أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير الفارس العجارمة - لاجئ عراقي في نيوزلندا … صدام حسين قتل زوجتي..؟ الجزء الأول ……















المزيد.....



لاجئ عراقي في نيوزلندا … صدام حسين قتل زوجتي..؟ الجزء الأول ……


تيسير الفارس العجارمة

الحوار المتمدن-العدد: 7747 - 2023 / 9 / 27 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا ليت لي ناراً أكتب بها كلامي …!
كانت آخر كلماتها بسمةً شفيفة، ارتسمت على جدار الماء وهو يهوي بها الى الأعماق ..
الأبرياء يموتون، إنهم أشهى طعاماً للموت ،في كل العصور..!

كانت الشمس في الأفق البعيد ، ولم يبق منها غير ذبالة من اللون الأحمر القاني الحزين .. وريح البحر ساقت ضباباً شفيفا كست به كل شيء من حولي بكساءٍ سحري، ومن فوق الضباب ، على الجانب الغربي تلبدت غيوم دكناء ما لبثت أن حجبت نور تلك الذبالة ..البحرُ بساط من الماء الهادئ الساكن .
وعدد غفير من المهاجرين المختلف أصولهم وأشكالهم، يتكدسون في القارب الخشبي، وجوههم مسكونة بالخوف والرعب والفرح ، يرطنون بلغات مختلفة، الكل لا يفهم الكل ، أية مشاعر كانت تتملكهم ، ومن هو القادر على وصفها وقد بلغت حد التناقض العجيب ؟
ما هي غير ساعة حتى بسط الليل جناحيه وأسدل ستاره الأسود، ثم انفرجت الغيوم الدهناء قليلا فسطع نور القمر، فتبدت التلال حول شاطئ البحر تمتد إلى أقصى حدود النظر، وكأنها أمواج في عرض بحر تجمد، وقد اشتعلت بألوان ساحرة من نور لا يوصف، السكينة المخيمة عليها كانت عميقة إلى حد أنها تملأ أذني أصواتاً رهيبة ، والهواء بما فيه من لذعة قارسة، يكاد يحملني من غير عناء ، ثم راح حزني يتعمق حتى أدمى كياني، وكلما توغل بشفرته نحو الشغاف، طفر الجمر من شرايين روحي وهي تتصاعد في ريش جناحها الهائم .. و ما ثم إلا حفيف خفيف لطيف يمتد بين صداها وصوتها، يسوق شهقة تطفر من قلبي الدامي .. فصرت مثل قصبة يابسة منسية في طرف حقل معتم ، ما أن تصادفها ريح شريدة ذات ليل موحش حتى ينساب نحيبها، فيخال لي أن كبدي تتفجر فتبعث كل هذا الحزن .. و مع تدفق الحزن يتهدم الجسد الذي يحملني فصار كأنه مبذولاً لتفجرات الأعماق الناهضة من داخل مكلوم إلى دواخل لا تحصى، حتى صار يشفُّ عن النيران كلها، وليس بين جسدي و روحي سوى نحيب الليل الشاغر وقلبي أشبه بقلب نبي ينتظر الوحي بعد انقطاع ..أي شعور راح يتملكني في هذه اللحظة ؟
وفيما كنت أصغي وتصغي معي النجوم، ترائى لي صوتي المخنوق جرحا يتكأ على شفرة نصل حاد .. وآن أن هدأت نفسي، وسكن خوفي ..رحتُ ألملمُ الحروف و أطويها في عباءة الكلام : وكأنني لا أنظر بعيني ولكن من خلالها ، ولا أنطق بالكلمات ولكن فيما وراءها …
كنت كمن يسير على الضباب الذي يلف جبل عمر مضى ، وصوت الريح ينحدر مع نور القمر ، يهز أوتار قيثارة الليل ، حتى اذا انسابت الألحان مع الأمواج ..تعمق الحزن في قلبي أقتفي خطواته صامتاً.. غيوم الليل تملأ سماء روحي ، شيء ما في داخلي يقول : لا تعزفي ايتها الريح الليلية لحنك انتظري ريثما اختفي بين تلك الأمواج .
زوجتي يتملكها فرح غريب ، كانت مثلُ نسمة الحياة الحائرة تتراقص على أكف النسيم الثملان ..
