|
رحلاتٌ إلى مَوطن الجرْمان 2 / 3
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 08:49
المحور:
سيرة ذاتية
الجنائنُ الألمانية
رحلتي الثانية ، الألمانية ، أعقبَتْ تلك الفائتة ، السالفة الذكر في حلقتنا الأولى ، بأربعة أشهر ، لا أكثر . صادفَ ذلك حلول فصل الربيع ؛ أو أواخره ، تحديداً . إلا أنّ الموعدَ نفسه للرحلة ، ما كانَ أقلّ إتفاقاً . إذ كنتُ وقتئذٍ في باريس ، لحضور كونفرانس ، مُعارض ٍ ـ أو سَمِهِ ما شئتَ ـ تحت مسمّى " الملتقى الوطني السوري " . وبما أنّ صديقي نفسه ، الذي سبق وإستضافني في منزله ، الألمانيّ ، كان مُشاركاً أيضاً في ذلك الملتقى المهيب ، فإنه ما توانى عن إلحاحه لي في مرافقته ، براً ، إلى بلاده . هكذا ، تحتمَ عليّ ، أنا المصابُ بمسّ من جنيّ الطرقات السريعة ، أنْ أنزوي نهاراً بكامله في إحدى زوايا سيارةٍ أنتيكيّة ، ما أسرعَ أن تحوّلتْ إلى صاروخ عصريّ ، ما أن إستوى صاحبها خلفَ المقود . قائدُ رحلتنا هذا ، هوَ أحد أقرباء مضيفي . كان من شيمة خلقه ، الكرديّ ، أن يُستفزّ من أيّ مخلوق ، حتى ولو كانَ عصفوراً ، يخاطر بتجاوزه . فتراهُ عندئذٍ كما لو أنه متقمّصٌ للشخصية السينمائية ، المثيرة ؛ العميل رقم 007 ، فيضيفُ أرقاماً قياسية لسرعة مركبته الفضائية ، القصوى !
في الدرب من العاصمة الفرنسية إلى " هامبورغ " ؛ وخِلل مَسالكنا عبْرَ جسَدِ الحسناء الألمانية ، المديد ، والذي طويناه بدءاً من خاصرته الغربية ، كان لنا محطتان مبتسرتان ؛ الأولى ، في ضواحي مدينة " كولونيا " ، والاخرى داخل مدينة " بريمن " . هنا وهناك ، تأتى لي عن قرب إلقاء نظرة متفحّصة ، بالرغم من كونها عابرة ، على محاسن المنازل المتناثرة حولنا ، والمتبدية كفراديس ربانيّة ، صغيرة . كلّ جنينةٍ ألمانيّة ، إذاً ، هي بمثابة جنة خلدٍ . فيها يَخلِدُ ربّ البيت وأسرته إلى سلام هدوئها وظلال أشجارها وعذوبة عبيرها . وبما أنّ المناخات متنوعة في هذا البلد الأوروبي ، الشاسع ؛ فنلاحِظ على سبيل المثال ، أنّ التأثير الهولنديّ ، بيئة ً وذوقاً ، غالبٌ على ولاية " كولونيا " . هذا التأثيرُ حاصلٌ ، بالخصوص ، على أنواع الزهور المفضلة لدى المواطنين ؛ كما في تشكيلة الربيع للفصيلة البصلية من التولبان والنرجس والزنبق ، المتناهية بألوانها ، الهادئة ، شاملة ً الأحواضَ والمساكبَ ، سواءً بسواء . ما سبق الإشارة إليه ، من الإهتمام بالمساحات الخضراء وواحاتها الملونة ، تستوقفُ المرءُ في إرتياضه لربوع موطن الجرمان ورياضه ، وتحديداً على مشارف الصيف . وإذاً ، فلا بدّ أن يستلفت طرفكَ وأنت المُحاذي لهذا البيت أو تلك الفيلا ، مقدارَ الإعتناء المنذور للحديقة ، حتى تتبدى بهذا التشكيل الأخاذ ، المتميّز . الإهتمام الفائق ، الذي يبديه كل ألماني بحديقته ، يُجيز للمرء يقينَ الإعتقاد بأنها أضحتْ ، بالنسبة له ، كإبنةٍ حبيبةٍ ، أثيرة . إنّ خلق المواطن هنا ، المتسِم بالدقة والتنظيم والذوق والرهافة ، لا يُعبّر عنه أصدق تعبير ، إلا خلقِهِ لتلك التحفة الخضراء ، الضاجّة بهارمونية التلاوين ، والتي تحفّ بواجهتيْ منزله . وإذ يحرصُ ، غالباً ، على أن يكون ذلك المنزل رفيقاً أميناً لسنّ تقاعده ومربعاً لسني شيخوخته ، فلا غروَ أنْ يعطيه ، في فتوته ورجولته ، معظم أوقات فراغه ، وعلى قلتها . هذا السلوك ، الموصوف ، لا يفارق الإنسان الألمانيّ ، سواءَ أكان مقيماً في المدينة أو في الريف : فكلا هذان الضربان من حياة ذلك الفنان ، قادرٌ على لياقته وحيويته ، وجديرٌ به ، حقاً .
