فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7746 - 2023 / 9 / 26 - 11:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتقاعدون شريحة واسعة من الشعب العراقي أفنت حياتها في خدمة الشعب حيث كانت بالرغم من ظروفها الشاقة إلا أنهم كانوا متمسكين بإخلاصهم وتفانيهم بأيدي بيضاء في أداء أعمالهم الوظيفية وكانوا يعانون ضخامة العمل في حر الصيف اللاهب وبرد الشتاء القارص بصبر ونكران ذات حيث لا توجد مكيفات هواء في الصيف ولا صوبات في الشتاء وعندما يضايقهم الوقت في عدم إنجاز أعمالهم يتأبطون الأضابير وينجزونها في بيوتهم على حساب راحتهم وقضاء الوقت مع عوائلهم وأصدقائهم وإذا أجرينا مقارنة مع الأعداد الضخمة من الموظفين الآن فتكون النسبة 1% بالنسبة لضخامة الجهاز الوظيفي الآن بحيث لا ينجز الموظف في عمله المخصص بثمان ساعات سوى نصف ساعة في عمله لليوم الواحد وحينما يتقاعد الموظف الآن بحسب نسبة التقاعد بـ 80% من راتبه بينما يعيش الموظفون القدامى الذين تقاعدوا في ذلك الوقت بمبلغ يساوي خمسمائة ألف دينار فقط.
إن المتقاعدين الآن عوائلهم تتسول لطلب المساعدة في المقاهي والشوارع لأن الراتب الشهري لا يكفيهم في هذه الظروف سوى أسبوعين أو أقل فكيف بهم إذا كان سكنهم بالإيجار والذين يعانون الأمراض والأسعار الكبيرة في أسعار الدواء وإن كثير منهم لا يراجعون الأطباء الآن ويبقى يتحمل المرض وآلامه. والآن أصبح أطفالهم وأبنائهم بعيدون عن الدراسة وأصبحوا عتالين أو بائعي أكياس النايلون من أجل توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم ... والمطلوب الآن من حكومة السوداني التي تدعي بمؤازرة ومساعدة الفقراء للنظر بعيون إنسانية لهذه الشريحة من المتقاعدين وإنصافهم مثل المتقاعدون الآخرون وتحسين رواتبهم.
إن الأيام تترى وتستعرض الأجيال في المستقبل أمام منصة التاريخ وسوف ينطق التاريخ حكمه فيذم هذا ويمدح ذاك.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