أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض محمد سعيد - الثقافة العربية في خطر














المزيد.....

الثقافة العربية في خطر


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 7742 - 2023 / 9 / 22 - 03:24
المحور: المجتمع المدني
    


استمعت الى محاضرة للمرحوم للدكتور عبدالله الدنان حول ثقافة العرب وقراءة الكتاب وتأثيره على الوعي العربي مما دفعني الى التعرف على بعض الحقائق المؤسفة حول ضعف اسلوب التربية و التعليم و التثقيف العام وعلاقة الفرد بالكتاب . وقد ذكر ان في أحصائية عن علاقة الفرد بالكتاب ورد فيها ان الفرد في بريطانيا يقرأ بمعدل من (40 الى 45) كتاب في السنة و هي اعلى نسبة بين دول العالم وتأتي بقية الدول الاخرى نزولا بالتوالي .. لكننا كوننا عرب نهتم بما يخصنا كعرب ومع الاسف جاءت الاحصائية مضحكة ... إذ كانت النسبة ان كل (80) فرد يقرأون كتاب واحد في السنة ، بمعنى ان كل فرد قد يقرأ صفحتين او ثلاثة في السنة . وهذا يؤدي بالاستنتاج الى قلة الثقافة . فمن اين سيستحصل الفرد العربي على الثقافة اذا كان لا يقرأ ؟ . قد يقول البعض ان توفر المعلومات عبر الانترنت دفع الاغلبية الى اللجوء الى الانترنت ومحركات البحث للحصول على المعلومات ، لكن هنا يجب الانتباه الى ان الانترنت مساحة مطلقة الحدود ويمكن ان تجد فيها الاف بل ملايين المعلومات المضللة وقد يقع المستخدم في براثن المزورين و المروجين للافكار الضارة و المسيئة دون قصد ، بينما يبقى الكتاب كيان قائم بذاته وبعنوانه و موضوعه و بأسم المؤلف ، ومن الصعب تزويره او تحريفه .
نعلم جميعنا ان البلاد العربية هي بلاد الاسلام والمسلمين وبالتالي فهم غالبا ما يتلقون ثقافاتهم من دور العبادة في صلاة الجمعة او الرمضانيات ، لكن هل هذا يشمل ويغطي الثقافة العامة او هل يشمل كل افراد المجتمع ؟ . الجواب بالطبع لا . ناهيك عن ان الخطاب الديني يصب معظمه في الحفاظ على اركان الاسلام وبناءه الرصين اضافة الى ايدلوجيات الدين السياسي التي قد تكون مدسوسة او ملغومة احيانا عبر المجالس الدينية التي تحول اغلبها الى منابر لترويج افكار الاحزاب السياسية الدينية وبعضها طائفية لأحتوائها على مضامين مباشرة او غير مباشرة لأفكار مشوشة او بدع وخزعبلات و اوهام يحاول رجال الدين حشرها من اجل و تعظيم المذاهب كاسلوب لاثبات الافضلية على الاخرين بقصد كسب اكبر قدر ممكن من العامة المؤيدين .
اذن المنابر الدينية تنشغل احيانا عن هدفها الاساسي في زرع القيم و تهذيب السلوك الاجتماعي و الابتعاد عن المعاصي والسعي الى الاخلاق الحميدة ليعم المجتمع الامن و السلام .ومع ذلك فان المنابر الدينية لا تغطي المجتمع كله لا بالزمن ولا بالمضمون وبالتالي ستكون هناك فجوة في سعة الاطلاع و الثقافة العامة لتنمية و تغذية العقول .