في مدينة " بريمن " ، التي لن نمكث فيها سوى هنيهةٍ ، على الأقدام ، ريثما نوّدعُ رفيقيْ الرحلة الآخرَيْن ؛ في إحدى كبريات مدن الشمال الألمانيّ هذه ، يعيشُ عددٌ من أخوة مضيفي . وسنعود إلى تلك المدينة ثانية ً ، بغيَة زيارتهم ، عندما نقتنصُ أول فرصة سانحة . وعلى هذا ، آبتْ مركبتنا الصغيرة ، مجدداً ، إلى رحاب الطريق السريعة ، الفارهة ، المنعوتة بـ " الأوتوبان " ، باللغة الألمانية . بعدَ ساعةٍ ونيّف ، وعلى مشارف العتمة ، نصلُ أخيراً إلى " شفارتزنبك " ؛ البلدة التي يقيم فيها صديقي ، والتي سبق للحلقة الأولى ، من هذا المقال ، أنْ جالتْ في فلواتها . صباحاً ، أثناء جولتنا في جادات البلدة وصولاً إلى مركزها التجاري ، تخايلَ لوهمي أنني أزورُ المكان للمرة الأولى : فالمكانُ ، على ما يبدو ، غيرَ ثابتِ الشكل ؛ بل ينتقلُ فصلاً فصلاً من صورةٍ لأخرى . فعلى أعتاب الصيف ، إكتسَتْ " شفارتزنبك " ثوباً زاهياً ، مناسباً ، محتبيَة ضيفها كصبيّةٍ هيمانة . وبدوري ، كنتُ يومئذٍ مسحوراً بإشراقة فتنتها ، أعاينه عن كثب ، متنقلاً بين قسماته وتكويناته وملامسه . سيكون لديّ وقتٌ وافرٌ هنا ، لكي أتنقل في رحاب هذا الجمال الوادع ، الفاتر ، الذي يبعثُ في النفس مشاعرَ عذبة ؛ نفسي ، التي يُثيرها بشكل خاص ، مرأى الجنائن المنزلية .
ثمة جادة ٌ ، تتصل بمركز البلدة ، تطرّق تدرجنا إليها أكثر من مرة . في واحدة من تلك المرات ، أشار صديقي نحو أحد البيوت ، قائلاً أنّ أهله سكنوا فيه ، فيما مضى . كان المنزلُ آنئذٍ خاضعاً لعملية ترميم شاملة ؛ عملية لم تنتهِ بعدُ ، كما لحظته أثناء زيارتي الأخيرة ، المونديالية ، للبلدة . ومثل بقية المنازل ، الصغيرة ، في ذلك البلد ، كان هذا مكوناً من طابقيْن ؛ أرضيّ ، يحتوي على الصالون والمطبخ وغرفة السفرة ، وعلويّ لحجرات النوم . وبما أنّ المنزل ، كما ذكرتُ ، في طور النقاهة ، والفوضى تعمّ حديقته وواجهته ؛ فما كان لي ، والحالة تلك ، سوى أن أجول ببصري إلى ما حوله من بيوت : لألحظ هكذا ، أنّ كلاً منها قد إعتمد الهندسة نفسها ، فيما يخصّ المدخل والحديقة . هذه الأخيرة ، لن أتوقف عندها هنا ، لأنها تقع في خلفية البناء ، وما تأتى لي معاينتها . وعلى كل حال ، لا يمكن أن يغفِلَ المرءُ ملاحظة اللمسات المعمارية ، المميّزة ، التي أضافها كلّ من قاطني تلك البيوت . إنّ سور المنزل ، حال التقليد الأوروبي بعامة ، عبارة عن سياج واطيء ، حجريّ أو خشبيّ أو سلكيّ ، تتوسطه بوابة ٌ صغيرة مكتنفة ٌ ، غالباً ، بعارشة لبلاب أو ورد جوري أو ما شابه ذلك . ولو تسنى لكَ ، ضيفاً ، إجتياز تلك البوابة ، فلا بدّ أن تقادَ عبْرَ ممشىً متراصفة أحجاره ، الواحدة بإثر الاخرى ، يتخللها حشائشٌ مقصوصة بعناية ، حال إمتداداتها الخضراء في المساكب المحيطة بالمدخل . على جانبيْ الممشى ، لامحيد لكَ ، أيضاً ، عن تحيّة صفيْن من الورود المختلفة التلاوين ، الذيْن يتخللهما ، عادة ً ، نباتات واطئة ، ذوات زهيراتٍ دقيقة ، ليلكية اللون أو بنفسجية . ستتأملُ هنا ملياً شجيراتَ الدفلى ، ذوات الأوراق الداكنة الخضرة ، المصقولة كحال أزهارها ، والتي تحبّذ الركون في مكان شبه ظليل ؛ كما في زاويتيْ مدخل الدار ، مثلاً . بيْدَ أنّ المرءَ ، في حالتي على الأقل ، لا يمكن إلا أن يتسمّرَ ، ذاهلاً عن كل شيء ، أمامَ أغراس الهورتنسيا ( التي نحرّف تسميتها في الشام إلى : قرطاسية ! ) . هذه التحفة الفنية ، المتفردة بألوان الأحمر ( البريك ) والليلكي والزهري ، هي إبنة متبناة من لدن شجيرة الدفلى ، التي تحتبيها بحنو تحت أغصانها الرخوة . وأجزمُ بأنّ موطن الجرمان ، ذا المناخ المعتدل ، هوَ الأبُ الشرعيّ لغرسة الهورتنسيا ( رغم أصلها ، القديم ، الكاريبيّ ) ؛ إذ لمَ أرها على ذلك الإزدهار والتألق ، إلا هنا : وبلغ من هيامي بهذه الغرسة ، الفائقة الفتنة ، أنني عمدتُ في العام الماضي ( أيْ بعدَ مضيّ أقل من سنتين على رحلتي هذه ، الألمانيّة ) ، إلى زرع شتلتيْن منها في حديقة منزلي ؛ واحدة زهرية اللون ، واخرى ليلكية ، وفي ظلال ما يناسبهما من شجيرتيْ الدفلى .
على أنّ الوقتَ ما طال كثيراً ، لكي أراني قدّام حديقة صغيرة ، سبق لزوج صديقي أن نصحتني بالمرور أمامها . كانت هذه ، تخصّ مهندس زراعيّ متقاعد ، وتقع على طرف بحيرةٍ غاية في الرثاثة ، متشكلة على ما يبدو من مصبّ جدولّ متفرع ، بدوره ، عن نهر كبير يمرّ في تلك الأنحاء . سبق لمضيفي ، أن أخذني إلى بقعة هادئة مطلة على البحيرة ، كان قد " إكتشف " بقربها شجرة جوز ، معمّرة نوعاً : في زيارتي الأخيرة لشجرتنا المشرقية هذه ، عدتُ منها بحبتيْن من ثمارها ، مؤملاً زراعتها في حديقتي السويدية ؛ وهي الشجرة المعروفة بتحملها للمناخ شديد البرودة . قلنا أنّ حديقة مهندسنا ، الملحقة ببيته ، هي ما كان يتوجّب علينا رؤيته . الحق ، فقد ذهلت مما أخذتني عيناي عبره ؛ من تقسيمات بديعة لأحواض مستطيلة ودائرية ، مقتصدة في أغراسها ، إلا أنها في الآن ذاته ، معلنة هارمونيا رائعة من ألوان وظلال وأضواء . ثمة بحرة إصطناعيّة ، مثمنة الشكل ، مرخمة بقطع من الموزاييك ، يسيل على جوانبها المياه المتناثرة من النافورة ، والمحفوفة بأصص فخارية لخبازى بتلاوين مختلفة . إكسسوارات هذه الحديقة ، الفريدة ، متوائمة والمكان المنذورة له ؛ كهذه العربة الخشبية لنقل التراب ، التي إستبدلت مهمتها بحمل أغراس من الزهور الصيفية ، المتنوعة ؛ أو كتلك الجرة الهائلة ، القائمة على أربعة أحجار قرميدية ، والمنبثق عنها أيدي هرجاية ولبلاب ، متعانقة . الأشجار أيضاً قليلة العدد ، موزعة بطريقة تجلب معها الظل إلى الناحية الجنوبية ، الأكثر تعرضاً لأشعة الشمس ، الحادة ؛ هناك ، حيث إنعقدتْ صحبة التفاح والأجاص والخوخ والكرز ؛ أشجار الشمال الأوروبي ، الأثيرة . فيما ركنتْ متفردة ، شجيرة صنوبر مستسلمة لنقمة النسيان ، ولنعمة ذكرياتها الدافئة عن أيام الميلاد ورأس السنة . ثمة في إحدى الزوايا ، المقابلة للمدخل ، لوحة كتب عليها بالألمانية ، ما يفيد بوجود عسل فاخر من إنتاج منحلة هذا المنزل الجميل ، المفتخر على أقرانه بجنينته الساحرة .