كانت ذات قلب أنقى وأشرف بما يقاس من اللحم والدم ، و بعض نفحة هانئة هنية من تلك القوة الرحيمة التي تمسك الأكوان بعضها إلى بعض والحياة إلى معينها الأبدي الأزلي …نقية نقاء الملاك، وصافية صفاء قديسات معبد دلفي ..
ولا أدري لماذا لاذت بصمت عجيب على مدى يومين قبل أن تحل كارثة موتها وينقلب المركب، فلم تنطق بكلمة واحدة، هل كانت تعلم أنها ستموت غرقا في هذا البحر لذلك سكتت سكوتاً يرعب الحجر ؟ هل هو صوت الموت الخفي كانت تنصت إليه ويمنعها من الكلام؟ هل صمتها كان هو الفسحة المحدودة حيث تحول وجودها إلى عدم تحس به يسري في روحها، الصمت هو ذلك الفراغ الرهيب حيث يولد كل صوت ثم يخفت، وكل شكل ثم يتلاشى ، وكل كلمة ثم تمحى، حيث لا شيء..
متى استيقظ القلب كان من الأفضل للسان أن ينام أو أن يختبئ وراء شفاه مختومة ..صمتها أشبه بصمت الشجرة، والوردة ،والحجر ،وسكون الليل ،وصمت القمر ، الآن هي تتكلم بألف لسان ولسان تحكي لي معنى صمتها وهي تنام في ظلمات البحر نومتها الأبدية ..
شوقي إليها ملحفٌ بآمال فتية مجنحة بأشواق إلى ما صبت إليه روحها ولا يدركه حسي، ومذ عرفتها .. كانت مثل قارورة عطر أفرغت فيها الحياة انداءها وأشواقها وآمالها ،مثلُ واحة غناء تسقي القريب والغريب ، كانت تهديني، وأنا أفتش الآن عمن يهديني، و ها أنا بعد كل هذه السنين أشبه بكوخ قديم هجره الناس فيه ألف حكاية وحكاية ، لست بالآتي ولا بالذاهب ، ولا أنا هنا ، ولا أنا هنالك ، وليس إلا ظلي يتنقل من مكان إلى مكان ، فمن يجمع ظلالي ويحرقها في عين الشمس..؟
العالم الذي أعيش فيه ليس أكثر من خصلة من الدخان لا تتنفس فيه الشمس حتى تبددها ..
هو عالم مهود تتحول أبداً إلى لحود ، ولحود تنقلب مهود ، عالم أيام تزدرد الليالي، وليالي تتقيأ الأيام ، عالم بسمات تعوم في بحر من الدموع ، ودموع تشع بالبسمات .
وها هو صراخ الإنسان الذي يقطع نياط القلب ما يبرح متردداً في أغوار الدهور، فالهواء مثقل بأنين الانسان ، والبحار مملحة من دموعه، والأرض مخددة من أجداثه ، والسماء موقورة آذانها بابتهالاته..
إن وجوداً يتحكم فيه الموت، وجود لا معنى لوجوده، .. هو لاوجود ..إنه لا شيء.. وإذ ذاك فالتعلق به هو الجنون المطبق.
ووجود لا معنى له وجود لا معنى لأي شيء فيه، لا للعلوم ولا للفنون والأخلاق والعبقريات ، والنظم السياسية والاجتماعية، وجميع ما ينطوي تحت قولنا حضارة أو مدنية أو إنسانية، فهذه كلها أوهام يحبل الإنسان بها بالألم ، ويلدها بالألم، وهو عندما يتعلق بالوجود إنما يتعلق بآلامه التي يأبى أن تذهب أدراج الرياح. وهذا الأمل هو العلة الكبرى والخدعة العظمى في حياة الإنسان.
هكذا يمضي الإنسان يتحمل الألم بالأمل إلى أن يوافيه الأجل ، كل حياة إلى نفاذ، أما الموت فلا نفاذ له، إنه اللاشيء الذي يبتلع كل شيء. ولا يبتلعه شيء، إنه اللاوجود الذي فيه يذوب كل وجود ولا يذيبه أي وجود.
