بيان صادر عن الأمين العام
للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
بداية أهنئ الأخ القائد المجاهد عبد العزيز الرنتيسي وجماهير شعبنا وفصائله الوطنية والإسلامية بنجاته من محاولة الاغتيال الغادرة على أيدي عصابات شارون الإجرامية، هذا الاعتداء الآثم لا يعكس سوى غطرسة العدو واستهتاره بكل القوانين والأعراف الدولية والأخلاقية وحتى بما سُمي بالاتفاقات معه، غطرسةً ما كانت لتكون لو لم تفتح شهيته بفعل مسلسل التنازلات الرسمية الفلسطينية، التي تمخضت عنها قبول خارطة الطريق وتكثفت بشكل واضح في مؤتمري شرم الشيخ والعقبة. في الوقت الذي دعا فيه رئيس الحكومة الفلسطينية السيد محمد عباس بوقف ما أسماه عسكرة الانتفاضة وتعهده بمحاربتها وانتهاج أسلوب المفاوضات كطريق وحيد للوصول إلى أهداف شعبنا، في نفس الوقت الذي يؤكد فيه شارون عزمه على تصعيد حربه ضد شعبنا دون مساومة مصمماً على تحقيق الانتصار بتشجيع أمريكا الراعي الرئيسي لعملية خارطة الطريق السياسية، هذا التحدي الفظ لمشاعر شعبنا وأمتنا العربية، فمن الطبيعي أن يشكل هذا المناخ أفضل ظرف مواتٍ لمواصلة عملياته الإجرامية ضد شعبنا وقيادته المناضلة والمجاهدة.
فقد دلت تجارب الشعوب والحركات الثورية أنه كلما أبدت هذه الحركات مرونة أو ليونة أو أبدت استعداداً لتقديم تنازل ما، يزداد ضغط العدو وشركاءه وتتصاعد وتيرة عملياته الإجرامية، واليوم وفي أعقاب هذه الجريمة ونحن نتمنى للأخ القائد الرنتيسي الشفاء العاجل ولكافة جرحانا، ونحيي شهداء شعبنا الذين ذهبوا ضحية هذا العدوان الإجرامي الصهيوني، جدير بنا أن نتوقف أمام استحقاقات هذه اللحظة وإعادة النظر في المنهج السياسي لإعادة صياغته على أسس تقود فعلاً إلى رفع قدرة شعبنا على صد العدوان عليه وحمايته والدفاع عنه وعن حقوقه الوطنية باعتبارها نقطة مركزية يجب أن تحتل مكانها في صدر موائد الحوار الوطني الجدي.
لقد أكدت مسيرة شعبنا النضالية وتجربته الغنية أن حكومات إسرائيل الصهيونية لا تفهم سوى لغة القوة وأن لا طريق لتعبيد طريق شعبنا نحو جادة الاستقلال والسيادة والعودة سوى المقاومة الشعبية بمختلف أساليبها وأشكالها. إن سياج هذه المواجهة ورفع درجة تأثيرها وتعميق إنجازاتها هو الوحدة الوطنية المستندة إلى رؤية سياسية كفاحية قادرة على تعبئة جماهير شعبنا وتحشيد كافة عناصر قوته وصموده لشق طريقه نحو دحر الاحتلال وصيانة حقوقه الوطنية.
المجد للشهداء
الحرية لأسرى وأسيرات شعبنا
والنصر لشعبنا
أحمد سعدات
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
سجن أريحا
10/6/2003