سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7746 - 2023 / 9 / 26 - 13:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أن سنحت الظروف والاوضاع المضطربة التي أعقبت سقوط نظام الشاه بوصول التيار الديني المتطرف الى الحکم بزعامة خميني، فإنه قد سعى للإستفادة من الاخطاء التي وقع فيها سلفه وأدت الى سقوطه ولذلك فقد أسس ومنذ البداية لنظام دکتاتوري إستبدادي قمعي فريد من نوعه بل وحتى لايمکن أن نجد له من نظير خصوصا وإنه قد قام بتوظيف کل الامکانيات والمقدرات المتاحة للأجهزة القمعية ومنحها الاولوية المطلقة، لکن مع إختلاف إن خميني قد إستخدم العامل الديني وجعله أساسا وغطاءا للنظام.
الممارسات القمعية التي قام بها هذا النظام طوال ال44 عاما المنصرمة، صارت مضربا للأمثال من حيث بشاعتها ووحشيتها وخصوصا عقوبات رجم النساء والجلد وبتر الايادي وسمل العيون وقطع الآذان، وهو ماقد أعاد للأذهان الاساليب والطرق الوحشية في العصور الوسطى والتي کانت تستخدم ضد البشر، لکن الممارسات القمعية وعمليات القمع والابادة لم تقف عند الحدود الفردية بل وحتى تطورت الى عمليات إبادة جماعية کما حدث في مجزرة صيف عام 1988، والتي تم خلالها إبادة 30 ألف سجين سياسي ومن المثير للسخرية إن الرئيس الحالي للنظام الايراني کان عضوا في لجنة الموت التي أشرفت على تنفيذ تلك المجزرة.
لکن، کل هذه الممارسات الوحشية والدموية التي کانت غاية وهدف النظام المتعجرف من ورائها خلق حالة نفسية للحيلولة دون مواجهة ضده والسعي للإطاحة به، وبقدر ماأصر هذا النظام على ممارساته القرووسطائية التي لانظير لها إلا في محاکم التفتيش، فإن الشعب وقواه الثورية أصرت هي الاخرى بمواجهة النظام والتصدي له والسعي من أجل إلحاقه بسلفه نظام الشاه، وکمثال حي على ذلك فإن مجزرة إبادة 30 ألف سجين سياسي عام 1988، على الرغم من بشاعتها وفظاعتها، فإنها لم تتمکن من إثباط عزم رفاق درب أولئك السجناء السياسيين على مواصلة الصراع والمواجهة وکان لهم الدور الاساسي والفعال في معظم الانتفاضات التي إندلعت بوجه النظام والتي کان آخرها وليس أخيرها إنتفاضة 16 سبتمبر2022، والتي جسدت مدى ومستوى الرفض الشعبي العارم لهذا النظام والعزم على إسقاطه.
النظام وإن صور نفسه بالنظام المنيع وإنه لايزال يمسك بزمام الامور ومسيطر على الاووضاع، إلا إن واقع الحال لايثبت ذلك أبدا فالنظام کان ولازال متخندقا وفي حالة ذعر من هجوم الشعب الايراني عليه وسحقه، وبهذا الصدد تكشف التصريحات والإعلانات الأخيرة لمختلف سلطات النظام قلقها وخوفها من الذكرى المقبلة لانتفاضة 2022. وقد دق إسماعيل خطيب، وزير المخابرات في النظام، ناقوس الخطر بشأن "خطط العدو" بمناسبة الذكرى السنوية، مؤكدا على الحاجة إلى تعزيز التماسك الاستخباراتي وتعزيز وسائل الإعلام الحكومية والقدرات السيبرانية. وحتى المجلس الأعلى لقادة الحرس الإيراني انعقد، مع تحذير علي خامنئي من "أزمات متعددة" محتملة واستغلال أجنبي لمختلف الذرائع. ويتوقع حسين سلامي، القائد العام للحرس الإيراني، احتجاجات جديدة ويلقي باللوم على الجهات الفاعلة الأجنبية في أحداث العام الماضي.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