جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 08:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الوقت الذي تحاول فيه أحزاب ومنظمات المعارضة المصرية تجميع قواها للضغط على الرئيس المزمن كي يستجيب للحد الأدنى من التعديلات الدستورية التي تخرج مصر من رزمة الدول الاستبدادية التي أوصلت شعوبها إلى حدود التسول على أبواب السفارات، تستمر مؤسسة الأزهر القابعة باستمرار في أحضان السلطة، تستمر في تخريج عتاة المشعوذين، والممسوسين ـ بحسب اللغة الأزهرية ـ، والدعاة النجوم، والمشايخ المحترفين الذين يجري اعتمادهم من وزارة الأوقاف كأئمة في المساجد.! وغير ذلك من اللحويين الأجلاء الذي يطلق عليهم الأزهر لقب العلماء حتى أصبح في مصر وحدها ما يقارب المليون وثلاث أربع من أولئك العلماء..! وجميعهم يعملون بلا كلل في مد خطوط السكك الحديدية الواصلة إلى محطة الحور العين الواقعة شمال دلتا نهر العسل.!
واحد من هؤلاء المشايخ الأزهريين ويعمل بصفة إمام جامع محترف، حجز له، ولكل المواطنين المواظبين على أداء الصلاة خلفه في مسجد الحامدية الشاذلية في القاهرة، مقاعد في الدرجة الأولى في قطار الصعيد الذي سينقلهم إلى جنة الخلد..! وقد ضمنوا ذلك لأن ليلة القدر تمَّ حصرها وتحديد وقوعها في ليلة السابع والعشرين من رمضان الفائت، وفيها يستجيب الله تعالى كما هو معروف لعامة المسلمين، ويحقق رغبات وطلبات عباده المحتاجين وغير المحتاجين إذا طمعوا في المزيد..! وقد تأكد هذا الموعد القدري بشكلٍ جازم بعد أن تسلم الإمام الدسوقي رسالة شفوية من الرسول المعظم بواسطة أحد المصلين الصالحين ينبئه فيها أنه سيحضر للصلاة في هذا التاريخ في مسجدهم مسجد الحامدية.!
كل ما تقدم، لا جديد فيه..! لأن مثيل هذه المنجزات حصلت من قبل وستستمر في الحصول بفضل رعاية الأزهر الشريف لكن، الجديد في تخريفة رمضان هذه المرة، ما ذكره رئيس القناة الثامنة في تلفزيون مصر المحروسة حيث أكد وبصفته شاهد إثبات على صحة الخبر العجب وقال: لقد سمعت بأذني الشيخ الدسوقي يرحب بالرسول قائلاً: أهلاً بك يا رسول الله.! وقد قال الشيخ بعد قيامه بواجب الترحيب: إني أرى الرسول يؤمنا ثم بدأ بالدعاء مخاطباً الرسول وجهاً لوجه وباشرنا جميعاً الصلاة وكنا نشعر بالفعل أنها ليلة القدر.!
أحد المشايخ من خارج مصر وكان سافر لقضاء العمرة والصلاة في مسجد الرسول في الثلث الأخير من رمضان لضمان ملاقاة ليلة القدر، زعل أشد الزعل حين سمع بالخبر وقال بعد أن استغفر ربه ثلاث مرات:
لقد سافرنا ألاف الأميال لنصلي في حضرة الرسول وهو يتركنا ويذهب ليصلي في القاهرة..! لو كانت القناة الثامنة أعلمتنا لكنا غيرنا وجهة سفرنا، على كلٍ سامحهم الله هذه المرة.!؟ نقطة أول السطر
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