أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - السيستاني ما له وما عليه 1/4














المزيد.....


السيستاني ما له وما عليه 1/4


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7747 - 2023 / 9 / 27 - 04:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ سنوات طويلة وأنا أفكر بكتابة تقييمي للمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، محاولا الابتعاد عن التقديس، أو المجاملات والمحاباة من جهة، وعن لغة الإدانة المبالغ بها والمنطلقة من حساسية مفرطة، تصل أحيانا إلى درجة الكراهة زكيل الشتائم، مما أرأب بنفسي عنه، بل أحاوا اعتماد الموضوعية، حسب تقديري القابل طبعا للخطأ والصواب.
يجب أن نقر في البداية إن السيستاني ليس مفكرا ولا سياسيا لامعا ولا قائدا وطنيا، كي يتأهل لكل هذا الاهتمام، ولولا دوره السياسي، بوجهيه الإيجابي الذي لا يجوز إنكاره، والسلبي الذي لا يجوز غض النظر عنه، لما كان إلا مرجعا من المراجع الشيعة التقليديين، ولا يمكن اعتباره من المجددين، ولما كانت هناك حاجة للكتابة عنه، وهذا لا يجب أن يفهم بعدم الاحترام. فالرجل في فقهه تقليدي ومحافظ جدا، عكس الفقهاء الذين يعتبرون مجددين، بدرجة أو أخرى، وبقطع النظر عن مدى اتفاقنا مع آرائهم، فشخصيا أختلف بدرجة أو بأخرى مع كل الفقهاء. والمثال على المجددين بدرجة أو بأخرى محمد باقر الصدر ومحمد حسين فضل الله وكمال الحيدري. فمثلا اشتهر السيستاني بأن يكون آخر من يعلن العيد، علاوة على آرائه الفقهية التقليدية، ومنها اعتبار غير المسلم أو المرتد عن الإسلام نجسا، وغيرها، كعدم جواز صرف الأموال الشرعية على غير الشيعي المتدين، فالشيعي يسمى باللغة الفقهية الشيعية (المؤمن)، والمتدين يسمى (العادل)، وعكس المؤمن (المسلم المخالف) طبعا عند أكثرية علماء الشيعة من غير المغالين وغير المكفرين للسنة، وعكس (العادل) والمقصود به الملتزم بأحكام الدين، هو (الفاسق)، وكذلك اعتماده كمعظم الفقهاء لشرط الذكورة لمرجع التقليد وغيرها، مما جرؤ بعض الفقهاء المجددين على مخالفة هذا (المشهور) من الفتاوى، فهاجت ضدهم موجة التكفير.
لذا سنتناول المرجع السيستاني في الجانب السياسي، حيث أصبح في العراق، وكأنه الولي الفقيه، لكن ليس وفق الرؤية الخمينية لولاية الفقيه، وإنما وفق رؤية محمد باقر الصدر، ليس اتباعا من السياستاني للصدر في ذلك، بل من حيث نتيجة الأداء كما سأبين، حتى انتهى – أيضا عمليا وليس اتباعا – إلى ما ذهب إليه محمد مهدي شمس الدين، في ألا ولاية لأحد على الأمة، إلا ولايتها هي على نفسها، وسأفصل كل ذلك، بما تسع المقالة.
وتناول السيستاني يفرض علينا تناول دور المجلس الأعلى للثورة الإسلامية للعراق (لاحقا المجلس الأعلى الإسلامي العراقي)، لأنه هو أول من رفع راية الولاء المطلق للمرجعية، خاصة بعدما تخلص من الحرج بمقتل محمد باقر الحكيم، الذي أراد أن يطرح نفسه مرجعا سياسيا، ليكون السيستاني مرجعا دينيا، مما كان سيولد ثنائية غير مسبوقة بها تجربة الشيعة فقهيا وسياسيا. مع العلم إن محمد باقر الحكيم رجل إيران للقضية العراقية، سرعان ما غير خطابه عند دخوله العراق بعد سقوط الديكتاتور، ليتحول من خطاب الولاء للجمهورية الإسلامية إلى خطاب عراقي محض، إما مراعاة للمرحلة باستخدام الوسائل الپراڠماتية، وإما أنه أدار ظهره لأولياء النعمة بعدما رأى الاستغناء عنهم، ومواصلة التنسيق مع الأمريكان، وإما هي رؤيته التي توصل إليها مؤخرا وأجل الإفصاح عنها لحين سقوط صدام