أيُ خير في عالم يولد ليموت، ويعيش ليفنى، وينمو ويفكر ويعمل ثم ينحل في النهاية ويتلاشى، أي خير في ذلك العالم وأي معنى لوجوده ؟
إننا مسوقون بحاجات لا رأي لنا فيها ، إذا نحن تجاهلنها هلكنا… وإذا نحن سعينا وراءها هلكنا. إننا في الحالين هالكون، ولو أن هلاكنا جاء على حين غرة ، ودفعة واحدة ، ودون آلام ممضة ، محرقة، لكان أخف وطأة، وألطف وقعا ولكنه يأتينا على دفعات، فما نسد حاجة حتى تنبت لنا أخرى، وأخرى ، وكذا حتى ينتهي العمر وقد هرّمته الحاجات بشفار الأوجاع.. وعمرٍ حاجاته لا تنقضي، وأوجاعه لا تنتهي أي خير فيه ؟ وأي معنى له ؟ أليس الموت خيرا منه ؟
وآسفاه لقد ماتت زوجتي ..والحزن بعد كل هذه السنين لا زال ينهش قلبي، ولهذا أختنق بدموعي ولساني جف وتجمد فلا أستطيع تحريكه .. هل ماتت ،
لا .. لا ما ماتت ، ولا مات بعد شكلها وظلها ، وإنما حواسي أمست ميتة تجاه التغير الطارئ على شكلها وظلها، فظلال الأشياء في هذا الو جود وأشكالها دائمة التغير، إن ظل شجرة في الشمس هو غير ظلها في نور القمر ، أو النجوم ، أو عند انبلاج الفجر. لكن تلك الشجرة مهما تبدلت أحوالها تبقى هي ذاتها الشجرة، ولأن زوجتي اليوم في نور ما تعّودته عيناي وفي شكل لا أستطيع تميزه أقول أنها غير موجودة، فذات الإنسان مهما تبدلت أحوالها وأشكالها لا بد لها من أن تطرح ظلاً ، وستبقى كذلك إلى أن تعود إلى النور الذي انبثقت منه ، وعند ذلك تتلاشى..إن الزمان معنى خلقته الحواس فليس فيه ما يبدأ وينتهي، ذلك أن كل شيء عرضة للتقلب من نمو وانحلال، ولذلك يدخل في روع الانسان أن الانحلال هو نهاية كل ما ينمو تحت الشمس. إلا أنه ما من شيء نما إلا من شيء انحل! الأموات تربة الأحياء والأحياء أهراء الموت ..واحد هو سبيل الموت والحياة في دائرة الزمان ، و الحركة في الدائرة لن تبلغ يوما منتهاها ، ودولاب الزمان يستند إلى محور، ووحده المحور ساكن سكوناً أبدياً ، وثابت ثبوتاً سرمدياً ، ولا تستقر حركة الانسان إلا إذا عاد إلى هذا المحور فيسكن ويتلاشى ويصير إلى العدم المطلق، ووجود لا ظل له ..وهكذا ينعتق الإنسان من الموت بالموت، ومن الحياة بالحياة..وما لم يتجاوز الإنسان ثنائية الموت والحياة التي هي كأي ثنائيات الحياة….
إنه كلام ، كلام وكفى هذا ما برحت أحدث نفسي به، فهل يردني إلى نفسي؟

ثلاث سنوات من بغداد إلى عمان إلى جاكارتا ، كانت كافية كي أتحول إلى لاجئ لن يعود إلى وطنه، وعشرين سنة بعد ذلك في نيوزلندا، لازلت أعيش على ذلك الخيط الوهمي المعلق بين حافتّي الوجود والعدم .. و طوال هذه السنين كانت ولا زالت تتملكني رغبة في أن أصل بهذا الوجود الذي يسكنني وأسكنه إلى ما وراء حدوده وحدود نفسي ، ولهذا أقوم أحياناً بفعل جنوني وهو نثر معناه التي لا تحتملها الكلمات نثره على الجمر كي أستطيع التنفس…

وجه زوجتي وهي تتقاذفها أمواج البحر لا زال يسكن الحياة بكل مظاهرها من حولي ، موتها لا يشبه أي موت ، أنه امتياز جمالي أن تموت على هذا النحو المغرق في التراجيديا ، عينٌ واحدة كانت تتراءى لي من وجهها، كأنها تواصل نومها دون أن تكترث بما حلّ من المحيطين بها على ظهر ذلك القارب ، والذي قضى أغلبهم في فم البحر الهائج ..الموت لا يرحم ولا يكذب ، ولا تغادرني صورة البحر الذي انقلب فجأة يحكي قصة موت ماية وعشرين شخص ..