قلنا في ما سلفَ ، من حلقة المقال الأولى ، أنّ شفارتزنبك منتمية ٌ ، موقعاً ومناخاً ، لريف شمال أوروبا. حقيقة ٌ ، تفسّر إعتيادي لبيئتها ؛ أنا القادم من بلد الفايكنغ ، في أقاصي ذلك الشمال البارد . فضلاً عن حقيقة اخرى ، جعلتْ هذه البلدة الصغيرة ، أثيرة لديّ ؛ وهي قربها من هامبورغ ، كبرى حواضر الشمال الألماني . بين هاتيْن الحاضرتيْن ، ثمة بلدة صغيرة ، تتوسّط المسافة فيما بينهما ؛ إنها " بَرْغدوف " ، التابعة لضواحي هامبورغ ، والتي تمرّ منها الطريق غير السريعة المؤدية لهذه الأخيرة . هيَ بلدة ذاتَ حسْن ٍ خاص ، يغلب على أبنية مركزها طابعٌ فريدٌ من العمارة الأوروبية ، الكلاسيكية ؛ المتجليَة للمرء بخاصة ً لدى إجتيازه سوقها التجاريّ . خلال هذه الزيارة الألمانية ، والاخرى التي أعقبتها ، يتأتى لي مداومة الركون إلى مقهىً صغير ، تركنَ بدوره على جانب قناةٍ ثرّة المياه ، مُشكِلة بحيرةٍ صغيرة تحيطها خضرة الخمائل والأشجار ، لا تبعد سوى خطوات قليلة عن مجلسنا . مضيفي من جانبه ، يستأنسُ كثيراً بهذه البلدة ، حريصاً أن يمرّ منها ، غالباً ، في طريقنا إلى / ومن هامبورغ ؛ حاضرة الشمال الألماني : إنها الحسناء الأنيقة ، التي تسنى لي الإقتراب منها شتاءً ، أثناء رحلتي الأولى . أضحى بمقدوري ، الآن ، في هذه الزيارة الجديدة ، معاينة جسدها البضّ وقد شمَسَ عليه نهارٌ صيفيّ ، مشرق ، أرختْ شمْسُهُ خيوطاً ذهبية على البحيرة الفارهة ؛ حاضنة الحاضرة أو أمّها ، ربما . تتصل بالبحيرة ، على طرف المركز ، تحديداً ، قناة متطاولة إلى وسطه ؛ فينيسية الطراز ، إلا أنها عريضة نوعاً ، تحفّ بها المحلات الفخمة للعطور والملابس والزينة ، فضلاً عن المقاهي والمطاعم ؛ إشتهرَ منها مطعم " صليبا " ، المختصّ بالوجبات والحلويات ، الشامية . كل ما في هامبورغ ، من عمارة وجسور وقناطر وحدائق ، يوحي بالعظمة . من تلك العمائر ، محطة السكك الحديدية ( المسماة بلغة الجرمان : بانهوف ) ، والتي تبدو من الخارج بناءً حجرياً ، قديماً ، داكن اللون ، شبيهاً من حيث الواجهة بالأديرة القروسطية ، الغامضة . مبنى البلدية ، بدوره ، يُعتبرُ من آثار العمارة الألمانية ، البديعة ؛ إلا أنه أكثر جمالية لعين الناظر ، وخاصة ما في زخرفة واجهته من تنوّع لونيّ ، جعله أشبه بجدارية عملاقة من الفسيفساء . ولكي يتناهى الحسنُ بذلك المبنى ، فما كان إعتباطاً أمرُ إطلالته على الساحة الأكثر إزدحاماً في المدينة ، بالحضور الشعبيّ والسياحيّ : هناك ، وأينما إتجه لحظكَ ، تعاينُ وجوهاً لخلق من مختلف المشارب ؛ فهذا منفردٌ بنفسه وأفكاره المهوّمة ؛ وذاكَ فضّلَ الإشتراك في حلقةٍ إيمانيّةٍ ، وادعة ، متمايلةٍ على أنغام كنسيّة ، مُسجّلة ؛ وآخرون قد تحلقوا وأطفالهم حول مهرّج ، مكتس بقيافة غريبة ، طريفة ، مصطبغة بدهان أبيض ، فبدا شبيهاً بالتماثيل