من هنا يمكن ان نقول ان هذا النقص حتميا سيؤدي الى خلل في الوعي نتيجة نقص الاطلاع و الثقافة و بالتالي الى قلة الادراك في التعامل مع مشاكل الحياة مهما كانت صغيرة .... فمثلا عندما يتنازع اثنان في نقاش فكري ويشتد الخلاف بينهم سينتهي حتما بالايدي و السبب معروف (قلة الثقافة و الوعي و الادراك وغياب القدرة على المحاججة والتفاهم) ، اذ أن الطرفين غير متسع في الفهم و التفهم فكيف سيتفاهمون رغم ان ديننا يقول وجادلهم بالتي هي احسن ، و ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة ، لكن الواقع غير ذلك . اضافة الى قلة فرص استخدام العقل في الاستنتاج والاتساع في التفكير . وقد ورد في تقرير اليونيسكو أن البلاد العربية لا تُعلم اجيالها التفكير و الاستنتاج ، فمثلا ، واحدة من اساليب التعليم في المدارس أسلوب الامتحانات ان نعطى للطالب قطعة انشائية نثرية ثم يطلب منه ان يجيب على اسئلة اجوبتها من القطعة الانشائية . وقد تعود الطالب ان يحفظ القطعة دون التفكير في محتواها ولنأخذ المثال التالي
قطعة نثرية احتوت على ما يلي :
امرأة تنظف منزلها بعد ان ذهب اولادها الى المدرسة وهي تحني ضهرها. ودوما الاسئلة تكون
ماذا كانت الام تفعل ؟ ... الجواب موجود
متى كانت تنظف بيتها ؟ ... الجواب موجود
لكن اذا سئل التلاميذ هل كانت المكنسة طويلة ام قصيرة ؟
تأتي الاعتراضات ويخرج الطلبة يقولون انهم يسألوننا من خارج النص بينما لو استخدمو التفكير و الاستنتاج لعلموا ان المرأة حنت ضهرها لان المكنسة قصيرة . وهذا يؤكد انهم لا يُعلمون الطلبة التفكير و الاستنتاج .
من جهة اخرى ، نعلم ان واحدة من اهم تبادل ونقل الثقافات يتم عن طريق الترجمة وهو ما قامت به دول الغرب عندما كانت الامة الاسلامية في اوج عظمتها وهو نفس ما قامت به امتنا العربية الاسلامية حين قام علمائها و فقهاءها بترجمة كتب و مؤلفات عظماء الغرب ومفكريهم وفلاسفتهم من الرومان وغيرهم . فهكذا يتم تبادل الثقافات و انتشار النهضة و الحضارة . لكن واقع الحال اليوم غير ذلك فامتنا العربية متأخرة في مجال الترجمة وبالتالي نقص نقل و تبادل الخبرات و الثقافات . وليكن للعلم فقط ومن اجل المقارنة فقد ورد ان لتوانيا التي يبلغ عدد سكانها اكثر من (7) مليون نسمة تترجم كتب الى اللغة اللتوانية اكثر مما يترجم العرب كلهم .
من جانب اخر ، بما يتعلق بالاعتزاز بلغتنا الأم (اللغة العربية) وهي لغة القرءان نجد ان العديد من التخصصات تدرس في الجامعات باللغة الانكليزية . فنحن العرب نعمل بقاعدة (فتشبهو ان لم تكونو مثلهم) فيتم تدريس الطب بلغتهم . وعلى الرغم من عدم ممانعة ذلك لكننا يجب ان نعلم وللتاريخ نقول حقيقة يجب ان يعرفها و يتذكرها العرب و الفرنسيون وهي ان جامعة السوربون عندما بدأت تدرس الطب في عام 1258 كانت تدرس الطب باللغة العربية ولمدة 400 سنة . وذلك يؤكد ان المشكلة ليست في اللغة و لكن المشكلة في اهل اللغة الذين اصابهم العجز في التفكير و التدبير.



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصر أم البصيرة
- علوم دينية و علوم دنيوية
- هل نتوقع وقوع كارثة
- على من يقع اللوم ... كل اللوم
- بين الواقع و الواقع الافتراضي
- العراق وكأس العالم للشباب
- من هو الأب
- أي أجراس ستقرع
- ألمٌ في العراق
- أهلك سبب بلواك
- العراق في المرآة
- ياما في الشوارع مجانين
- دهوك وضحايا غياب السيادة
- هل اشتعل الفتيل
- الخيار الصعب
- الغيرة المشروعة
- على ضوء قراءة فائق الشيخ علي لمسقبل العراق 2024
- صباح عراقي
- أعظم دولة في العالم
- الحياة و القانون


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض محمد سعيد - الثقافة العربية في خطر