هاجرت ..ربما أجبرتها على الرحيل الذي لا عودة منه إلا به ، لقد طوت بموتها كل تاريخ العراق ، ماتت من دون أية نبؤة، انقلب المركب بمن فيه وتحول البحر الأنيق إلى هوة سحيقة ، سقطت زوجتي فيها خارجة من معنى الإنسانية، وقد كانت تبحث بين يدي عن مكان ، هل كانت تدري أنها طوت بموتها كل تاريخ العراق بل تاريخ العرب المعاصرين الذي نعرفه ولا نعرفه ، ماتت بدون نبؤة في مكان ما أبعد من بعقوبة .. قرية البؤس والفقر والجوع والموت فرّت منها مذعورة مثلما يفر الطائر من صياد يترصده وقد راءه في آخر لحظة .. كانت تظن أن أقصى الكوارث هو موتي، لذلك حين كنت أغرق في الأسفل منها كي أجعلها تطوف فوق سطح البحر، كانت تخاف من موتي ، صرختها كانت تتفجر مثل دوي الرعد ، الموت يأتي من الاعماق دائماً، وهو يحب دائما التهام الرجال ، ولكن ماله غيّر من شهواته؟ وغيّر من مواقيته؟ كانت محمية منه فقط بقلة ما لديها من العمر ، الموت الشرقي تعطل وعوضه نوع جديد من الموت إنه يحب التهام الشباب ، ويترك الكبار يتعفنون من كثرة العمر ..
لم يكن الموت موافقاً على تأشيرة العبور، ولذلك قتل الجميع إلا نفر تعلق بالهواء ، هل أنا من قتلها أم البحر أم القبيلة أم صدام حسين أم ذلك المهرب الذي يرطن بلغة لا نفهمها ، هل الخوف هو الذي جعلني أشتري هجرتها وأرحل ؟ شراء المستقبل من مهرب بشر تحول إلى صناعة في الشرق، ألسنا في هروبنا هذا نشهد أول تغيير للقبلة على نحو غير مسبوق ؟ شعوب تغير هوياتها وتلقي بها في البحر ، تهريب الهوية تحول إلى مهنة ، والشعوب تدفع لأن الميت لا هوية له…
إنتهت الهجرة إلى الله ، و بدأت الهجرة إلى الإنسانية ..
كنت أحرس القبور ، وكنت أتشوف إلى بيت وثير في استراليا ، كيف أقيس المسافة بين البيت والقبر؟ إن الزمن هو أكذوبة العرب ، إن أعمارهم تعابير مجازية، تظل قلوبهم تنتظر يوم الرحيل نحو جهة ما .. لا يعرفونها بالضرورة، لكن الموت هو الشرطي الماورائي الذي يتدخل على حين غرة ويقلب الصفحة .. إن ما طوته زوجتي وهي ملقاة على الماء هي صفحة الانتماء ،حاضرنا قاعة انتظار رهيبة لما لا يحدث ابدا.
كيف ننتمي إلى أمة أسست طرافتها الأخلاقية الخاصة على انتظار الآخرة؟ لماذا استأثر الموت بكل هذه الأدوار التأسيسية في تاريخنا العميق؟ يبيع الشرق لحمه دوما إلى مهرب ما، لكن هذا المهرب لا يوجد خارجنا بالضرورة، نحن مهربون لأنفسنا منذ وقت طويل، كلما انتظرنا آخرة ما ، وبنينا عليها شكل الحياة الذي يناسبنا، نحن نقيم مع الموت اتفاقا مؤقتا فحسب،إن الدولة لا تعدو أن تكون مجرد اتفاق مع الموت ، ليس ثمة ما يفضح الدول مثل الموت ، هو عريها ، هو من يعريها، بيد أنه ليس ثمة ما يفضح هشاشة الموت مثل موت زوجتك على النحو المغرق في البؤس..
هل كان من الضروري أن ينقلب مركب في البحر؟ حتى أقف على هشاشة الوجود الانساني في الشرق؟ حتى أفهم أن الدولة العراقية الحديثة كانت وعداً مزيفاً ؟ وإن الآلهة تلفتت عن عالمنا لأننا لم نعد جديرين باهتمامها ، وأن الإنسان في أفقنا الاخلاقي هو أندر من أن نتفق حول ماهيته، وأن موت أي كان هو حدث لا يهم الدولة في شيء ، وأن الهوية لم تعد صالحة للسكن..
