كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7737 - 2023 / 9 / 17 - 00:54
المحور:
سيرة ذاتية
يتعذر على العاقل هزيمة الجاهل في النقاش. فلا تخف من العقلاء الذين يحاورونك بل من المختبئين في مواقع التواصل ومحطات التراشق وراء الاقنعة المزيفة والاسماء المستعارة، التي يتظاهر فيها الرخيص بالعزة، والخائن بالوفاء، والمنافق بالصدق، والفاشل بالنجاح. حتى باتت تعج باصحاب المخالب الزرقاء الذين ينشطون في الظلمة لتجريح غيرهم والإساءة إليهم. .
ليس دائماً الطيور على اشكالها تقع. فقد اوقعتنا محطات التراشق على غير أشكالنا، وارغمتها على تحمل بشاعة وجوههم التي لا تشبهنا أبداً. .
لن تسمح لك هذه المحطات بتغيير البداية، ولكن بإمكانك الانسحاب منها قبل فوات الأوان لكتابة سيناريو النهاية. ولن تستطيع الوصول إلى هذه المرحلة حتى يأتي اليوم الذي تشعر فيه انك تمتلك القدرة على الانتصار عليهم في جولات التراشق لكنك آثرت الانسحاب والابتعاد، وبعد ان تدرك ان العمر لم يعد فيه متسع للتعرف على هؤلاء أو قراءة كتاباتهم الملطخة بالابتذال. هناك دائما أناس ترتقي بالحوار معهم، وآخرون ترتقي بتجاهلهم. .
انا شخصيا أدركت متأخرا انني خسرت طاقتي وصحتي بلا ثمن، واعطيت تلك المحطات أكثر مما تستحق. فلا تثق بأي محطة من تلك المحطات المتناثرة في كل المواقع، لأن ألغامها ستنفجر تحت اقدامك إن عاجلا أم آجلاً. فالزيارات المتكررة لها قد تفقدك قيمتك، ولا يمكنك أبدا ان تنسى مرارة الكلمة الجارحة حتى لو ابتلعت بعدها حشداً من العبارات الجميلة. وتذكّر ان اقوى الناس هم الأكثر ابتعادا عن تلك المحطات، التي تحولت إلى حلبات مفتوحة لتصادم الحمق بالحمقى. فلا تتردد عليها مجدداً، فقط ثق بأنك تستطيع التخلي عنها. .
حتى لو كنت أطهر من الثلج لن تنجو من التلوث بنفاياتها. حاول ان تغادرها بسرعة، أن ترحل متألما. شامخاً خير من أن تبقى مستمتعاً ذليلاً. . سيأتي عليك وقت تكون فيه شخصاً قاسياً في نظر البعض لمجرد انك ابتعدت عن تلك المحطات السيئة. فالمرحلة الراهنة تتطلب الكثير من الصبر والصمت والعزلة والتجاهل. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