أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جعفر المظفر - محاولة إغتيال طارق هل كانت من تدبير صدام حسين ؟*














المزيد.....


محاولة إغتيال طارق هل كانت من تدبير صدام حسين ؟*


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 16:19
المحور: سيرة ذاتية
    


من الصعب تبرئة صدام حسين من كثير من الأحداث الإجرامية التي حفل بها عصره فالرجل ذا عقلية تآمرية لا تتردد عن نصب الفخاخ لإنهاء الخصوم, وحين يكون في رأسه هدف فإن نصب سرادق المسرحيات التي تساعده على انجازه يكشف عن عقلية تم تكوينها في ظروف استثنائية جعلته لا يتردد عن تصفية أقرب الناس إليه.
إن مسرحية قاعة الخلد (22/7/1979) التي تم من خلالها إعدام نصف قيادة الحزب واثنين وعشرين كادراً متقدماً, وإيداعه السجن لأكثر من خمسة وعشرين آخرين على أن تتم تصفيتهم جميعاً تحت التعذيب الوحشي, والتي كانت فاتحة لعصر رئاسته المطلقة, وذلك في أعقاب إزاحته الرئيس أحمد حسن البكر, أكدت من جانبها أن الصديق الوحيد لصدام حسين هو صدام حسين, وحده لا شريك له.
وأنا شخصياً أتذكر جيداً بعد محاولة ناظم كزار مدير الأمن العام الإطاحة بالنظام العشائري الذي كان على أبواب الإستيلاء على الحزب والسلطة والدولة, أن صدام قال لنا في إجتماع ضم الكوادر المتقدمة في الحزب وعُقد في قاعة الخلد المشؤومة, وحضرته بصفتي عضواً في مكتب الطلبة والشباب القومي, وكان الهدف منه الحديث عن محاولة ناظم كزار وأيضاً لإقناع البعثيين بمشاركة أحد أفضل وأنقى البعثيين على الإطلاق وهو الشهيد الخالد عبدالخالق السامرائي, أتذكر جيداً أنه قال في معرض حديثه عن عبدالخالق السامرائي ولغرض الرد غير المباشر على الإتهامات التي تنال منه بدعوى انه لم يكن رحيماً حتى بأقرب اصدقائه, أنه لم يكن احتفظ بعلاقة صداقة مع أحد طيلة تاريخه سوى مع (فاتك الصافي).
ولن يكون صعباً العثور على تفسير بسيط لهذا التكوين النفسي فالرجل عاش منذ بداية حياته ظروفاً عائلية وبيئية خلقت منه ذاتاً كبيرة خائفة من المحيط وحاقدة عليه وميالة للإنتقام منه.
أحد معارفه حينما كان طالباً في ثانوية الكرخ وكان يشاركه نفس رحلة الصف الدراسي, بعد أن جاء إليها صدام مستجداً, قال أنه عرض عليه مساعدته غير أنه تفاجأ حين رد عليه موضحاً أنه, رغم تقديره لعرضه, فإن عليه أن يعلم بأنه لا يميل أبداً لعقد صداقة مع الآخرين وأنه تمنى عليه بعد ذلك ان لا يأخذ الأمر شخصياً.
ولست أحسب أن صدام كان من هذه الناحية استثناءً تاريخياً, لان الميل الشخصي إلى حسم زعامة السلطة, والبقاء فيها : واحداً أحَدْ, هي صفة يشاركها فيها أغلب الحكام المطلَقين الذين يتعاملون مع الدولة كمُلكٍ شخصي تم لهم الإستيلاء عليها بالقوة الغاشمة.
عبدالكريم الشيخلي كان شاركه لقمة الخبز ورِفقة السكن, وكانت الناس تحسبهما أشقاءً من ذات الرحم, إلا أنه أزاحه من القيادة ثم دبر مقتله دون أن يرمش له جفن, ولا تعرف الناس حتى هذه اللحظة السبب الذي دفعه إلى ذلك سوى كونه بتاريخٍ بعثي منافس.
كذلك فعل مع عبدالخالق السامرائي, لا لسبب مطلقاً إلا لكونه النقيض الأخلاقي الذي كان مستحيلاً بناء دولة العشيرة إلا على جثته, فَتَحين أول فرصة لكي يتهمه بمشاركة ناظم كزار محاولته الإنقلابية, ثم حكم عليه بالإعدام وساقه إلى ساحة الموت ولم يكلف نفسه بمحاكمته حتى ولو صورياً. وهناك من يعتقد أن صدام حسين متهمٌ أيضاً بقتل إبن خاله ووزير دفاعه عدنان خيرالله لأنه صار وقتها أحد الاسماء المطروحة بقوة لاستبداله في مرحلة كثر فيها الحديث عن ضرورة وجود البديل.
إن الصفحة ستضيق حتماً حينما تكون هناك نية لجرد ضحايا صدام حسين من أولئك الذين كانت جريمتهم الوحيدة أنهم كانوا آيلين للتكون كأسماء مرشحة لاستبداله, وذلك كحلٍ صار لازماً لإنهاء الأزمات المستفحلة في البلد التي كان هو شخصياً مصدرها الأساسي. وسيجد كل مهتم بهذا الشأن أن من السهل العثور على مصادر لو شاء أن يغني بها معلوماته, لذلك سأعفي نفسي عن مهمة ملاحقتها هنا, والتي ما جئت ببعضها إلا لغرض أن أطرح السؤال الأهم في هذا المشهد المفصلي, ألا وهو محاولة إغتيال طارق عزيز حينما كان يهم بالدخول من بوابة جامعة المستنصرية لنية حضور المؤتمر الأسيوي الطلابي الذي تقرر أن تنعقد جلسته الإفتتاحية في قاعة المؤتمرات العائدة لتلك الجامعة.
إن القنبلة التي ألقيت على موكب تشييع ضحايا المستنصرية بعد يومين من محاولة الاغتيال كانت قد أتت لتزيد الشكوك وتدعمها, فالقنبلة كما أشرنا قد ألقيت من مكان قريب من المدرسة الإيرانية التي تم اغلاقها قبل شهر. كما أن قوات الأمن التي انتشرت لحماية مسيرة التشييع كان متوقعاً منها حتماً ان تشدد الحراسة حول البيت الذي كانت تشغله المدرسة, وهو أمرٌ لم يكن تغفله قطعاً, ولو أن ذلك كان قد فاتها لما ظل مسؤول أمني دون محاسبة شديدة, بخاصة وأن الصف الأمامي للتظاهرة كان قد ضم عضوين من أعضاء القيادة القومية وأكثر من عشرة من الكوادر الحزبية المعروفة بما يجعل التضحية بهم أمرأ صعباً, لكننا مع ذلك لم نسمع بأن المحاسبة قد نالت ولو شرطيا بسيطاً من رجال الأمن فكيف بمديره العام ورؤوساء أقسامه.
إن كل هذا التقديم لا يعني بالضرورة أن صدام هو الذي دبر محاولة الإغتيال لكنه يعني أن إفتراض قيامه بذلك هو أمرٌ وارد تماماً, فالرجل كما هو معروف ذا عقلية تآمرية استباقية, وهناك أكثر من دليل على أنه كان على استعداد لتصفية أقرب الناس إليه لأجل الهيمنة على السلطة دون خوفٍ من خصمٍ أو رفيقٍ منافس, لذلك تصبح مهمة تبرئته صعبة جداً ويصير من يحاول القيام بها في موقفٍ لا يحسد عليه أبداً.
وتوقع أن صدام هو الذي كان وراء الحادثتين لا يفترض بالضرورة أنه كان السبب وراء قيام الحرب, وأرى أن تحميله وزر الأمر اعتماداً على هذه الأسباب هو تبسيط لواقع الصراع المعقد بين البلدين الذي يتحمل كثيراً الحديث عنه بما فيه دور الخميني الذي لم يكن يقل عن صدام في القمع أو التخلص من الخصوم والمنافسين.
وسأقول .. إنني سأتحدث عن ذلك في الحلقة القادمة وسأذكر بشكل خاص الأسباب التي تجعل البعض يستبعد أن يكون صدام مستعداً للتضحية بطارق عزيز بشكل خاص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في ضيافة المدافع ... ذكريات الأيام الساخنة (5)