كانت زوجتي وهي تحدق للداخل كي لاترى شيء ، إنه لم يعد هناك داخل، ولم يبق سوى الخارج الوحيد الذي يمكن أن يظل كل أولئك الذين اكتشفوا فجأة أن سقف الدولة قد سقط من فوقهم، دول بلا سقف، أو سقوف سياسة فارغة من الدول. إننا نهاجر بما تبقى منا على أمل تسديد الفارق الأخلاقي باحتمالات الانسانية في قلوب الشعوب الأخرى، نحن لسنا مهاجرين بل لاجئين، ذلك أن اللاجئ ليس مهاجراً، وحده من يبني سفره على العودة يمكنه أن يدعي الهجرة، لكن اللاجئ لا يسافر بل يرحل، يرحل بلا وطن ولذلك هو لا يعود،في حين أن المهاجر يحتفظ بحق العودة وبصورة العائد في قلبه، اللاجئ غير انتماءه، ومن يغير الانتماء يغير الهوية أو يخلعها مثل معطف رث..
إن ظاهرة اللجوء لم تعد حكرا على الشعب الفلسطيني الذين هم آخر الشعوب المحتلة وهو شعب بلا أرض ولا دولة ، لكن كيف يمكن أن نصف أنفسنا نحن أصحاب الارض والدولة وقد تحول أربعة ملايين منا إلى لاجئين،
وبعد … هل ما يزال بيننا من يفخر بالانتماء الى أفق الاسلام وتاريخ الاسلام وقرآن الاسلام ؟ هل لا يزال لدينا هامش للاعتذار عن خطر هويتنا الانسانية؟ لماذا نشعر بخزي عميق عير مسبوق من كوننا ننتمي إلى المجتمع المخبول بالتكبير؟ هل عرف أجدادي في الناصرية مثل هذا الشعور بالندم على انفسنا العميقة؟ وهذا العار الأعمى من ثقافة القتل العادي الموحش في أذيته التي تسكن تحت كلماتنا .. وصلواتنا دون أن نفطن إلى ذلك منذ قرون؟ أم أننا ضحايا مجانية باسم الله والوطن والحزب والقائد الضرورة الذي خرج من عمق التاريخ يجر عباءته السوداء وراءه وينفذ دخان السيجار الكوبي من منخريه؟
الموت في العراق تحول إلى تمارين بعثية، القتل البعثي العبثي في هذه الدوله صار صلاة بلا أفق، لأنها صلاة تجري خارج فكرة الله التي عرفناها لحد الآن، كيف يمكن لأحد أن يصلي منذ الآن خارج فكرة الله التقليدية ؟ أي ضرب من المكر الأخلاقي بإمكاننا أن نعول عليه حتى نعود إلى البيت الأخلاقي لأنفسنا الهشة الزائلة ؟
وكلما تسمرت أعيننا أمام مشاهد الدماء القانية، التي تتفجر من دماء العراقيين البريئة ركض البصر عاليا كي يلمس الأجساد المذبوحة المعلقة في ذمة التاريخ والله ، كلما شعرنا أننا نموت من الداخل أو أننا قتل منا شيء هناك، في تلك البقاع التي ينهمر فيها المقدس القديم مع كل أنواع الرياح، وحيث الأرواح المثقلة بالآلهة في كل وهد وجبل وصحراء .
يا لهذا العار الميتافيزيقي..قطعان من البشر كأنها تساق بحداء الإبل، إلى مسالخ لا راهنة، حيث تنزع الرؤوس ، كما تقطع العراجين الفاسدة من النخل الميت ، هل فسدت فينا الحياة إلى هذا الحد؟ هل موتة الإله الإسلامي قد أوشكت على الالتحاق بموتة الإله المسيحي؟ هل بدأنا مرحلة التأبين لكل ما هو مقدس فينا؟ متى نخجل من كوننا نحن بهذا القدر ؟ هل عاد الوحش القديم النائم فينا بصورة هذا الرجل الطويل عريض المنكبين ؟
يبدو أن ثقافة القتل البعثية لا يمكن أن يعادلها أي نظام آخر للموت ، صحيح أن القتل لا ماهية له ، لأن الموت صناعة بلا انتماء ، لكن رأس الأمر في القتل ليس المقتول بل عنوان القتل.. نوع التشريع الذي يبرر القتل و يعلله من الداخل، وكأنه واجب أخلاقي أو فضيلة وثنية ، فماذا لو كان القتل نوع من الصلاة التي كان يؤديها صدام حسين على جبهات الموت؟ أو نوع من الطقوس والمناسك والشعائر الدينية؟ من السهل أن ننسب القتل إلى هذا الإله البشري أو السماوي ، وقد يكون هذا هو الكسل الروحي العميق و الفضيع في ثقافة شعب ما ، إله يبارك قتل البشر واغتصابه وسجنه و تجويعه و تقطيع أوصاله وتهجيره والتمثيل بجثثه، وكأن ذلك تمارين رائعة في الشهادة كما وصفها الرئيس المؤمن .. كرقصة سوريالي للقفز إلى العالم الآخر، عالم الحور والخمور العلوية، وماذا لو كان الله براء و بريئاً من كل ما يدور في خلدنا من السعي لمرضاته بواسطة القتل؟
