رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 01:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 168
محمد كرد علي والمستشرقين
القسم الأول
محمد كرد علي واسمه الكامل: محمد بن عبد الرزاق بن محمد كرد علي. ولد في دمشق عام 1876 م. من اصل كردي عراقي من السليمانية ، وهو كاتب ومؤرخ سوري ومن رجال الأدب ، فهو أول وزير للمعارف والتربية في سورية ، وكان رئيسًا لمجمع اللغة العربية في دمشق منذ تأسيسه 1919 م حتى وفاته 1953 م.
وهو من الشخصيات التي تعاني عقدة النقص الحضاري ، التي لا تجد لها جواز سفرٍ إلى قلوب العرب ، إلا من خلال الاستشهاد بكلمات أولئك الكتاب والمفكّرين الغربيين. اذ نسب الكثير من الاقوال الى المستشرقين في مدح الحضارة العربية والشخصيات الإسلامية ، وطبعا من دون مراجع، او من مراجع عربية وإسلامية على الرغم من اتقانه اللغتين الإنكليزية والفرنسية ، اذ نُسب للمفكر الفرنسي جان جاك روسو القول:
« من الناس من يتعلم قليلًا من العربية ثم يقرأ القرآن ويضحك منه، ولو أنه سمع محمدًا يمليه على الناس بتلك اللغة الفصحى الرقيقة، وذاك الصوت المقنع المطرب المؤثر في شغاف القلوب، ورآه يؤيد أحكامه بقوة البيان، لخرَّ ساجدًا على الأرض وناداه أيها النبي رسول الله خذ بأيدينا إلى مواقف الشرف والفخار، أو مواقع التهلكة والأخطار، فنحن من أجلك نود الموت أو الانتصار.»!
ويحقّ لنا أن نسأل عن مصدر مثل هذه الكلمة المنسوبة اليه زورا وبهتانا، وهل كتبها روسو في أحد كتبه النثرية أم الفلسفية أم المسرحية؟
يبدو ان محمد كرد علي ممن يعانون من عقدة نقص حادة، يقومون بتعويضها بنشر مثل هذه الكلمات المزعومة بحقّ الرسول. إننا أمام عملية تدليس وتضليل وكذب .
هذه البيئة الدينية التي تنشر مثل هذه المفتريات، إنّما تدلّ على ما وصلت إليه من موت فكري، وفراغ ثقافي، بعدما وصلت إلى حافة الإفلاس.
ان النبي محمد لم يكن بحاجةٍ إلى شهادةٍ تزكية من روسو، مع تقديرنا لدوره الفكري الكبير.
والسؤال الذي يفرض نفسه إن كان روسو مدح النبي محمد واعترف بعظمتهِ ودعا الى الايمان به ومناداته ب" أيها النبي رسول الله " فلماذا لم يؤمن به إذاً ؟! .
أليس عدم إيمانه به هو تكذيب صريح لنبوتِهِ؟؟! اليس هذا تزويرا وتحريفا لأقواله من قبل رجال الدعاية الإسلامية؟
أنهم يُحاولون تزوير التاريخ؟
ينظر: محمد كرد علي : الإسلام والحضارة العربية، مؤسسة هنداوي، ٢٠١٧ . ص68 .
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