أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن أحراث - بّا جلول وفرّان دْيور المساكين بمراكش..














المزيد.....

بّا جلول وفرّان دْيور المساكين بمراكش..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7745 - 2023 / 9 / 25 - 02:52
المحور: سيرة ذاتية
    


في زمنٍ مضى.. إنه السبعينات من القرن الماضي..
كنت، نظرا لبُعد منزلنا عن الفران، مكلفاً رغماً عني بزيارة الفران مَرّتين على الأقل في اليوم..
وكم كنت أعاني لحظة استرجاع خبزنا أمام الاكتظاظ غير المُحتمل، نساءً ورجالاً، وخاصة في منتصف النهار. علما أنه الفران الوحيد حينذاك بحي ديور المساكين بكامله..
ومَرّة، ودون أن أدري، أدركت من خلال أحد العاملين بالفران أني أحمل اسم "وادي زيز"؛ ولم أكن أتوقع حينذاك أني سأزور هذا الوادي والمنطقة يوما ما..
لقد قلّص ذلك من ثقل محنة الحصول على خبزنا (الوَصْلة). وصار يكفيني في غمرة الازدحام أن أنادي "وادي زيز"، لأحصل في أقرب فُرصة على "وصلتنا"..
كان وراء ذلك إنسانٌ طيبٌ وخدومٌ ومحبوبٌ من طرف الجميع..
إنه بّا جلول، أي جيلالي داكن، اسمه الكامل..
علمت فيما بعد أن اسم "وادي زيز" مُستنبط من اسم الثوب الذي كان يلُفّ خبزنا..
إنه ذكاء مهني وإبداع جميل..
لا أخفي أني كنت أفرح لما كنت أحصل على خبزنا ومعه ابتسامة أنيقة من طرف بّا جلول..
ومرت الأيام والمياه تحت الجسر وفوقه..
وحصل أن استقرّت أسرتي بنفس حيّ وقُرب بيت بّا جلول، وصار حينذاك مستخدما بأحد فنادق مدينة مراكش. أما أنا، فكنت حينها طالبا أستاذا بالمدرسة العليا للأساتذة..
ونظرا للعلاقة الطيبة التي كانت تربط أبناء الحي، طلب مني بتواضع رجلٍ عظيمٍ مساعدته على تطوير إمكانياته اللغوية..
وبفرحٍ قديمٍ/جديدٍ، لم أتردّد في احتضان شغفه وحبه للمعرفة والعمل المُتقن..
بدأت التجربة بأملٍ وتفاؤلٍ، إلا أن اعتقالي في 27 فبراير 1984 قتل ذلك الحُلم الواعد..
لم أَرَ بّا جلول بعد ذلك حتى خريف سنة 1991، في إطار حفل استقبال متميِّز، لا ولن أنساه، من طرف أبناء حيي بديور المساكين، ومن بينهم الإنسان الطيِّب و"الخجول" بّا جلول..
وحتى الآن، لا يمكن أن تمُرّ مناسبة أو لقاءٌ دون عناقنا الحار واستحضارنا لتلك التجربة الإنسانية المجيدة..
يخاطبني دائما ب"أستاذي"، وهو لا يدري أنه أستاذي..
ما أروع بنات وأبناء شعبنا، وأخُصُّ اليوم بالذّكْر استاذي جيلالي داكن، بّا جلول..

ملاحظة:
با جلول، الثاني من اليسار في الصورة بأحد جبال أوكيمدن في شهر شتنبر 2021، رفقة بعض أبناء حينا بديور المساكين: سي مْحمد يسارا وبّا جلول ثم سي عبد العزيز وسي عبد المجيد، لهم جميعا كل التحية والتقدير..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والآن، ماذا بعد زلزال الحوز؟
- الزلزال المُؤلم يُجيب عن سؤال: لماذا نُناضل؟
- رموزٌ من زمنٍ مراكشيٍّ أحمر..
- لماذا تأجيل وقفة منددة بالتطبيع؟!!
- الذكرى 39 لاستشهاد المناضلين الدريدي وبلهواري
- هل الموت يغسل -الذنوب-؟!
- قُلْ لي حاجة، أيِّ حاجة..!!
- مجموعة مراكش 1984
- الذكرى 34 لاستشهاد المناضل عبد الحق شبادة..
- تاريخ انتصار معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري..
- المناضل الشامخ عبد الحفيظ حساني..
- زيارة عائلة الشهيد مصطفى مزياني (2023/08/12)
- طعنة -موخاريقية- وخارقة في ظهر الأشقاء..
- رسالة مفتوحة الى المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنس ...
- الذكرى التاسعة لاستشهاد المناضل مصطفى مزياني..
- النقابات، غائبة أم مُغيّبة..؟!! CDT -نموذجا-
- تأسيس اللجنة الوطنية للتضامن مع -ضحايا التسييس وتصفية الحساب ...
- التضامن مع حامي الدين قتلٌ ثانٍ للشهيد أيت الجيد..
- صديق وفي منذ زمن بهي..
- مناهضة التطبيع: بئس الذين ابتلعوا ألسنتهم!؟


المزيد.....




- بعد لقاء السوداني والشرع، ما دلالات ذلك بالنسبة للعراق وسوري ...
- هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تُكبد قناة السويس خسائر بـ6 م ...
- اليمن.. الحوثيون يعلنون ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الأمريكية ...
- قاضية أمريكية تعلق العمل بخطط إدارة ترامب لتنفيذ عمليات التس ...
- الأمين العام لحزب الله: نزع سلاحنا بالقوة خدمة للعدو الإسرائ ...
- دعاوى جنائية ضد المتورطين في تزوير ملفات الجنسية الليبية
- -واشنطن بوست-: روبيو ووالتز يؤيدان تدمير القدرات النووية الإ ...
- ترامب لا يستبعد وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا
- انكشف أمرها بعد 16 عاما.. إسبانية تدعي فقدان القدرة على الكل ...
- -تشرنوبيل الصامتة-.. كارثة جيولوجية نادرة في بحر آرال!


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن أحراث - بّا جلول وفرّان دْيور المساكين بمراكش..