وعلى الرغم ما في مشاهد القتل في العراق من الفظاعة ، فإن ثقافة القتل أفظع من القتل وأشد فتنة على الناس، صحيح أن مشاهد قطعان البشر الممددين في صحراء الشهادة على الحدود مع ايران والكويت أو في أي مكان من أرض الانبياء قبيحة وأمر مرعب ومخجل، وفضيحة للعراقين أمام ضمير الانسانية جمعاء ، فإن ثقافة القتل التي أدت إليه وبررته ، لا تزال قائمة وتتمتع باحترام ديني مريع، ولذلك فإن صدام حسين هو فكرة، وليس زعيم عصابة أو مجنون مختل مصاب بهوس العظمة، إنه يمثل تلك الفكرة السياسية المغلفة برداء ديني وهي فكرة راسخة في مخيالنا التاريخي العميق السحيق، وليس مجرد ظاهرة عابرة، لقد مثل استراتيجية صريحة وواضحة لتجريد العراقي من انسانيته وحرمته الأخلاقية والقانونية والوجودية..
هذا الحاكم الذي يملك العقول والأجساد ويستهلكها استهلاكاً نسبيا كأنها مزرعة أخلاقية لنزواته الأكثر فظاعة ، لكن المشكلة الرئيسة بما يحمله الناس تحت جنوبهم ويكتمونه بحرص ، مع كل تفاصيل الجحيم الحي في دواخلهم، الخراب الداخلي في أفق أنفسهم ، الخراب الذي لا يكون الدمار الخارجي غير سطحه الساخر فحسب، نحن رأينا تدمير مدن العراق، لكن تحطيم الناس في هياكل أنفسهم إنما يظل مخفياً لزمن طويل ، و أن ملكة النزول إلى الجحيم الصامت والقبض السردي عليه تحت أفئدة العابرين في مدن الحرب ..
من يبحث عن الله في بطون الكتب لن يجده ، حيث كان الجميع يوصون بذلك ، وكما فعل عراق صدام والسيستاني .. إنه اللامكان حيث يوجد الله ليس في الكتب بل في نغمات الطيور ومن خلال الوجع الساكن في قلوب المجروحين ، في عيونهم الدامعة ونفوسهم المكسورة .
إننا تاريخٌ للوجع ، فحين تصبح الحياة غير قابلة للحياة يبدأ زمن من نوع جديد لا نعرفه، في العراق هناك مستبد، وليس ثمة دولة ، إذ لا نقول في هذا البلد غير ما لا يمكن احتماله، كل ما يمكن احتماله لا يستحق أن نحكيه ، نحن تجميع مرعب لكل ما لا يمكن احتماله .. لا زال يراودني حلم صدام أمام حبل المشنقة ، عيناه تبرقان يحمل في جيب معطفه أجيال كثيرة من العراقيين الذين لم يولدوا بعد ، أخذهم معه الى الموت القريب والبعيد ..
نحن ذاكرة نائمة في المكان الذي لفظنا ، ذاكرة قد تكون مكانا مناسبًا للوعي بأننا شعب مر منها في زمن مفرط في حقده، زمن مفقود، ولكن من دون أي نوع من الحنين .
صدام كان آلة مرعبة للفصل بين الذات و منابع ذاتها، وقد عمل على تحويل الناس إلى وضعيات بشرية لا تملك حنيناً خاصا يمكنها أن ترتد إليه ذات وجع أو وطن ، ولذلك بمجرد أن يغضب ينقلب المحكوم إلى عار يعاني من عاره .
لقد حرص هذا الحاكم طيلة فترة حكمه على التماهي مع ألوهية ما ، دون أن تكون مقدسة بالضرورة ، هذا التأله العدمي هو سر المستبد، وطموحه الأعلى تحويل كل من تقع عليه عينه الفولاذية إلى حيوانات نافقة، أو إلى شيء زجاجي يمكن تحطيمه بأدنى أمر، وفي غياب ذلك تتكلم الفاشية الداخلية التي يمارسها الناس على أنفسهم بتأمين استمرار الدولة على قلوبهم كغيمة من الصفيح، الإنسان في دولة الاستبداد ليس أكثر من صدفة، أو حدث نادر لا أهمية له، ليس خراب المدن هو الذي يقتل الناس بل خراب الأرواح الذي تعول عليه دول الخراب، إنه عالم التوحش في أقصى حدوده، والذي تخفيه الدولة تحت حالة الأمن الأعمى لحراس الخراب …إن أبسط حاجة بشرية يمكن أن تصبح لعنة أو معلومة مخابراتية تضع الدولة في خطر، طبعا ، كما قال افلاطون من قبل فقد نبه إلى أن أقل اختلال في الموسيقى داخل المدينة يمكن أن يضعها في خطر ، آي نشاز هو خطر على تصور الدولة لنا …..

