1 )
- عن ( يا حسرة على الوفد / ملة ابراهيم حنيفا )
- تطبيق حرية الدين والرأى في الدولة الاسلامية للنبى محمد عليه ...
- عن ( مقتدى الصدر وليبيا / أنواع العلماء )
- تدبر فى الآيات ( 99 : 101 ) من سورة يوسف
- عن ( زواج المثليين و السبى / إصطبر / هذا جائز / معنى (هل ))
- الرسول مهمته البلاغ فقط وليس مسئولا عن هداية أحد
- عن : ( مظاهرات المثليين / الزلازل / عصمتهم الشيطانية / عنوان ...
- حوار الله جل وعلا مع خلقه أعظم دليل على حرية الدين
- عن ( زلزال المغرب وعلامات الساعة / معاوية وعلى وعمر بن الخطا ...


المزيد.....




- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...
- في -ضربة- لنتنياهو وائتلافه.. المحكمة العليا الإسرائيلية تأم ...
- ما هو تردد قناة طيور الجنة على النايل سات ؟ والعرب سات وأهم ...
- موسم الهروب من الشمال.. المسلمون المتعلمون يفرِّون من فرنسا ...
- لماذا يتخوف المسلمون والمهاجرون في فرنسا من وصول أقصى اليمين ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( السجود تحية أو تقديسا / القبور المقدسة المزورة / الفتنة والابتلاء )