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهداف مسيرة التشييع 4
- محاولة إغتيال طارق عزيز*
- في ضيافة المدافع .. مذكرات الأيام الساخننة (2) يوم المستنص ...
- في ضيافة المدافع .. تلك الايام الساخنة (1)
- الكيان الشيعي العراقي الموازي من دولة السلطان إلى دولة الولي ...
- سقوط النظام الملكي العراقي .. قراءات خاطئة (2)
- الرابع عشر من تموز .. قراءات خاطئة
- مقدمة كتابي الرابع (ثلاثة إسلامات)
- شخصية العراقي
- العنف العراقي ... صفة جينية متغلبة أم نتيجة لأسباب
- من رفض المشكلة إلى الرفض المشكلة
- ثلاثة إسلامات .. المقدمة
- العرب الذين غزوا فارس هل كانوا بدواً حفاة
- البحث عن الهوية والذات .. قُل هكذا تحدثت البصرة.
- بين العقائدي والبراغماتيك
- عن كرم أهل البصرة وترحابهم بأهل الخليج في كأس الخليج
- على عنادك على عنادك / أحبهم وأحرك إفادك
- الحزن الأسود والفرح الملون
- ثقافة لحظة المغادرة وثقافة لحظة الانبهار
- ذكريات بطعم الحنظل وأخرى برائحة الشَبوّيْ .. (4)


المزيد.....




- القبض على -سفاح صيدنايا- ومقتل شجاع العلي في سوريا
- زيارة مثيرة للجدل: رئيس المخابرات العراقية يلتقي أحمد الشرع ...
- ماذا نعرف عن تعيينات الحكومة الانتقالية السورية الجديدة؟
- حقائب مهجورة وزجاج على الأرض.. هكذا بدا مطار صنعاء الدولي بع ...
- بولندا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتركيز على ا ...
- الدرك المغربي يداهم قرية ويحرر 19 شخصا كانوا محتجزين في ظروف ...
- شولتس يعلن اتفاقه مع ترامب على تنسيق المواقف بشأن النزاع في ...
- ريابكوف: موسكو ترى مؤشرات على انطلاق سباق تسلح جديد بالفعل
- الحوثيون يقصفون مجددا مطار بن غوريون
- أوروبا 2024.. هزيمة استراتيجية التصعيد


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جعفر المظفر - محاولة إغتيال طارق هل كانت من تدبير صدام حسين ؟*