الجصيّة ، الملونة ، المثبتة في الساحة والمعبّرة عن مختلف المهن والحِرَف . بيْدَ أنّ تمثالاً آخر ، أقدم عهداً ، شاءَ التعبير عن " مهنة " أصحاب الكلمة ؛ وأعني به نصب الكاتب الألماني " ليسنغ " ، البرونزيّ ، المعتلي بمهابة وجلال قاعدة حجرية تتوسّط ساحة ً اخرى ، صغيرة ، قائمة ً خلف مبنى البلدية ذاكَ ، مباشرة . ثمة كاتدرائية ، جليلة المظهر ، تتشامخ منائرها وأبراجها من وسط المركز . تبدو معجزة الترميم ، التي خضعت له هذه الكاتدرائية ، مما ثبّت بقربها من لوحة فوتوغرافية ، عملاقة ، تعكس صورتها وهيَ في نهاية الحرب العالمية الثانية ، بدمارها وأنقاضها . على أنّ هذا الدمار ، لابد أن يكون قد عمم قِسْمته على مدن اخرى ، شأن " كولونيا " ؛ حاضرة الغرب الألمانيّ ، الكبرى ، التي لم يقدّر لي كما سلف القول ، التجوالَ فيها ، بل المرور العابر لمركبتنا الصغيرة بقربها ، خلال عودتنا من باريس . على أنه سيكون من حسن حظي ، فيما بعد ، أن أتواجد هنا مرة اخرى خلال زيارتي الأخيرة ، المونديالية ، والتنعم بالفيء العملاق لكاتدرائية تلك الحاضرة الكبرى .
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صدّام ؛ صورٌ شخصيّة للطاغيَة
-
مشاهدات : جولة في دمشق العثمانيين 2 / 2
-
مشاهدات : جولة في دمشق العثمانيين 1 / 2
-
رحلاتٌ إلى مَوطن الجرمَان 1 / 3
-
الحارَة ؛ بابُها وبشرُها
-
مشاهدات : جولة في دمشق صلاح الدين 2 / 2
-
زبير يوسف ؛ في منحَتِ الحَديد والتحدّي 2 / 2
-
مشاهدات : جولة في دمشق صلاح الدين 1 / 2
-
زبير يوسف ؛ منشدُ الأزمان القديمة
-
إسمُ الوردَة : ثيمة الجريمة في رواية لباموك
-
أورهان باموك والإشكالية التركية
-
معسكراتُ الأبَد : شمالٌ يبشّر بالقيامَة 2 / 2
-
العثمانيون والأرمن : الجينوسايد المتجدد
-
غزوة نوبل ، العربية
-
معسكراتُ الأبَد : إلتباسُ التاريخ والفنتاسيا
-
مقامُ المواطَنة ، سورياً
-
الوحدة الوطنية ، المفقودة
-
حوارُ أديان أمْ حربٌ صليبيّة
-
نصرُ الله والعَصابُ المُزمن للفاشية الأصولية
-
سليم بركات ؛ الملامحُ الفنيّة لرواياته الأولى
المزيد.....
-
فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني
...
-
إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش
...
-
تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن
...
-
الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل
...
-
تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
-
بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
-
تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال
...
-
-التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين
...
-
مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب
...
-
كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|