أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - تحرير الجماهير من السيطرة الإيديولوجية للبرجوازية














المزيد.....

تحرير الجماهير من السيطرة الإيديولوجية للبرجوازية


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7737 - 2023 / 9 / 17 - 12:25
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تتيح لنا سلسلة من العناصر التي يتم التعبير عنها في السلوك السياسي للجماهير أن نستنتج أن هناك وضعًا أيديولوجيًا وسياسيًا جديدًا وإيجابيًا فيها، مما يولد ظروفًا أفضل لتطوير نشاط المنظمات اليسارية.
لعدة أشهر، دعت قطاعات كبيرة من العمال والشعب إلى النضال كوسيلة لإيصال احتياجاتهم والمطالبة بتلبيتها. كان أكتوبر 2019، مع الانتفاضة الشعبية للسكان الأصليين، بمثابة الذروة والنقطة الأكثر كفاحية للنضال الجماهيري في البلاد. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، استمرت الاحتجاجات التي تشارك فيها مختلف القطاعات الاجتماعية: المزارعون المنتجون الصغر والمتوسطون للذرة والأرز والألبان؛ المعلمون والطلاب للحصول على مطالبهم الخصوصية، والذين ذهبوا إلى حد إعلان الإضراب عن الطعام؛ كما تحركت مختلف القطاعات ضد ارتفاع أسعار الوقود، إضافة الى حالات أخرى.
وتتأجج هذه النضالات من أجل مطالب معينة أيضًا بسبب الاستياء العام مما يحدث في البلاد، والظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها ملايين الإكوادوريين بسبب نقص فرص العمل، وانخفاض الأجور، وزيادة تكاليف المعيشة، وصعوبات الوصول إلى الرعاية الصحية، والنزوح القسري، وتخلي مئات الآلاف من الأطفال والشباب عن التعليم، والفساد الذي لا يمكن وقفه. كل هذا يضع العمال والشباب والشعب أمام وضع ملموس: إنهم يناضلون ضد مظاهر وأشكال الاستغلال الرأسمالي. ومن وجهة النظر هذه، فهم يناضلون ضد النظام القائم. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن كل أولئك الذين يخرجون إلى الشوارع للاحتجاج -أو يفعلون ذلك من خلال آليات مختلفة - يتصرفون مسترشدين بالوعي المناهض للرأسمالية.
إن عدم الرضا عن الوضع الحالي يقود القطاعات المستغلة والمضطهدة، بحثاً عن التغيير، إلى وضع جديد، لكنه مختلف نوعياً عن الوضع الحالي. لكن هذا التغيير المنشود، عند أغلبية هؤلاء الناس - بسبب مستوى وعيهم ونوعه - ليس من الضروري هدم النظام الحالي، وإقامة مكانه نظام هو، في جوهره، أو في طبيعته، مختلف جذريا. وهذا يُظهر بوضوح القيود الموجودة في وعي الجماهير.
ففي عملية تشكيل حركة ثورية جماهيرية، وهو الجانب الذي تحدثنا عنه في العديد من المقالات السابقة، فإن دور الوعي السياسي أساسي. إن سيطرة الأفكار والمفاهيم البرجوازية على وعي العمال والشعب تضع حدودًا للسلوك السياسي للجماهير، وتجعلهم يرون ويفكرون في الظواهر السياسية والاجتماعية في البلاد والعالم من نفس وجهة النظر التي تنظر إليها البرجوازية والإمبريالية، أي من منظور مغترب، وبالتالي، لا تصبح أدوات للاستغلال والقمع فحسب، بل أيضًا لإعادة إنتاج الشرائع الأيديولوجية والسياسية للبرجوازية.
وهنا وجب التأكيد على أن البرجوازية لا تمارس هيمنتها من خلال الإكراه (القمع) فحسب، بل إنها تفعل ذلك أيضًا – وقبل كل شيء – من خلال التماسك الأيديولوجي، أي من خلال جعل الجماهير تتبنى أيديولوجية البرجوازية وتتماهى معها.
وهكذا، فإن تكوين الحركة الثورية الجماهيرية مبني على أساس نشر واسع ومنظم للمفاهيم الأيديولوجية للحزب الماركسي اللينيني؛ نشر السياسة التي يحددها الحزب في كل لحظة وظرف، لكل قطاع (اجتماعي وجغرافي)، والتي يجب أن تكون مرتبطة دائما أو مبنية على الأهداف الإستراتيجية للثورة الإكوادورية.
إن تطور الحركة الشعبية المنظمة، وإدماج قطاعات أوسع في النضال من أجل مطالبهم المادية وحقوقهم، ومشاركة العمال والشباب والنساء والشعب في العمل والنضال السياسي، يرتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة الوعي السياسي.
بالنسبة لحزبنا، هناك ضرورة حتمية للتطوير المستمر للعمل الأيديولوجي والسياسي المنهجي بين العمال والقوى المحرّكة للثورة، حتى تعرف هذه القطاعات سياستنا وتتماثل معها وتناضل من أجل تحقيقها، وبالتالي فإن السياسة الثورية لا تفعل شيئًا آخر غير تمثيل المصالح الاقتصادية والسياسية للعمال والشعب. ويسعى هذا الهجوم، في الوقت نفسه، إلى تحرير وعي الشعب من قيود الفكر البرجوازي، الذي لا يسمح لهم بالتصرف والنضال وفقا لمصالحهم الخاصة، بل لمصالح أصحاب رأس المال. فقط من خلال تحرير الجماهير من السيطرة الأيديولوجية التي تمارسها البرجوازية والإمبريالية عليهم، يمكنهم تحقيق أهدافهم كذوات ثورية.
صحيفة "الى الأمام"، العدد 1969، من 1 الى 7 سبتمبر 2021



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهوض النضالي للطبقة العاملة والشعوب واحتداد الصراع بين الق ...
- إفلاس النظام الاستعماري الجديد وتصاعد الاحتجاج ضد الإمبريالي ...
- من أجل دعاية وسياسة اتصالية ثورية / أليخاندرو ريوس
- المناضل الشيوعي: الصفات والدور والقيم / خوان باجانا ج
- الشباب والنضال الثوري / ي. روميرو
- الكتل الامبريالية والواقع / الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني ...
- الإعلان الختامي لاجتماع دعم شعب النيجر المنعقد في كوتونو في ...
- -الأزمة في النيجر مرتبطة بالصراع من أجل إعادة تقسيم العالم-
- السعي الى السلطة وأشكال النضال / ترجمة مرتضى العبيدي
- في الذكرى 29 لتأسيس الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركس ...
- ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الرابع) / ...
- ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الثالث) / ...
- ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الثاني) / ...
- ملاحظات حول نظرية الدولة في الفكر الماركسي (الجزء الأول) / ت ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (النص كاملا) / ترج ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (5/5) / ترجمة مرتض ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (4/5) / ترجمة مرتض ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (5/3) / ترجمة مرتض ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (5/2) / ترجمة مرتض ...
- انتفاضة أكتوبر 2015 المنسية ببوركينا فاسو (1/5) / ترجمة مرتض ...


المزيد.....




- مساواة “السما?” (SMAG) و”السمي?” (SMIG) لا تزال حبراً على ور ...
- الدعارة [في معجم النسوية النقدي [*]
- نضال مستمر من أجل تحقيق التغيير المنشود
- مسيرة احتجاجية باتجاه منزل نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب وعودة ...
- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...
- نصب تذكاري في كاراكاس تخليدا لانتصار الجيش الأحمر السوفييتي ...
- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مرتضى العبيدي - تحرير الجماهير من السيطرة الإيديولوجية للبرجوازية