محمود عساف
الحوار المتمدن-العدد: 7742 - 2023 / 9 / 22 - 03:19
المحور:
سيرة ذاتية
من ذاكرة الصِبا وألم ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا ... ، .
________________
في ذلك اليوم كان موعد زفاف ابن عمتي وقد تم حجز الصالة وتوزيع كروت العرس مع المطباقانيات قبل ذلك بإسبوع .
قبل الحفل بسويعات رأيت ابي واعمامي والاقارب ووالد العروس ومن بينهم ابن عمتي العريس يتشاورون واتخذوا القرار الطبيعي إلغاء الحفل واقتصاره فقط على ان يصمد العروسان في بيت عمتي والدة العريس دون موسيقى او غناء .
وتم تبليغ ما امكن تبليغهم من
المدعوين بإلغاء الحفل ، وكان وقتها الهاتف الارضي فقط .
رأيت والدتي وعماتي وخالاتي ونساء الحارة يبكين بصمت والقهر على وجوههم وجلس العروسان على الصمدة في غرفة لا تتجاوز 5 امتار طولا وبعرض 3 امتار والجميع يجلس على الكنب والكراسي .
وكنت انا واقفا على الباب اشاهد هذا الحفل الصامت ، فقامت احدى اقاربنا بإطلاق زغروته فما كان من والدي ان حضر فورا وقال لها ان لا تكرر ذلك .
واذكر ايضا ان احدى الجارات عندما سمعت الزغروته ان دخلت وقالت ما قالته بغضب .
كان حفل صامتا لكنه جسد المعنى التضامني في الشعور بألم شعبنا وكرس لديّ معنى الانتماء للأرض والانسان وان قضيتنا لم ولن تموت فكان حفل زفاف تضامني مع دماء شعبنا.
فقد كان يوم مجزرة صبرا وشاتيلا الذي رسخ ألما وقهرا في نفوسنا ولم ولن ننسى .
#محمود_عساف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