ودخوله العراق. المهم إن المجلس الأعلى وعبد العزيز الحكيم الذي أصبح رئيسه بعد مقتل شقيقه، سارعوا باستبدالهم ولاية الفقيه (الإيراني) بالولاء لمرجعية السيستاني، وتاجروا وزايدوا بها، كما كانوا يتاجرون ويزايدون بالاندكاك في ولاية الفقيه في إيران، التي عنت بالنسبة لهم الولاء المطلق إلى ما يقترب من التأليه للخميني ثم لخامنئي. وما كان من حزب الدعوة إلا اللهث وراء مزايدات المجلس الأعلى ليعلن هو الآخر ولاءه وطاعته للمرجعية، كما جعله في إيران يلهث وراء شعارات الولائيين للجمهورية الإسلامية وعلى رأسهم المجلس ليعلن ولاءه للخميني ثم خامنئي، رغما عنه، ففي إيران كان الحزب يخاف من تهمة عدم اعتماد ولاية الفقيه، وفي العراق خاف أن يتهم أنه ليس مع الطاعة المطلقة للمرجعية.
من هنا بدأ نجم السيستاني يصعد سياسيا في العراق، حتى أصبح قوله قول الله، من عصاه، فقد عصى الإمام المهدي وعموم أئمة أهل البيت، ومن عصاهم عصا رسول الله، ومن عصاه عصا الله، ومصيره نار جهنم خالدا فيها أبدا. فإذا قال السياستاني انتخبوا قائمة الائتلاف العراقي الموحد 169، ثم 555، أصبح ذلك واجبا شرعا، من يخالفه يكون كتارك الصلاة وشارب الخمر ومزاول الزنا، بل راح البعض ليغالي ليقول ما لم تقله المرجعية نفسها، بأن من يخالفه تحرم عليه زوجته.
السيستاني الذي ينتمي إلى مرجعية النجف التقليدية التي لا تعتمد الإسلام السياسي، امتدادا لمرجعية الخوئي، رأى نفسه ألا بد أن يتصدى للشأن السياسي، ويتحالف مع أحزاب الإسلام السياسي الشيعية، ليس بالضرورة إيمانا منه بولاية الفقيه، بل لما رأى فيه مصلحة عظمى للدين والمذهب (للإسلام والتشيع)، للدين لأنهم مسلمون متدينون، وللتشيع لأنهم شيعة، رغم أنه حذر من الطائفية، ونصح القوى الشيعية كما نقل عنه ألا يسموا السنة (إخوتنا)، بل قال لهم قولوا (أنفسنا)، مع علمه – أو ربما جهله - أنهم (طامسون) إلى الأذقان في الطائفية. فكما كان شعار الخميني بعد إسقاط الشاه (همه چيز بايد در إين كشور [كشڤر] إسلامي باشد)، أي يجب أن يكون كل شيء في هذا البلد – يعني إيران – إسلاميا، فكان لسان حال القوى الشيعسلاموية "يجب أن يكون كل شيء في العراق شيعيا"، علاوة على أن يكون إسلامويا.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 163
- دين لاديني ناف للأديان ومتصالح معها 5
- دين لاديني ناف للأديان ومتصالح معها 4/4
- دين لاديني ناف للأديان ومتصالح معها 3/4
- دين لاديني ناف للأديان ومتصالح معها 2/4
- دين لاديني ناف للأديان ومتصالح معها 1/4
- أيقتل العراق بقتل رافديه ونحن ساكتون
- الدفاع عن الأقليات المقموعة واجب إنساني أخلاقي
- اعتزالي السياسة ما يترتب عليه ولماذا
- مع زهير كاظم عبود في إدانة جريمة حرق القرآن ٣/٣
- مع زهير كاظم عبود في إدانة جريمة حرق القرآن ٢/٣
- مع زهير كاظم عبود في إدانة جريمة حرق القرآن ١/٣
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٦٢
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٦١
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٦٠
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٩
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٨
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٧
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٦
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٥


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - السيستاني ما له وما عليه 1/4