محمد فياض
الحوار المتمدن-العدد: 7739 - 2023 / 9 / 19 - 17:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على مرِّ العصور ، شهد الوجود تغيرات كثيرة وآراء متنوعة بُنيت وفق منظور الإجماع وسياسة العقل الجمعي .
وفي التأريخ شواهد كُثُّر ومواقف عديدة كانت تُمثّل عمودًا أساسيًا في بناء أغلب المباني التشريعية لمدارس مُختلِفة ضمن الجنس البشري .
وعليه فإنَّ النزعة العمومية والرغبة المشتركة في تشكيل قاعدة متينة لإثبات صحّة مُختلف الأفكار الدارجة كانت تتشبثُ بالسائد .
لذا فإنَّ الانطلاق نحو ميدان الحقيقة أصبح مرهون بمِداد السواد الأكبر والصوت الأوسع فقط .
نعم ، قد يُعزّى هذا الميول البشري لاسباب كثيرة .
أولاً:- الإجماع يولِّد القوة :-
قَد يرى العديد مِن النّاسِ ، إِنَّ الاشتراك والاتفاق والعقلية الجمعية هي منبع قوة ودليل متين نحو الحقيقة وطريق مختصر في سلم اليقين .
والأقوى ، إنَّ الإجماع المُطلق إِن كان نابع مِن مورد ثقة وجمع سليم ، يؤخذ على وجه القوة وإلّا فلا حجة في الاجتماع أن كان نابع من عوام النّاس وجموع الأمة .
لإن الأمم كالبحار وقد تحوي على الؤلؤة والاحجار وكذا البشر فالسليم والسقيم يشترك في تشكيل المجتمع وعليه فليس من العقل ، إعتبار إجماع عامة الناس مقياس الحقيقة .
ثانياً :- اضطهاد الأقلية -
ظهرت الأقليات في المجتمع بصورة مجحفة مُضطهدّة إنْ صح التعبير ، الأمر الذي شكّل إنطباع خاص وتناسب طردي بين المقياس العددي ومعيارية القوة ، وهذا ما شاهدته العديد من الفرق والأصوات المُنزَجّة بين صفوف الجميع والكثرة .
وعليه فقد شهد التاريخ قُصص عديدة ، كانت الأقليات فيها أصحاب الحقيقة والأيادي البيضاء وإن أستغرق الأمر ، سنوات ولرُبّما عقود إن أيضاً .
فالحقُّ مُنتصِرٌ وأن طال الزمان ، والله ناصر جُندّهُ.
والله وليُّ اليقين ..
#محمد_فياض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