ابتسام الحاج زكي
الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 18:53
المحور:
حقوق الانسان
* كلما صفعتنا صور مهشّمة يزخر بها شارعنا المبتلى بكم المتراكم الفوضوي والانحدار القيمي، يلهج القلب قبل اللسان أن الحمد لله حمداً كثيراً؛ لسلامة أيدينا سواء من قريب أو بعيد في فوضى الإنسان والمكان التي بتنا نعيشها، وهذا أضعف الإيمان.
** ودرجات الحرارة جاوزت نصف درجة الغليان، لتصهر معها حرقا كل الأشياء الثمينة وأولها الضمير الذي يشاهد قسوة المشاهد ولا يحرك ساكنا، فما ذنبه إن ولد في زمن عقيم، طفل عرضة لألسنة الشمس الحارقة، تستجدى به بين السيارات امرأة لا نحسبها والدته لقسوة ما ترتكبه بحقِّ وليدها المستسلم لجبروت حظه العاثر الذي أوقعه في بيئة توهم انها إسرته.
*** فتيات صغيرات يسرحن في منعطفات طرق لا نظنها آمنة، متخذات من الإشارة الضوئية مستقرا لهن، وقد أعددن العدة للتزاحم والتسابق على الظفر بعطية أحدهم بعد مسح زجاج سيارته، ليغيب بعدها الأمان الذي يحفظ لهن كرامتهن.
**** ترفع له القبعة وانحناءة علّهما يفيان ولو بقليل من جهد يبذله في ظهيرة صيف تتسابق الأخبار بوصفه الأكثر لهيبا على وجه من استبدلوا بساطتها وانبساطها بتعرجّات ومنحدرات لأقدام أضلّت خطوتها الآمنة، والحديث هنا عن رجل الشارع بما تحمل المفردة من معنى رجل المرور.
***** يسابق الرياح ولا يبال بشارع يضجُّ بمفاجآت غير آمنة العواقب في مجملها، حتى يخيّل وكأن لعبة إلكترونية هي ما نراه أمام أعيننا وليس حقيقة، فحين يتزاحم أحدهم وسيارة عالية المواصفات متجاهلا غباء ورعونة من يقودها، هنا لا نملك إلّا الدعاء له بالسلامة وببركة الرزق ما دام همّه إيصال الطلبات بالسرعة القصوى ليعزّز الثقة بينه وبين صاحب المطعم والزبون؛ وليؤمن له لقمة عيش وإن كان لهيبها بلهيب الطقس والوجبة المطلوبة.
#ابتسام_الحاج_زكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