اعتقل الحزب الحاكم والدي بوصفه عدواً للدولة، وهو الذي كان يقف في المنطقة المستحيلة من الانتماء، وحين تم استدعائي لاستلام جثته بعد اعدامه رميا بالرصاص، كتبت ورقة أتعهد فيها بأن لا أقيم مناحة ولا أنصب عزاء، كنت أبكي وحيداً ، ثم علي أن لا أفتح النعش ، ودفعت ثمن طلقات الإعدام بيد مرتجفة، بعض الجنائز هي أكبر من طيف الحاكم، لذلك هو يحرص على تحجيم الحدث الذي يثيره بعض الموتى، يتعهد الجسد السياسي بأن يمتنع عن أي مناحة تحرج الدولة، لأن بعض البكاء يمكن أن ينقلب إلى مظاهرة اخلاقية ضد شرعية ما، لكن نصب العزاء هو أكثر خطورة، إنه عملية تنصيب لدولة أخلاقية من نوع آخر ،من يقبل العزاء يقبل نوعا من التكريم الذي يزعج الدولة، وما تتركه الدولة للموتى هو أن يتحولوا إلى مناسبة خاصة للبكاء، ليس البكاء العمومي بل البكاء المتوحد ، أن تبكي وحيدا هو اعتراف بأن الجثة التي ترثيها عار أخلاقي على المجتمع، و بأنه لا أحد يمكن أن يشارك أو يتقاسم هذا العار الأخلاقي الذي لا يحتمل، ولكن الميت ليس الجثة فقط بل هو قدراً معين من حرمة الجسد، إن الدولة تحرص حرصا مثيرا على تغليق النعوش وتحويلها إلى صندوق أسود، بعض الجثث يمكن أن تتحول إلى نص أو إلى شفرة سياسية، لهذا يجب أن تبقى محجوبة عن أنظار المتطفلين، ولو كانوا أهل الميت، بل أكثر من ذلك، ربما كانت الجثة سداً آخر مجهول الهوية، وأن البكاء عليه كان مضيعة لا تغتفر، أو ربما كان الصندوق فارغاً وأن النعش تقنية لعقاب الأحياء بوصفهم مسئولين أيضا عن انتمائهم إلى أي أقرابئهم، مسئولون إلى حد ضرورة دفع ثمن الرصاصة التي تقتلهم، إن دفع ثمن الرصاصة جعل إعدام والدي حدثاً يهم الدولة، وبالتالي حدثا تاريخياً أو جزء من التاريخ..هكذا خيل لي …
أُعدمَ والدي وأرسلتُ إلى الجبهة دفاعاً عن الوطن، لكن الوطن يحتاج إلى الشراسة والقوة وأنا هش للغاية ، و لذلك في أول فرصة سنحت لي هربت من الجبهة، وهنا تحولت إلى خائن متهم ، وعندما تتحول إلى متهم يبدأ المكان بأكلك، إن المكان ليس مساحة انتماء إلى أنفسنا، الدولة هي آلة الانتماء الوحيدة بلا منازع، تعدم الأب وتطلب من الابن بمواصلة الوطن، إن المكان يأكل المتهمين بأن يحول الأرض من تحتهم إلى ثيمة عدمية، أي بساطا مناسبا لإجراء ميتات متتالية على جسد وحيد..
ومع تحولي إلى خائن ومن ثم إلى هارب كنت أعول على الله، لكن الله لا يعيرني من اهتمامه القليل..
