|
صحبتي مع توال
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7744 - 2023 / 9 / 24 - 09:21
المحور:
سيرة ذاتية
تعرفت عليها منذ بضعة أيام، فقد دأبتُ على تناول طعامي وحدي في الحديقة العامة تحت ظلال شجرة زيتون قريبة من محل اقامتي، فاقتربت مني (توال)، وبسطت ذراعيها أمامي. شعرت انها تتضور جوعاً، فتقاسمت معها طعامي. شكرتني بحركات التودد بذيلها. ثم تفحصت قطعة الهمبرغر بأنفها ولسانها، والتهمتها دفعة واحدة. تذكرت حينها قول جدتي (نوفة): إذا جاءك الحيوان يبحث عن طعام فلا ترده، فربما جاءك ليحفز فيك إنسانيك ويزيح عنك همومك. فالرفق بالحيوان رحمة، وعبادة لها حسنات أفضل بكثير من التدين السطحي الذي يتظاهر به المنافقون. . تكررت لقاءاتي اليومية مع (توال)، حتى صرت التقيها مرة في الصباح وأخرى في المساء. وكلما تجولت وحدي في الحديقة. . الفرق بين الانسان والحيوان. ان الحيوان ربما يكون خطيراً عندما يجوع، أما الإنسان فيكون خطيراً عندما يشبع ويصاب بالتخمة. . من السهل ان تكتسب ثقة أي حيوان في غضون أيام معدودات بصرف النظر عن طبيعته وخصاله، وبصرف النظر عن قرونه وانيابه ومخالبه. لكن الثقة مع الإنسان كالإنسان نفسه. سنوات لتكبر وثوان لتموت. فلا تأمنن لرفقة احد من البشر حتى تراه في ثلاث: شدةٌ تُصيبك، ونعمةٌ تصيبه، وجفوةٌ بينك وبينه. فقد تحسب نفسك عزيزاً في قلوب البعض، ثم يأتي موقف يُنهي ظنونك كلها. فلا تغرنك كثرتهم من حولك. أغلبهم دون فائدة. أمر طبيعي ان يطعنك أحدهم في ظهرك. لكن صدمتك ستكون أكبر عندما تلتفت فتجده أقرب الناس إليك. فقد وصلنا إلى زمن نتعود فيه من الناس أكثر من الشيطان نفسه. ولا ترهق نفسك بالوفاء فالجميع يريدك حسب حاجته. وهم يتناقصون على طريق العمر. لم تأكلهم الذئاب بل تأكلهم المواقف. ومن تسقطه المواقف لن ترفعه الاعتذارات. . استمرت صحبتي مع (توال) التي تفننت في تقديم عروض الوفاء. الذي لا يقاس بما تراه أمام عينك، بل بما يحدث وراء ظهرك. لا يوجد في الحياة جهاز لقياس الوفاء أدق من المواقف. فمعظم الذين اشبعناهم حباً قتلونا قهراً ونحن على قيد الحياة. . نحتاج بين الحين والآخر ان نبوح للحيوان والشجر بأوجاعنا، لقد سقينا الشجر فأثمر وسقينا البشر فأنكر. ثم اكتشفنا ان أكثر البشر غدراً هم الذين شبعوا منك وقالوا عنك ما ليس فيك. فكن مستعدا لتحارب الذين حاربت من أجلهم. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دكاكين في بوابة خور عبدالله
-
الانشغال ب 1% فقط من همومنا
-
في بيوتنا شياطين متلفزة
-
إذن من طين وإذن من عجين
-
خيطوا حلوقكم
-
خارج طريق الإصلاح
-
غير معقول يا استاذ وائل !؟!
-
الموت لكبار السن
-
أساطيل يقودها فلاح من المشخاب
-
رائد الفضاء الزراعي
-
مدافع الشفق القطبي
-
من هو الأغَم. ومن هم الغُمّان ؟
-
تراشق في مقاهي الفوضى
-
حروب المناخ باسلحتها الجديدة
-
النجاة من محطات التراشق
-
صافر قبل ساعة الصفر
-
هياكل لمخلوقات غامضة
-
القواد الأشهر في تاريخ العرب
-
هل تتأثر السويس ببدائل الطرق ؟
-
قناطر خيرية حاربها الاعلام
المزيد.....
-
سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بش
...
-
الخارجية السلوفاكية تستدعي السفير الأوكراني وتسلمه -احتجاجا
...
-
لقاء مرتقب بين مبعوث ترامب ونتنياهو والجيش الإسرائيلي يسقط م
...
-
بسبب اكتظاظ السجون.. السويد تدرس ترحيل المدانين لقضاء عقوبات
...
-
السيسي ردا على ترامب: -لا يمكن أن نشارك- في تهجير الفلسطينيي
...
-
السويد تدرس إمكانية استئجار -سجون- في دول أخرى!
-
كانت في طريقها من دبي لموسكو.. طائرة -بوبيدا- الروسية ترسل إ
...
-
تقرير عبري يثير تساؤلات حول غياب سلاح الجو خلال الساعات الأو
...
-
أنباء عن مقتل ثمانية من أبرز قادة الدعم السريع في السودان
-
نائب روسي: الضغط على موسكو بخصوص أوكرانيا أسطورة من تأليف زي
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|