أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الفقراء يتبرعون والأغنياء يتمتعون














المزيد.....

الفقراء يتبرعون والأغنياء يتمتعون


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7736 - 2023 / 9 / 16 - 18:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


طالعتنا شاشات الفضائيات طيلة الأشهر الماضية مشاهد مؤذية للكوارث الطبيعية التي دمرت بها مناطق متعددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفزيفيا من زلازل وأعاصير وما نتج عنها من تحطيم البنية التحتية ألهشه لهذه الأماكن, لكن الملاحظ إن التفسيرات العلمية اتخذت طابعا ما ورائيا بغض النظر عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات والتي منها حركة القشرة الأرضية وتبعاتها الجيولوجية و فساد صفقات المقاولات وعدم الجاهزية لمثل هذه الكوارث ورغم قساوة المنظر لكننا نجد أن الفقراء يعانون و يتبرعون والأغنياء يتمتعون, فالفقراء يعيشون في أماكن لا توفر لهم الحاجة الأساسية للعيش إلا ما ندر, اغلبهم يعيش في مجمعات ذات بناء عمودي أو أحياء عشوائية التنظيم لم تكلف الدولة نفسها بمتابعة جودة البناء والتي يستثمرها الأغنياء لزيادة ثروتهم وهم يعيشون في مناطق مضادة للأعاصير والزلازل المادية والطبيعية,
وهذا يعني أن هناك بعدا اخز يدفع الفقراء إلى التبرع وهو البعد النفسي لعمليات التبرع لمتضرري الكوارث الطبيعية و المرتبط ارتباطا نفسيا بعمليات التبرع للمراقد المقدسة عند الشعوب, وهي دوافع ومشاعر وسلوكيات مرتبطة بالتبرع لأسباب إنسانية أو دينية.أما الدوافع الإنسانية هي تلك التي تنبع من الشفقة والتعاطف والرغبة في مساعدة الآخرين الذين يعانون من ظروف صعبة أو مأساوية، مثل ضحايا الكوارث الطبيعية أو الحروب أو المجاعات.
أما الدوافع الدينية هي تلك التي تنبع من الإيمان والولاء والإخلاص لله أو للمذهب أو للقائد الروحي، والرغبة في نيل رضاه أو شفاعته. هذه الدوافع تتأثر بعوامل مثل المعتقدات والممارسات والتقاليد الدينية، والشعور بالانتماء والهوية والتضامن مع المجموعة الدينية، والحاجة إلى التفاعل والتأثير على المجتمع.
لكن هناك الدوافع الشخصية,و هي تلك التي تنبع من الرغبة في تحقيق فوائد نفسية للإنسان والتي تمس علاقاته أو صحته وان هذه الدوافع تتأثر بعوامل مثل ، الضغط أو التشجيع من قبل الآخرين،
كل فئة من هذه الدوافع لها دور في تحفيز عملية التبرع، وقد يكون هناك تفاعل أو تضارب بينها في حالات مختلفة. على سبيل المثال، قد يبرِّز شخص دافعًا دينيا عند التبرع لمتضرري الكوارث الطبيعية، ولكن في الواقع قد يكون لديه أيضا دافع شخصي للحصول على اعتراف أو امتنان أو ضمير مرتاح. أو قد يبرز شخص دافعا دينيا عند التبرع للمراقد المقدسة،او التبرع لمتضرري الكوارث الطبيعية ولكن في الواقع قد يكون دافعه فائدة مادية لتحسين سمعته و لكسب المحتاجين الذين يزورنه وبدورهم سيكونون متبرعين محتملين وهكذا، فإن فهم البعد النفسي والاقتصادي لعمليات التبرع يتطلب دراسة متعددة المستويات ومتعددة المنظورات، تأخذ في الاعتبار كل من العوامل الفردية والجماعية والموقفية التي تؤثر على قرارات وسلوكيات الفقراء والأغنياء.و تحليل الدوافع لدى.
الفقراء نرى انهم يحتاجون إلى الشعور بالقيمة والكرامة والاحترام، وأحد الطرق التي يحققوا بها هو المشاركة في الأعمال الخيرية والتبرعات, هذا يجعلهم يشعرون بأنهم جزء من المجتمع وأن لهم دور في تحسين الوضع الإنساني.
الفقراء يتبعون مبدأ “اليد العليا خير من اليد السفلى”، وهو حديث نبوي شريف يدل على فضل المانح على المستقبل, هذا يجعلهم يفضلون أن يكونوا في موقف العطاء بدلاً من السؤال، وأن يكونوا مصدر نفع بدلاً أن يكونوا عبء وهم الذين عاشوا جل حياتهم تحت رحمة الأغنياء
هذه بعض الأسباب التي قد تشرح لماذا تكون مساهمة الفقراء واضحة في مثل هذه التبرعات. ولكن هذا لا يعني أن الأغنياء لا يتبرعون أو لا يساهمون في الأعمال الخيرية، فإن كثيرًا منهم يقدمون دعمًا ماديًا ولوجستيًا كبيرًا للتدليل على صدق نواياهم المزعوم والكثير منهم للتغطية الشكلية لنواياهم المستقبلية المبنية على استغلال الفقراء, وهنا نستنتج الفقراء يتبرعون لأسباب أخلاقية, أما الأغنياء يتبرعون لغرض المتعة وزيادة راس المال,:
على طريقة المجرم الناعم والمقدس لدى بعض الشعوب,
حينما يشعر الفقراء بالمسؤولية الاجتماعية نحو المجتمع والمجتمعات الأكثر ضعفًا. يرون أنه من واجبهم مساعدة الآخرين الذين يعانون والمساهمة في تخفيف معاناتهم. وبالنظر إلى أن الفقراء قد يكونون أكثر عرضة للمعاناة والحاجة، فإنهم قد يكونون أكثر استعدادًا لتقديم الدعم والمساهمة بما يستطيعون، حتى وإن كانت مساهمتهم محدودة.
على الرغم من أن المساهمات المادية للفقراء قد تكون محدودة بسبب ظروفهم المالية، إلا أن لديهم القدرة على تقديم الدعم العاطفي والروحي والمجتمعي الذي يمكن أن يكون قيمة كبيرة فيدعم المجتمعات المتضررة. .

أما بالنسبة لكون تبرع الأغنياء ليس أخلاقيا بنفس مستوى الفقراء، يمكن أن يكون هناك عوامل مختلفة تؤثر على ذلك. قد يكون للأغنياء اهتمامات أو التزامات مالية أخرى، أو قد يكونوا مشغولين بإدارة أعمالهم أو استثماراتهم, قد يكونون أيضًا يعتقدون أن دورهم هو دعم الأعمال الخيرية والمشاريع الاجتماعية من خلال توفير فرص العمل أو تمويل المشاريع الكبيرة.
التي تبنى من تبرعات الفقراء وهم الذين اجهدوا انفسهم دينيا وثقافيا لتبريرها, وان هذا الموضوع ينطبق على المجتمعات التي تلعب الانتماءات العاطفية والطائفية فيها دورا أساسيا في توجيه المجتمع مستغلين نقاوة سريرة الفقراء ليكونوا ممولين لمشاريع الأغنياء الخاصة, وذلك لان عملية إسناد متضرري الكوارث الطبيعية وكذلك رعاية .المراكز المقدسة و التجمع العام لأغراض ثقافية متنوعة هي مسؤولية مؤسسات تمتاز بالشفافية والمسائلة وليس مسؤولية الأفراد..



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يقرا المثقفون الآن
- الثقافة والسياسة
- حداثة ام تنوير
- الالفية الثالثة ..حصاد قرن من الخراب
- الكذب والتدليس والنزاهة
- (هايشة اب بيكم)
- ذهنبة الاستبداد
- الجنسانية والميناءالجندري
- حكايات الاسود ومجتمع الدجاح
- الاباحية الثقافية
- المتقف والموسيقى و جهنم
- تهافت المثقف
- غياب الدهشة
- جين الكلب دراسة مقارنة في السلوك البشري
- المثقف الفعال وخطاب السيد والعوام
- نظام التفاهة ونهاية الفلسفة
- تجريدات غالب المسعودي...نظرة الى السماء في كاس....
- الاخلاق والعلمانية في العراق
- الطقوسيون والمنافقون الاحتلال الامريكي نموذجا
- السياسة الامريكية في المنطقة بين الزبف والتلفيق والتوجس


المزيد.....




- بعد مرور عام على تهجيرهم من قريتهم غربي دارفور، أطفال الجنين ...
- تركيا.. إحراق ممتلكات تعود لسوريين إثر مزاعم عن تحرش شاب سور ...
- إتمام نقل أسهم شركة رئيس أوكرانيا السابق إلى ملكية الدولة ال ...
- برلماني أوكراني ينتقد دعوة السلطات للمواطنين لشراء معدات طاق ...
- ستولتنبرغ يستبعد الحاجة إلى مراجعة عقيدة -الناتو- النووية
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 36 مسيرة أوكرانية فوق عدة مقاطعات ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /01.07.2024/ ...
- عاجل | كتائب شهداء الأقصى: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مسلحة عن ...
- عمال في مطار تركي -يرفضون تزويد طائرة إسرائيلية بالوقود- بعد ...
- مصر.. قتلى ومصابون في حادث تصادم بجنوب سيناء


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الفقراء يتبرعون والأغنياء يتمتعون