أي بؤس مريح هذا الخراب الذي وجدت نفسي فيه ، وأي مسكن رث هو هذا العالم ؟
الهروب أملٌ ربما يبعث الحياة في رفات الروح التي يئست من العالم ، لكن ما زالت تحتفظ بقدر مخجل من الانتماء،
حين يلبي نداء الوطن هو يلبي نداء الموت، يدعو الحاكم إلى الموت من أجله فقط لأنه استولى على الوطن وحوله إلى مزرعة خاصة لتدريب البشر على قتل الخارج مهما كانت طبيعته ، ما عدا ذلك هو مادة مناسبة وشهية للموت ، وعلى الجبهة كل ما يتحرك هو شيء فقط..يتحول الإنسان إلى شيء قابل للقتل المجاني الذي لا يحاسب عليه أحد ، الجندي المقابل لي في الساتر الترابي لا يشكل اي حالة إنسانية، بل هو رقم لعبة وعلي اصطياده قبل أن يهرب، هذا التحويل النسقي لعدو الحاكم ، يؤدي إلى تفريغ القتل من محتواه المعياري، إنه قتل بريء تماما ..
وقع بين أيدينا أسرى … وأدهشني أحد الجرحى الصغار في العمر إندلقت أحشاؤه خارج جسده.. كان ميتاً إلا أنه لمم مصارينه ووضعها في بطنه المفتوحة، نشأ بيننا حوار مكتوم، كنت أريد قتله لتخليصه من العذاب، لكن تملكني الرعب من مجرد التفكير في قتل إنسان، كان يبتسم وهو ينظر لي وكأنه لا يسخر مني فقط بل من الموت والحياة والله والحرب العبثية ، تمتم بكلمات لم أفهمها ، أرهفت سمعي مرات ووضعت إذني قريبا من فمه لكنني فشلت ، شاهدني العريف الجلف ، فأمرني أن أحمله و ألقيه في الجرف ، وهو تجويف صخري عميق أشبه بالهو المعتم الذي لا قرار له ، ربما أعده الله أو الطبيعة مسبقاً ليكون نهاية لهذه الأجساد البشرية التي ستقتل في المعركة المستقبلية كما قال صديقي المؤمن الذي قتل بمقذوف قبل شهر ، شاهدني الضابط أحمله ، فنادي علي بصوته الأجش: لا تحمله كي لا يتسخ زيك العسكري زي ( أبو عداي )بدمه النجس بل جره من قدميه ، أنصعت للأمر ، وأنا أجره كان لا زال يبتسم ويتمتم بكلماته ربما كان يحمد الله على هذا المصير من يدري…
الموت على جبهات الحرب لا يعرف الحدود بين القاتل والمقتول، إنها حالة عبور فضيعة من مساحة إنسانية إلى أخرى، الموت يسخر من الهويات الإنسانية في الجبهة ويسخر من الحدود الأخلاقية التي يدسّها الوطن عميقاً في الأجساد، ثمة تخريب للروح لا يراه الوطن، الجسد ينتمي إلى مساحة إنسانية أوسع من هذا التراب الذي عليه أن يموت من أجله..لقد أحالت هذه الحرب العبثية روحي إلى خراب ، وصرت كمن عبره الموت بلا رجعه، ولم يعد يمكنني الرجوع إلى عالم الحياة.. سيظل موت الجنود على الجبهتين بلا معنى وبلا أدنى دلالة، إنه الموت البارد والسطحي كأشد ما يكون ، لأنه نوع من أمثلة الرعب البشري المتمثل في هذا الشخص أو ذاك ، أو في الثقافة التي كرسته، موت غير أخلاقي وليس له رسالة، هو موت شخصي أيضا بمعنى أنه لا يدعي أنه يقف خارج شخصية العالم الذي يقتله بل هو التعبير العميق عنه..
هكذا في أول فرصة سنحت لي تركت الجبهة و عزمت على أن لا أعود إليها ولو كان في ذلك موتي برصاصة مثل رصاصتي أبي..خرجت من العراق مع زوجتي إلى الاردن بمساعدة مهرب، مكثت فيها سنتين قضيت نصفها في سجن المخابرات العامة في عمان تحت عشرات التهم ، ثم طلب مني مغادرة ( البلد ) إلى أي مكان أشاؤه أو إعادتي إلى العراق ، اخترت أندونيسيا و هي من الدول القليلة جدا التي تسمح بدخول العراقيين بدون تعقيدات لمدة ثلاثة أشهر فقط..ومن هناك بدأت مأساة جديدة كان ضحيتها هذه المرة زوجتي …

يتبع ….



#تيسير_الفارس_العجارمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رحاب أيا صوفيا
- العقل الاستطلاعي ونقد الماهيات


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير الفارس العجارمة - لاجئ عراقي في نيوزلندا … صدام حسين قتل زوجتي..؟ الجزء الأول ……